الكاتب الغامض سمير عبد الفتاح في حوار مفتوح مع أعماق القارئ والمتلقي.. بعيداً عن السياسة قريباً من المجتمع

متفرقات - Monday 04 November 2019 الساعة 06:11 pm
القاهرة، حاوره/ محمد عبده الشجاع:

مقدمة:

سارد مختلف عن غيره، يحشد الأوجاع والوطن والموت والبحر في كتاباته بصورة مدهشة، يتحرك في مربعات ودوائر صغيرة وكأنه يبني بيتاً عملاقاً من أصداف البحر.

لو سألت أحداً من معاريفه أو أصدقائه عنه سيجيبك تقصد ذلك الرجل الغامض، ولو اقتربت منه لوجدته شخصًا مزوحاً، صاحب نكتة وضحكة محملة بالأمل وأحياناً بالتعجب، ورؤية عميقة.

صحيح لديه طقوس مختلفة عن غيره في الكتابة: غزارتها وأسلوبها، ولديه مواقيت وأماكن محددة وغير محددة.

يعيش حياة الكاتب الروائي بما يسمح له المحيط ويزيد، شديد التركيز والملاحظة، بعيد جداً عن الأضواء والفعاليات، بعيد عن ضجيج الشللية وتوابعها، ممتلئ بما فيه الكفاية، ثاقب في الرأي، لا حض له في الزيف، ويكره الدوائر المقدسة.

سمير عبد الفتاح عبد الله أو "الرجل الغامض" كما يحب مناداته أصدقاؤه والمحيطين به، كائن لطيف وحاذق، مُجيد، يكتب القصة القصيرة، والمسرحية، والرواية، ولديه شذرات وقصاصات عميقة.

صديق البحر وعجائبه، يعشق الأسفار واكتشاف الوجوه والحياة.

يؤمن بأن مهمة الكاتب هي الكتابة، أما الترويج فهو من مهام الآخرين، ولا يمانع من أن يقدم الكاتب نفسه.

▪ لمن يكتب سمير عبد الفتاح خاصة وأن هناك تعقيدات واضحة في أعمالك وتحديدًا الروائية والقصصية؟

- الكاتب عادة لا يستطيع اختيار من يكتب له، أحيانا يَفترض قارئ ما ليكتب ويعبر عنه، بالنسبة لي هناك حالات متعددة للقارئ، فأحياناً القارئ يبحث عن تسلية خفيفة تمنحه وقتًا مستقطعا مع الحياة، وأحيانا يرغب القارئ بفهم الحياة أكثر عبر ما يقرأ.

وأنا أعتقد أن الإنسان كائن قلق بطبيعته.. قلق ومتشكك وضاج، لا يمتلك اليقين الكامل لكل ما يحيط به، معرفته مستمدة من الآخرين، لغته، سلوكه، أفكاره؛ كلها مستمدة من الآخرين، وهو مستعد للدخول في متاهات من أجل المعرفة أو اليقين.

كتاباتي أقرب للنمط الثاني، وأحاول مع القارئ الإبحار في هذا العالم الذي يشير إلى جهتنا ويقول لنا أشياء كثيرة، ويطلب منا الانسياق معها، وفي نفس اللحظة يتبرأ منها ويقول إن الجهة الأخرى هي الافضل.

القارئ بحاجة إلى لغة تشابه ما يغلي في أعماقه، ليستطيع الهدوء قليلاً بين الحين والآخر.

لكني مع هذا لستُ على يقين من أنني أسير في الطريق الأفضل سواء لي أو للقارئ، وما يبقيني ضمن هذا المسار الكتابي هو أن من يكتب بهذا النمط قلة قليلة، وبالتالي أرى أهمية كبرى لانضمام كتّاب إضافيين لهذا المساق، ويظل الخيار الأخير للقارئ.

