نبيل الصوفي يكتب عن: إمارة "مأرب" في "أبوظبي".. الباطنية والأخ "غير الشقيق"

السياسية - Friday 30 August 2019 الساعة 04:38 pm
نيوزيمن، كتب/ نبيل الصوفي:

وفد "مأرب" كان أول وفد قبلي محلي استقبله الشيخ محمد بن زايد.

كنا ما زلنا بصنعاء، وكنا نرى أنَّ كل الأطراف يستخدمها "إخوان علي محسن"، وهم عصابة لا مبدأ لها إلاّ مبدأ "الصَّرفة" والمصروف، كانوا إخواناً أو يساراً أو بقايا مؤتمر انقلب على عَقبيه يومها.

حرَّر الجيش الإماراتي مأرب، واستقبلت قيادات دولته مشايخهم.

كان الأمر عادياً عند إخوان "الصّرفة"، ليس انفصالاً ولا تدخُّلاً في السّيادة ولا تقسيماً لليمن.

في اللقاء بأبوظبي وجّه "ابن زايد" بمشاريع عملاقة للمحافظة: مطار، وكهرباء، وطرقات، ومرافق خدمية...

كانت الإمارات لا تزال موجوعة بسبب آثار الحادث الذي قتل وجرح من أبنائها أمراء ومواطنين بصاروخ توشكا، لكنها واصلت الدور، فبعد سد مأرب ستنتعش مأرب من جديد.

انتهت الزيارة، ووُضع التقرير التقييمي لها، وكانت الصدمة الإماراتية كبيرة.

قدَّم سلطان العرادة نفسه وكل مرافقيه كمؤتمر شعبي عام لا علاقة لهم بالإخوان، لا من قريب ولا من بعيد، فيما أغلبهم "إخوان"..

القبيلي لا يخفي انتماءه إلاّ إن صار أيديولوجياً، وحين يصير أيديولوجياً فإنه لا يعود "قبيلياً"، تتقدَّم مصلحة الجماعة الأيديولوجية عنده على كل تقاليد "القبيلة".

ولهذا كان الوفد كله مُخادعاً كذاباً، أحرج الدولة التي حاربت معه وقرّرت دعمه، لو قال لها إنهم "إخوان" من أولها، وعلى استعداد لإغلاق ملف الأخونة الذي صار ماضياً وانتهى بعد خروج الزعيم علي عبدالله صالح من الحكم، فهو الذي كان يعطي للإخوان قيمتهم في اليمن، وبعده صاروا عبئاً حتى على أنفسهم، لو فعلوا ذلك ربما كان الأمر سيتم استيعابه، لكن أن تبدأ حملة "لسنا إخواناً لكننا نحترمهم" مع أعلى مستوى في دولة الشركاء فأنت إذاً ليس فقط مخادعاً، ولكن أيضاً تضمر الشر والغدر والخيانة.

تتصرف بباطنية، هي نفسها باطنية الحوثي.

أوقفت "أبوظبي" تعاونها مع "إمارة الإخوان وحلفاء الفساد" وأبقت العلاقة فقط شخصية مع سلطان العرادة الذي بنفسه يشكو تعقيدات الأمر في محافظته.

اليوم، يتجلى الباطن أكثر وأكثر، شريك "علي عبدالله صالح" كان لديه نفس المخطط مع "اللي بعده"..

ليس فقط هادي، ولكن حتى الإمارات والسعودية.

الاختباء بباطنية حتى الوقت المناسب، ثم الانقلاب على كل ذلك.

في تصور "التحالف الخفي بين حماة الثورة"، استخدام "التحالف العربي" "تاكس أو كرت"، وهي العبارات التي تبادلها الإخوان مع علي عبدالله صالح.

ظاهر التعاون الاختباء ولو حتى بالقول إن علي محسن الأخ غير الشقيق للأمير فهد بن تركي، وحين الوقت المناسب "يحمي الثورة"، ونبدأ مشواراً جديداً..

فشلت هذه الباطنية في صنعاء، لأنه وقت الصدق تخرج الباطنية الأصل، فتشل في طريقها الباطنية المستحدَثة، لذا يأكل الحوثيُ الإخوانَ.

وبدلاً من التعلم خرجوا يجربونها في مأرب، وفي الرياض وفي أبوظبي.

جماعة مكتوبٌ على نواصيها التشرد والخراب..

وآخر قصصها هو بياناتها بالأمس عن إسقاطها بطيران الإمارات.

فالمؤكَّد أنّ الانتقالي والشرعية اتفق كل طرف منهما منفرداً مع الرياض على التهدئة، بالأصح ما بعد التهدئة، وهو توقُّف الحرب، وكل يلزم مكانه، لتبدأ الرياض ترتيبات الحوار السياسي المفترض أن يفضي لحكومة جديدة تعيد للشرعية مسارها الممثل لكل الأطراف، وفقاً لكل ادعاءاتها، وما تنص عليه ملفاتها من المبادرة الخليجية وحتى آخر تصريح.. 

بدلاً من ذلك، تحرّكت أطراف الفيد المسلح أمام سمع العالم وبصره يدعي الشرعية والجيش والوطن والوحدة.

والأعجب حين انكشفت عصابات تدعي أنها الجيش الوطني، أمام قوة الجنوب التي دفعت ثمناً باهظاً وكادت تخسر كل شيء، لم تتوقف وتدرك فداحة خطأها، ولم تعترف أنها تضم عصابات منفلتة، بل صعَّدت الخطاب عابثة بشعبيتها هي قبل خصومها.. محاولة تكرار عبثها القديم بالمبادرة الخليجية، رغم كل المآسي التي وصلت لها وأوصلت إليها بلادها..