فقاعة "العائدون" من الساحل الغربي.. كشيفة الإصلاحيين ووظيفة محمد البخيتي

السياسية - Sunday 08 September 2019 الساعة 10:41 pm
صنعاء/ المخا، نيوزيمن، خـاص:

يستثمر طرفان: الإصلاح والحوثي، بطريقة مبالغة تعتمد على التضخيم والتهويل في أخبار ثانوية تماماً، من شاكلة عودة ناشط كان في عدن ويُحتسب كقيادي أو شخص مغمور يتحول في سوق المزايدة الإعلامية إلى مقرب خطير ورقم صعب (..) طالما تعلق الأمر بالساحل الغربي وتحديداً بقوات المقاومة الوطنية.

في المقابل تمر وقائع كبيرة ولا تكاد تذكر أو تأخذ حيزاً بسيطاً من التغطية والتداول، مع كونها تتعلق بقادة عسكريين كبار بمقاس قائد لواء وقائد معسكر وقائد مدفعية يتعاقبون في العودة الآمنة والمريحة من محور الجوف ونطاق العسكرية السادسة إلى صنعاء ولا يكاد الأمر يمر في الإعلام إلا على استحياء ويتم سريعاً دفنه وتجاوزه إلى قضايا وعناوين جانبية وأقل شأناً وقيمة وأثراً.

من سيتذكر، مثلاً، العقيد أحمد ناصر المجنحي قائد الشرطة العسكرية بمحور الجوف، دفعة واحدة، غادر بأطقمه ومرافقيه، ومر بجميع النقاط والمواقع والمنافذ والجبهات آمناً سالماً حتى دخل مناطق سيطرة الحوثيين ووصل إلى صنعاء واستُقبل استقبال الأبطال كواحد من أبرز القادة العسكريين الذين ينشقون تباعاً وتتهيأ لهم السبل كافة للانتقال المريح والوصول إلى العاصمة المختطفة بيد الانقلابيين.

وكم أخذ سابقون ولاحقون من هذا القياس وأكبر اهتماماً وتداولاً، آخرهم ليس إلا وليس الأخير، العقيد مقبول علي غانم قحطان، قائد المدفعية في اللواء 156، المتواجد في جبهة الجوف- اليتمة، والذي ظهر مع الحوثي محمد البخيتي أمام جامع الصالح بصنعاء علانية. بينما اكتفى الإصلاحيون في محوري مأرب والجوف بتصريح مفبرك وفكاهي منسوب لمصدر مجهول في محور الجوف ونشره موقع مأرب برس، وليس موقع الجيش الرسمي، ينفي صحة الفبركات الحوثية (..) وأن الأمور على ما يرام وكله تمام يا فندم!

وقائع مدوية من هذه الشاكلة كان تقرير أخير نشره نيوزيمن أشار إليها بالصفقات الصريحة والانشقاقات المريحة (خصوصاً) في محور الجوف سوق "أصدقاء الحوثي".. مرت وسوف تمر تباعاً وكأن شيئاً لم يكن.

لكن شخصاً مغموراً كل ما عرف به وعنه أنه ناشط في تويتر أو صاحب منشورات في الفيس، لم يصل إلى الساحل الغربي أصلاً، فضلاً عن أن يكون من منتسبي المقاومة الوطنية -وهي قوات عسكرية وليست جمعية خيرية أو منصة تدوينات ومنشورات تواصل اجتماعي ليقال إن مغرداً هو من منتسبيها- سوف يأخذ موضوع عودته الطبيعية أو المجسمة بعداً أوسع وأخطر وأكبر في التناولات والنشر والتدوير المكثف في مواقع التواصل ومنصات ومحطات الإعلام المختلفة.

حتى إنه قيل، على سبيل المثال ومن باب شر البلية، إن هذا يعد من مظاهر وعلامات التصدع في قوات الساحل الغربي وألوية المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح (!!) هكذا.. والأمر يتعلق بمفسبك ليس إلا وليست له صفة أو علاقة من بعيد حتى بقوات الحراس، فضلاً عن قائدها ومكتبه وجهازه الإعلامي وسكرتاريته.

قياساً إلى انشقاقات القادة العسكريين وقادة المعسكرات والألوية والقوات المتخصصة والنوعية في الجيش الوطني بمأرب والجوف، على سبيل المثال وليست مقارنة فلا مقارنة إطلاقاً بين الحالتين، ماذا يجب أن يقال إذاً؟ والأهم هو لماذا لم يقل أصلاً؟!

البخيتي.. استثمار المناديل

بأكذوبة "العائدون" الظاهرة ليست هم، فمقابل عودة هوامش الأفراد، يتدفق الآلاف من قلب صنعاء وغيرها يسعون للانضمام للمقاومة الوطنية، ولكن الظاهرة هي محمد البخيتي نفسه الذي يسعى لأي دور يمنحه حضوراً بين "هواشم" الملكية الجديدة.. وليس لديه سوى "صور" الهوامش هؤلاء.

ويعيش البخيتي محمد الصراع المرير لأجل البقاء عبر هذه الصور، ولكن أجهزة أمن وسلطة الحوثي "الهاشمية" تذكره دائماً بأن مهمته هذه هي شخصية له، وتحذره بأن العائد سيبقى "جاسوساً" محتملاً، وهذا يعني أنه سيتم استخدامه أمنياً ذات يوم للتغطية على أي قصور، سيعتقل ليقال أنجز الأمن أداءه.