▪ لديك مسار متميز في الكتابة مرة تظهر في القصة، ومرة في الرواية، وأخرى في المسرح، كيف تستطيع الاشتغال على كل هذا، مع أن لكل فن أدبي أدوات وأفكاراً؟

- التصنيف كقصة ورواية ونص مسرحي هو أساساً موجه لوضع إطار ومسمى للمسار الذي سيتخذه الكاتب، وهذا لا يعني أبدًا عزل الأشكال الأدبية عن بعضها البعض، أو وضع قيود لها، أو يجعل على من يكتب القصة الامتناع عن كتابة الرواية أو النص المسرحي، فالفكرة الأدبية بحد ذاتها يمكن صياغتها كقصة أو رواية أو مسرحية، ولدي تجربة في هذا الاطار- فقط علينا السير وفق الإطار المحدد لكل نوع أدبي.

▪ تغوص في كتاباتك في تفاصيل دقيقة وكأنك تبني شكلاً هندسيا معقداً، أنت هنا ترهق ذهن القارئ ولا تجعله يستمتع؟

- الكتابة في سياقها العام فن، والفن في جوهره اتساق وتناسق، ربما يكون التناسق ظاهرياً أو مخفياً، والتعقيد مسألة نسبية، وهو في الأخير شعور للقارئ يضعه متى يشاء، فأحياناً تجد القارئ يبحث عن الغموض والألغاز وما ينهك ذهنه، وأحياناً يرغب بالقفشات البسيطة... لذا مزاج القارئ هو المشكلة وليست في الكتابة.

▪ يؤكد البعض أن لسمير الكاتب والإنسان العادي طقوسا خاصة ومختلفة عن زملائه، لا يهتم لتقديم نفسه بصورة مكثفة، لا يروج لأعماله، علاقاته محدودة، غامض في كل شيء، كيف تفسر هذا وهل ينعكس ذلك على كتاباتك الأدبية؟

- الكاتب عليه أن يكتب فقط، مهمته هي الكتابة، والترويج والإعلان هي من مهام جهات أخرى، سواءً حكومية أو خاصة، وانشغال الكاتب بالترويج لأعماله يمنحه على المدى الطويل شعوراً سلبياً؛ كأنه مدان وأن عليه الدفاع عما يكتبه.

بالنسبة لي كإنسان أحاول العيش ببساطة، وأحاول فصل الكاتب عن اليومي العادي. عالم الكتابة ضاج ومضر بالحياة العادية وله تكاليفه أيضاً، لذا أحاول إبقاء نفسي في أطراف عالم الكتابة الاجتماعي، وأعبر بهدوء من الساحة الصاخبة عندما تدفعني عملية الكتابة لعبورها لإخرج بأقل قدر من الأضرار.

▪ أحياناً تتقمص دور المنفي أو المهاجر، وأحياناً دور المعتقل السياسي أو الانفصامي هل أنت هنا تثير واقعاً أم تتخيل؟

- الحياة مليئة بالكثير ونحن نكتب عما يثيرنا وما يمكن أن يهتم به الآخرون، والمنفي والمهاجر والمعتقل والانفصامي هم أناس في أزمة؛ سواءً مع أنفسهم أو مع الآخرين... لكنني لا أتقصد نوعية معينة من البشر، أنا أهتم أكثر بالأزمة وإشكالية وجود الإنسان ضمن محيطه الصغير والكبير.

وفي مرحلة كتاباتي الأولى حاولتُ الاشتغال على فكرة الفردية، وحاليًا أنا في منطقة التماس بين الفردية والجماعية، ومحاولات للدخول في إشكالية فكرة الجماعة.

▪ خلال عام أصدرت رواية "فندق"، ومسرحية "للكاتب ذاكرة أخرى" وعلمت أن لديك مجموعة قصصية مقدمة في مسابقة في الكويت، ألم تؤثر الأحداث فيك ككاتب فتدفعك إلى الاسترخاء؟ أم أن في الأمر حافزاً؟

- الكتابة هي حياة أخرى، عندما تُنهكك الحياة الحقيقية يكون أمامك طريقان، الهروب أو التجمد في نفس النقطة، الكتابة هي منطقة وسيطة بين الطريقين.

الكتابة جعلتني أقل تأثرًا بما يجري. طبعاً لا أستطيع الكتابة كالسابق لكن هي فضائي التي تبقيني متماسكاً حتى الآن.

