شعار الوحدة وقميص الشرعية.. حروب الإخوان ضد الجنوب والإمارات تثقل كاهل الرياض وتكتب نهاية التحالف

السياسية - Tuesday 03 September 2019 الساعة 10:15 pm
عدن، نيوزيمن، مهيوب الفخري:

استثمر الإخوان المزاج العام للشارع اليمني، وخصوصاً في الشمال، من الوحدة لبناء الحملة ضد الإمارات على اعتبار أن التدخل الإماراتي إلى جانب الرياض في اليمن هدفة إعادة بناء دولة الجنوب وليس مواجهة مليشيات الحوثي.

يشرعن الإخوان وبلسان وأدوات الشرعية لحرب تدافع عن الوحدة ضد من تسميهم شرعية الإخوان متمردي الانتقالي، بينما يسيطر الحوثيون على كل الجغرافيا التي يفترض أن تكون هي الطرف الآخر للوحدة جغرافيا، بل وله حكومة ومؤسسات منفصلة وجمارك في مناطق حدودية كدولة منفصلة وقائمة بذاتها في الشمال.

بعد أن فشل الإخوان وجيشهم المزعوم وطنياً في استعادة الشمال من مليشيات الحوثي، بل وتآمروا لإحباط هزيمة الحوثيين وإفشال التحالف اتجهت قواتهم جنوباً بحثاً عن جغرافيا محررة للسيطرة عليها بالقوة رافعين شعار أن تحرير صنعاء يبدأ من عدن.

يتواجد الإخوان ومعسكراتهم في مساحات صغيرة في مأرب والجوف وتعز وأجزاء صغيرة من البيضاء في حين يتواجدون عسكرياً في سيئون ممثلين بالمنطقة العسكرية الأولى وفي مساحات صغيرة محررة من حجة، وكل هذه المساحة مجتمعة لا تشكل عملياً 20 % من الجغرافيا المحررة.

وحتى وجودهم في شبوة مجرد حضور عسكري مؤقت فرضته تداخلات قبلية ومصالح ونفوذ سعودي واتكاء على إرث النظام القديم وارتباطاته في المكون الاجتماعي للمحافظة، وليس للإخوان في شبوة من مراكز نفوذ قوية باستثناء تلك المحسوبة على الجنرال علي محسن الأحمر كونه أحد بقايا النظام السابق.

ويغدو أي تواجد محمولاً بقوة عسكرية دون وجود حاضنة شعبية لهذا المكون أشبه بسيطرة مليشيات الحوثي على الحديدة مثلاً، أو مناطق الشمال مجتمعة، وذلك هو حال جيش الإصلاح المتدثر بشرعية هادي.

هذا الحضور الباهت جغرافيا للإخوان يرى قادة الإصلاح بأنه مهدد بالتراجع مع وجود مكونات أخرى ذات حضور فاعل مجتمعياً وعسكرياً وأن هذه المكونات تستفيد من فاعلية الحليف الإماراتي في تطوير قدراتها بشكل مستمر خلافاً للمكونات المدعومة من الجانب السعودي والتي أصيبت بالترهل نتيجة الفساد المريع الذي ينخر هياكلها.

وحين بدأ الإخوان معركتهم ضد هذه المكونات ممثلة بالانتقالي في الجنوب كانت عيونهم أيضاً على الساحل الغربي، وضرورة تفكيك القوات الموجودة فيه، رافعين شعاراً يرفض تواجد أي تشكيلات عسكرية خارج سيطرة قرارهم حتى وإن كانت هذه التشكيلات أكثر فاعلية منهم في مواجهة مليشيات الحوثي وأكثر تحقيقاً لأهداف التحالف العربي التي أعلنها حين بدأت عاصفة الحزم.

بدأ الإخوان وجيشهم النائم على التماس مع مليشيات الحوثي شمالاً التحرك صوب الشرق ومن ثم إلى الجنوب، ووصل بوابة عدن، وكان خطاب قادة هذا الجيش الذي يطرق أبواب عدن أنهم ذاهبون لفتح خيبر، وهذا الأمر موثق على لسان أحد قادة هذا الجيش قبل دخولهم شقرة بمحافظة أبين.

كان مخطط الإخوان هو السيطرة على عدن ولحج، واستكمال اجتياح الحجرية، وبناء هلال إخواني يبدأ من تعز وينتهي في مأرب بمساحة سيطرة منفردة وحشر القوات الموجودة في الساحل في مساحاتها تمهيداً لإعادة تفكيكها بقرارات من قيادة الشرعية والتحالف، وترك الضالع مساحة للانتقالي، كما كانت سابقاً مسرحاً لفعاليات الحراك الجنوبي.

وبعد فشل هذا المخطط الطموح لتوسيع جغرافيا الحضور الإخواني، وجه الإخوان طاقاتهم للهجوم على دولة الإمارات كونها لم تسمح لهم باستهداف حلفائها في مواجهة مليشيات الحوثي ومن خلفها المشروع الإيراني في المنطقة، حيث جند وحشد الإخوان كل طاقاتهم داخل وخارج الشرعية لاستهداف الإمارات وحضورها الفاعل في اليمن ضد الحوثيين.

حملة الإخوان على الإمارات تجاوزت لغة الخلاف على ملفات سياسية إلى محاولة لجر الشرعية إلى خصومة مع دولة شاركت بقوة وما زالت في مواجهة التمدد الحوثي في مناطق الجنوب، ونجحت في تحقيق اختراقات ميدانية امتدت إلى أبواب الحديدة مع حلفائها اليمنيين على الأرض.

يعتقد الإخوان أن استفرادهم بالرياض كشريك وحيد في مواجهة الحوثيين سيتيح لهم مساحة كافية لإعادة ترتيب المعادلة على الأرض وفق مخططاتهم، ولذلك تعالت الدعوات إلى إنهاء مشاركة الإمارات فى التحالف حتى وإن كان الذهاب إلى هكذا خيار سيحمل الرياض كلفة ثقيلة لا تقدر على تحملها أو إدارتها، وأيضا يعني عملياً انتهاء التحالف وهزيمة الرياض والشرعية.

الوحدة شعار يرفعة الإخوان كلما قرروا اجتياح الجنوب، والشرعية قميص يلبسونه حين يتعلق الأمر بتعاطيهم مع الإمارات وحلفائها على الأرض، غير أن كل هذا العبث بالشرعية والتحالف ستتحمل السعودية تبعاته تراجعاً في الحرب بالميدان ضد مليشيات الحوثي ومن خلفها قطر وإيران حلفاء طرفي العبث، الإخوان والحوثيين.