هل يمنع البركاني تشردهم الثاني؟ أهالي المعافر: تغريبة قاسية يتشارك الحوثيون والإخوان صناعتها
متفرقات - Monday 02 September 2019 الساعة 07:13 pm
يعيش عشرات آلاف النازحين في الحجرية مخاوف كبيرة من أن ينقل حزب الإصلاح وجيشه الفوضى والخراب إلى مناطق احتضنت شتاتهم وآوتهم من سعير الحرب ورحلة النزوح المؤلمة.
كانت النشمة والتربة ملاذين للهاربين من دمار الحرب في مدينة تعز، ومن هاتين المدينتين الصغيرتين توزع النازحون على ريف الحجرية، حيث سكنوا البيوت القديمة والجديدة المغلقة وبيوت الموظفين الساكنين مع أسرهم في مدن أخرى أو في الخارج.
عينة من هؤلاء النازحين هم أبناء المعافر.. سلسلة القرى التي تبدأ من أسفل جبل السواء في جبل حبشي حتى حدود المشاولة في الجهة الجنوبية من الجبال المترابطة مع السواء بعد جبل الروي.
كان الإصلاح سبباً في الكارثة التي نزلت ببلاد هؤلاء النازحين، حيث سلم اللواء 17 مشاة مناطق شاسعة لمليشيات الحوثي، لأن جبهة الكدحة تم تكليف كتائب أبي العباس بها.. انسحبت قوات الإصلاح نكاية بكتائب أبي العباس وتركت آلاف الناس يدفعون ثمن هذا التصرف الكارثي.
اجتاحت المليشيات المنطقة وترك الناس مواشيهم وأملاكهم وفروا بأرواحهم فقط، في أقسى تغريبة لا يزال يعايشها أبناء العفيرة الذين احتفظوا بالاسم التاريخي لبلادهم حتى أعيدت تسمية مديريتهم بالمعافر.
يعاقب الإصلاح الناس بنذالة مرعبة، ويتذكر هزائمه في كل الانتخابات السابقة في هذه المناطق، وبذلك هو ترك المنطقة وفر منسحباً، ليس من ضعف بل ليعاقب الناس ويضع حدوداً جديدة لمسرح تواجد المليشيات وحدود مواقع كتائب أبي العباس الذي يتعاطى معه كخصم أكثر من عداوته للحوثي.
كان سكان هذه المناطق يعيشون حياة هانئة ويعملون في الزراعة والاغتراب والعمل داخل البلاد، وتشهد مناطقهم زخما سكانيا وتجاريا نشطا، غير أنهم وفي صبيحة يوم كئيب أشرقت الشمس وقد هرب جنود الإصلاح وتركوا المنطقة خاوية لتجتاحها مليشيات الحوثي وتشردهم قسريا ليتشارك الإخوان والحوثيون هذه الجريمة الموجعة.
اليوم يعيش هؤلاء المنكوبون مخاوف أن تلحقهم قوات الإصلاح إلى الحجرية التي نزحوا إليها بعد أن رفع إخوانهم من ذات المناطق كلفة مؤلمة في القرى المحاذية للبيرين خلال غزوة الحشد الشعبي للمنطقة الشهر الماضي.
السؤال الذي يدور في أذهانهم وهم يسمعون اقتراب وتحشيد الإصلاح على أبواب مناطقهم هو: إلى أين يذهبون وأي بلاد يمكن لها أن تلم شتاتهم مجدداً بعد أن ألفوا مناطق سكناهم الجديدة ووجدوا كل الود والحب والتعاون من السكان الأصليين؟
ولسان حالهم يخاطب الشيخ سلطان البركاني، قائلاً: أوصلناك للبرلمان مرات، وبأصواتنا ساندناك شيخاً وبرلمانياً، وحكمناك في كل ما نختلف فيه ثقة فيك.. لم تستطع أن تحمينا من تنكيل الحوثيين، فهل لديك القدرة لتمنع عنا تنكيلاً جديداً من شرعيتك نراه قريباً منا على ظهر أطقم الإخوان بحشدهم وجيشهم؟!