بصدد اجتياح ثانٍ للجنوب.. "الأحمر" يقرِّر استيطان عدن عبر "سبأفون" مستنسَخة

السياسية - Wednesday 28 August 2019 الساعة 06:29 pm
عدن، نيوزيمن، محمد فؤاد:

في الوقت الذي تعيش مدينه عدن حالة غليان لم تتوقف في شوارعها وأحيائها ضد التواجد الإخواني في الجنوب، يوجه القيادي بحزب الإصلاح الشيخ حميد الأحمر رسالة تحدٍ واستفزاز جديدة لأبناء الجنوب، هذه المرة جاء عن طريق إعلانه نقل شركة سبأفون المساهم فيها إلى محافظة عدن.

قرار الأحمر نقل الشركة جاء بعد قرار اتخذته الجمعية العمومية التي تمثل مساهمي الشركة وبنسبة 56% منهم بتعيين إدارة جديدة، وعللت بأن قرارها جاء بعد أن استدعى الأمر تغيير مجلس الإدارة السابق المتواجد في الخارج، وذلك لإنقاذ الشركة من الوضع الذي فيه، بعد أن وصلت إلى مفترق طرق.

مجلس الإدارة الجديد المعين من قبل الجمعية العمومية حذر من خطورة تسييس نشاط الشركة الخدمي، وأبدى المدير التنفيذي لشركة سبأفون للهاتف النقال عبدالخالق الغيلي استغرابه من ردة فعل مجلس الإدارة السابق بقيادة الأحمر، وقال إن حميد الأحمر لم يعد صاحب صفة قانونية لاتخاذ قرارات بشأن الشركة، ولذلك فإن “إصداره قراراً بنقل الشركة إلى عدن غير قانوني صادر عن مساهم واحد فقط من ضمن مجموعة من المساهمين، ثم إن الوضع القانوني الجديد بناءً على اجتماع الجمعية العمومية ألغى ما قبله وأسس لوضع قانوني جديد، وهذا كله بإجراءات سليمة من الناحية القانونية وبإشراف قضائي وكنا حريصين على ذلك". وأكد الغيلي أنه “من الناحية العملية والقانونية لا يمكن نقل سبأفون إلى أي جهة كانت“. من جهة أخرى أعلن حميد تعرض الشركة للاقتحام من قبل الحوثيين برغم أن الشركة تعمل منذ أربع سنوات بصنعاء دون إشكالية.

مصادر مؤكدة قالت إن الخلاف بين الحوثيين وحميد بدأ قبل سنة بخصوص حصته بالشركة، ومن وقتها كان يحاول حميد نقل الشركة لعدن رداً على إجراءات الحوثيين، لكن تلك المحاولات فشلت بسبب ارتباط الشركة بصنعاء وأيضاً رفض الأغلبية من المساهمين.

وأضافت المصادر إنه بعد قرار الجمعية العمومية التي تمثل المساهمين تغيير إدارة جديدة للشركة الأسبوع الماضي، استغل الأحمر هذا الموقف ليصدر توجهاته بنقل الشركة إلى عدن، لكن الإجراءات التي اتخذها المساهمون وقفت عائقاً أمام خطة الأحمر لنقل الشركة، لكن حميد كان لديه مخطط آخر.

المصادر كشفت أن خطة الأحمر تقضي لتأسيس شركة باسم جديد في عدن مستخدماً البنية التحتية لسبأفون في الجنوب، وذلك لإدارة الشركة الجديدة، مستخدماً في ذلك نفوذه في الحكومة الشرعية لتقديم ضمانات أمنية من أجل تأسيس الشركة الجديدة.

وأضافت المصادر، إن حميد يبدي تخوفاً من ردة فعل الجنوبيين على نقل الشركة التي تعد الأقل نشاطاً في الجنوب نتيجة موقف الأحمر من الجنوب خصوصاً هذه الأيام التي يرفض الشارع الجنوبي الإخوان، وبالذات من كان لهم يد في نهب الجنوب.

وقالت المصادر إن الأحمر يحرص على سرية ذلك خشية من ردة فعل الجنوبيين، حيث سيعمل على تقديم شخصيات أكثر قبولاً لدى الشارع الجنوبي، وذلك لإدارة المشروع الذي سيقوم بشراء ممتلكات سبأفون في الجنوب بشكل صوري، حيث نجح حميد في تقديم مبررات لتسويقها للشارع الجنوبي بدعم من أطراف إخوانية بالحكومة الشرعية وعلى رأس تلك المبررات تعرض شركته للنهب والاقتحام من قبل من أسماها بيان مجلس الإدارة جماعة مسلحة، حيث لم يذكر البيان صراحة اسم الحوثيين، وزادت المصادر أن حميد افتعل الأزمة الأخيرة بالشركة وذلك لتبرير خطته الجديدة، حيث إن خلافه مع الحوثيين يعود إلى ما قبل سنوات وليس جديداً، وأن الإجراءات المتخذة ضد حصته بالشركة تعود إلى ما قبل أعوام.

كل ذلك يشكك في السبب الحقيقي لدعوته نقل الشركة إلى عدن، فيما يرى البعض أن هناك تفاهماً سرياً بينه والحوثيين فيما يتعلق بحصته بالشركة وأن ما يجري اليوم ليس إلا عملية لإخراج المشروع الجديد، الذي بكل تأكيد يحمل هدف استمرار الإصلاح وبيت الأحمر العبث والسيطرة على الجنوب وهذه المرة عن طريق الاقتصاد، مستغلين تواجدهم العسكري ونفوذهم القبلي لتمرير مشاريعهم في المحافظات الجنوبية.