▪ البحر وميم الموت ثنائي يستحوذان على معظم سردياتك، ما العلاقة بين الاثنين؟

- البحر ممتد حتى نهاية الأفق، والموت هو نهاية الأفق.

علاقتي بالبحر والموت أزلية، البحر بداية كان ساقية الماء التي تشطر مقبرة مدينتي ـ التي ولدت فيها ـ وتفتحت عيني على انحدار ساقية الماء وهي تنزلق باتجاه البحر. ثم كبرت وانزلقت أنا أيضا باتجاه البحر، وأخذت أراقب الأفق، وعندما بدأت الكتابة كانت الأعماق قد تشعبت أكثر بأفكار الموت والبحر والحياة. وربما أنا أحاول تخفيف صدمة الموت عبر محاولة إيجاد نقاط الحياة داخله.

أما البحر وفي المستوى الأعلى؛ الماء فهو جوهر حياتنا.

▪ لكل كاتب بيئة محدودة تتسع مع الأيام، ما هي بيئة سمير الأولى التي انطلق منها فمن الصعب تحديدها في أعمالك التي تبدو متشعبة؟

- نحن نوسع خيارتنا ونضيقها حسب طاقتنا وتقديرنا لفهم الآخرين، نكتب ما قرأنا وتعلمنا ورؤيتنا للطريق الأفضل للحياة، البعض يتجه يمينا والبعض يتجه شمالا، وهناك من يفضل البقاء في المنتصف... وفيما اكتب يشغلني الإنسان، لا أهتم بخصوصية المكان أو تميزه إلا بمقدار ارتباطه بما أكتب، والأفكار كذلك؛ امتلك حرية في مقاربتها أو الابتعاد عنها وفق الآنية التي تجمعني بها.

▪ قرأت جميع أعمالك الروائية فوجدت أن العملين الأخيرين "نبراس قمر" ورواية "فندق" تجاوزتا حدود الوطن الأم، اتجهت نحو الغرب الحبشة والإسكندرية على ما يبدو، هل هذا هروب أم تجديد؟

كما قلت سابقا علاقتي مع المكان والأسماء محدودة بمناسبتها لما أكتب.. فضاء رواية (نبراس قمر) ممتد بين أكثر من بلد لأنه يخدم فكرة الرواية، بأن ما يحدث في مكان وزمن معين هو امتداد لما حدث في مكان وزمن آخر، وأن الإنسان يكرر نفسه دائما، قد لا يكون التكرار مطابقا تماما لكنه تكرار الجوهر... بالنسبة لرواية (فندق)، الفندق هو الوطن.. هو المكان الذي نحيا فيه... فقط ببعض التأمل نجد تشابها كبيرا بين فكرة الفندق وفكرة الوطن.

▪ وأنا أقرأ أعمالك الروائية وجدت أن نصف مفقود عمل طويل ومكثف ممكن تلخص للقارئ فكرة هذا العمل؟

- رواية نصف مفقود هي بمثابة مجمع روايات، وتلخيص فكرتها صعب نسبيا، لكنها تحكي عنا وعن حياتنا، الرواية تحتاج إلى قراءة متأنية، وتحتاج أيضا إلى إعادة قراءتها أكثر من مرة.

▪ بالنسبة للعمل السياسي يبدو أن بينك وبينه حجابا، فلا أحاديث ولا آراء ولا كتابات رغم كل هذه التحولات المخيفة في المشهد؟

- السياسة فن الممكن، وهي أيضا فن إيهام الآخرين بصواب الخطأ، لذا البقاء بعيدًا عنها هو خيار مناسب خاصة في فوضى الانتماء والرؤية العبثية التي نعيشها حاليا.

▪هل فكرت يوما بالهجرة والعيش خارج الوطن أم أنك تكتفي بالأسفار القصيرة؟

- بدايةً فكرة الوطن عندي مشوشة قليلا.. وربط أنفسنا وادعاء الانتماء لحيز (ما) لمجرد أننا ولدنا فيه فيها الكثير.. وبالنسبة للسفر فهو الروح الذي يغذي أعماقي، وهو فرصة للتجديد وإزاحة ما تراكم طوال الفترة الماضية من صديد وتكلس في الجسد والروح، لذا لا أتردد أبدا عندما تلوح فرصة للسفر.

