الحديدة.. المولد النبوي عندما يكون مناسبة للسرقة
متفرقات - Sunday 03 November 2019 الساعة 10:16 am
تشهد مدينة الحديدة استعدادات كبيرة من قبل مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، للاحتفال بالمولد النبوي، من خلال دهن الشوارع والمساجد والطرق باللون الأخضر، حيث استغل الحوثيون هذه المناسبة الدينية لتسييسها واستغلال اسم النبي ومولده لنهب وسرقة المواطنين.
ويعمل عناصر المليشيات، منذ أيام، على جمع التبرعات وفرض إتاوات مالية باهظة على المحلات التجارية ورجال الأعمال وملاك البسطات، في ظل أوضاع معيشية صعبة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وعبر عدد من المواطنين عن استنكارهم لاستغلال الحوثيين الشعائر الدينية وسلب قدسيتها وتحويلها إلى وسيلة للكسب الشخصي.
وكان أبناء تهامة يحتفلون بهذه المناسبة قديما ببساطة وتبجيل، ولكنها الآن أصبحت أمرا رسميا تفرضه المليشيا وتلزم الجميع بالاحتفال بحسب الطريقة التي تريدها هي وليس بحسب قناعتهم وما اعتادوا عليه منذ القدم، وقد جعلوا من يوم المولد عطلة رسمية في مناطق سيطرتهم لتمرير رسائل سياسية لا تتناسب وقدسية المناسبة.
وعلق أحد المواطنين بالقول إن مشرفي المليشيات يشترون السيارات ويبنون المساكن الجديدة بعد كل مناسبة، في إشارة إلى حجم الأموال التي يختلسونها.
ويضيف، كل ما يؤخذ من الشعب باسم هذه المناسبة كمجهود حربي يذهب لجيوب المسؤولين من قيادات الحوثيين.
وفي حديث لنيوزيمن ذكر "ط. ف"، وهو أحد أئمة المساجد في الحديدة، أن أبناء المدينة يحتفلون بذكرى المولد منذ مئات السنين دون أن يفرض عليهم أحد ذلك، بل مبادرة ذاتية يتعبدون فيها لله بحب النبي (ص).
وأضاف، كانت عاداتنا أن يشتري الأب لأبنائه الصغار ملابس جديدة، ثم يذهبون إلى المساجد للاستماع إلى درس حول سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم العشاء والسمرة في "المبارز" والمنازل لقراءة السيرة النبوية.
ويوضح أن مليشيات الحوثي غيرت ذلك بإلزام التجار بتعليق الأقمشة الخضراء والبيضاء بالقوة.
ويتندر إمام المسجد على عمليات السرقة بالقول "إن عناصر المليشيات يردون على تجار الأقمشة التي يسلبونهم إياها بأن يسجلوا الفاتورة باسم الرسول (ص).
وتشير إحدى المواطنات لنيوزيمن، أن كل ما يفعله الحوثيون الآن في المولد النبوي هو نهب للأموال فقط.
وأضافت، إنهم يريدون إظهار أبناء الحديدة بأنهم من يحتفلون بالمولد النبوي بهذه الطريقة قبل أن تجتاح مليشيات الحوثي مدينتهم، وهو كذب وافتراء.
وتؤكد أن أبناء تهامة كانوا يحتفلون بالمولد النبوي منذ قرون بتذكر سيرة النبي وتمجيده بدون سلب الناس أو نهبهم.