▪ أستاذ سمير أريد رأيك بكل شجاعة كيف تقرأ تجربة الكتابة لدى كتاب الرواية والقصة في اليمن وهم كثر؟ وهل هناك إشكالية ما في هذه التجارب؟

- لستُ على اطلاع كافٍ بالمشهد الثقافي، وبالتالي لا أستطيع وضع تصور جيد للمشهد، لكن يمكن الحديث عن تجارب فردية تكافح من أجل أن تضع بصمة لها في فضاء السرد العربي، يقابلها في الاتجاه الآخر ضبابية في المشهد مستمدة من عدم وجود الاهتمام المؤسسي، سواء الحكومي أو الخاص بالكتابة السردية في اليمن ودعم الكُتاب، أيضا عدم تكوّن ظاهرة ما يُعرف بالأجيال الأدبية التي تعمل على نضوج التجربة الأدبية ونقلها من جيل لآخر بما يسهم في تطور الكُتاب والإنتاج السردي، أيضا لا يوجد احتراف للكتابة الأدبية ولا اهتمام من قبل الكُتاب بالثقافة الموسوعية؛ التي يقتضيها الاشتغال على كتابة الرواية، ومعظم التجارب السردية تصنف ضمن إطار الهواية والتنفيس الأدبي.

وفي ضوء كل هذا تقييمها يكون عادة بعيدا عن استخدام المقياس الجمالي العالي.

▪ هل هناك تجربة شدت أنظارك؟

- كما قلت سابقا هناك تجارب جريئة ضمن إحباط. الفضاء المحيط، وهذه التجارب بحاجة إلى دعم، وأيضا مزيد من الوقت والتراكم الإنتاجي لتتضح صورتها الجمالية النهائية.

طبعا هناك استثناءات العمل الوحيد، لكن السرد بحاجة إلى تراكم ليعلن عن نفسه بقوة، كذلك مطلوب من تلك التجارب الاستمرار والخروج عن دائرة الإعلان إلى دائرة الإبداع الخالص وكسر نظرة الآخرين لما يكتب في اليمن.

▪ أنت من أكثر الكتاب ابتعادا عن الأضواء عن الفعاليات بشكل عام هل تعتبر هذه خصوصية حيث وإن البعض يراها حالة نادرة؟

- الضوء ليس خياري.. أحب عالم الكتابة، ولا أحب التشويش الذي يصاحب الضوء الصاخب، كذلك فعل الكتابة منحني الكثير، وشذرات الضوء التي تقع علي بين الحين والآخر كافية بالنسبة لي. وبشكل عام أنا لست ضد الفعاليات أو الأضواء، فقط أنتقي ما يتماشى مع الخط الذي أحاول السير فيه.

▪ البعض يتهم سمير بأنه يكتب للنخبة بل لشريحة معينة من النخب الثقافية، بمعنى أن هناك تعقيدات واضحة في السرد في الفكرة أيضا حتى في العناوين؟

- لا يوجد اصطفاء هنا.. هناك من يرغب بنوع معين من الأدب، وهناك من لا يريد بذل طاقة فكرية لقراءة العمل.. نحن من يضع القيود حول القراءات. لذا أعتقد أنني أكتب للجميع.

▪ ما هي أحلام سمير المواطن والكاتب في هذه الحياة؟

- أحب الهدوء، أحب العيش بطمأنينة، أحب رؤية العالم... الكاتب هنا لا يختلف عن المواطن عن الإنسان.

▪ أستاذ سمير كاتب مثلك غزير الإنتاج ولديه رصيد من المؤلفات ولا يؤمن بالترويج لأعماله في عصر السوشيال ميديا المتعددة وضرورة العلاقات هل هذا منطقي؟

- هذا (منطقي) منذ البداية، الترويج والعلاقات مهما كانت هائلة لا تخلق إبداعاً أصيلاً.. ربما تظهر فقاعات لبعض الوقت، لكن سرعان ما تتلاشى.

أيضاً أصبح الترويج العادي بحد ذاته إلى ترويج مؤسسي أكبر ليظهر مفعوله وسط الركام الهائل من المروجين لأنفسهم وللآخرين.

لكن بشكل عام الترويج جيد، والكاتب بحاجة إليه، لكن يجب أن يوضع في مساره الصحيح. وأنا شخصيا لا أمانع فيه، لكنني منشغل بالكتابة وأتركه لأصحاب الاختصاص.

▪ كان هناك تصنيف بين الشعراء السبعينيين والتسعينيين ثم جاء شعراء الألفية؛ السؤال هنا أنت ككاتب من أي جيل؟

- في اليمن تحديداً أنا أعتقد أننا لا نزال ضمن الجيل الأول البدائي.. نحن ضمن إطار التأسيس للكتابة الشعرية والسردية، ربما توجد أسماء فارقة أو أعلى صوتاً في المشهد الشعري أو السردي في النطاق الزمني الممتد من إرهاصات بدايات الكتابة المعاصرة في بلادنا، لكنها برأيي تنتمي لجيل واحد، ولا توجد فروقات أو فواصل حقيقية بين الكتّاب، سواءً حسب ما ذكرت السبعينيين والتسعينيين ثم الألفية.. باستثناء غزارة الإنتاج والأسماء؛ التجربة والعمق والرؤية واحدة للجميع. وهذا ليس خطأ الكتّاب، فلم يحدث تحول حقيقي كبير في المجتمع ليتوازى معه في أشكال التعبير، كذلك عدم تدخل الدولة في صناعة الأدب وتقديم الدعم الحقيقي -سواءً بالشكل الإيجابي أو السلبي- له تأثير أيضاً.

وربما لدى الآخرين رؤى وأفكار حول ظاهرة الأجيال، لكن فيما قرأت -رغم محدوديتها- أو عاصرت أرى أنها تجربة واحدة ممتدة ولا توجد فواصل بينها.

▪ أنت تحاول أن تتهرب من علاقتك بالمكان ككاتب وربما كشخص عادي، وهنا أسألك ماذا تعني لك صنعاء؟

- المكان يألف الإنسان أيضاً، وصنعاء مدينة أسطورية.. مدينة خليط المدينة والقرية.. القديم والحديث.. بمناخها الجيد صيفاً وشتاءً، فقط ينقصها بحر لتكون المدينة الكاملة. والغوص في (المكان) صنعاء وتأمله هي إحدى هواياتي، ومما لاحظته أن صنعاء مدينة تألف الناس، ولا تصيبك بالتوهان أو الوحشة التي تجدها في المدن الكبيرة.

▪ كيف تقيم أداء اتحاد الأدباء خلال العقدين الأخيرين؟ وماذا تعني لك هذه الجهة أي الاتحاد؟

- منذ البداية كانت النزعة السياسية هي الأعلى صوتاً، وانشاء الاتحاد كان بمثابة خطوة أولى في طريق إعادة الوحدة اليمنية. أيضاً لا يمكن فصل اتحاد الأدباء عن البيئة المحيطة به، هناك نوايا طيبة لكن الانتماء الحزبي جعل الاتحاد أكثر إخلاصاً للسياسة من الأدب والثقافة. وحالياً الاتحاد فقد حتى الحضور السياسي بانتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد انتهاء الحرب. ونتمنى أن يعود كاتحاد للأدباء والكتّاب اليمنيين.

▪ من هم أصدقاء سمير الكاتب كيف يختارهم؟

- بعض التعاريف لا نفهمها بشكل جيد، أو إنها تكون ملتبسة. ومن التعاريف التي لم أفهمها حتى الآن ولم أستطع تكوين رأي قاطع فيها هي مفهوم الصداقة، لذا (الأصدقاء) من المسائل المؤجلة بانتظار انفراجة من الفهم نحوها.

وفي جانب الذين أرغب بالاختلاط بهم أو تبادل أفكار الحياة معهم، فتجذبني التجمعات الهادئة المرحة غير المؤذية للآخرين، وطبعاً من الأفضل أن تكون هناك اهتمامات مشتركة تكون بمثابة إطار تساعد على التواصل.

*نقلاً عن مجلة العربي الأمريكي اليوم