ماذا وراء تصعيد الهجمات الصاروخية الحوثية وتحريض الإخوان ضد المخا؟

تقارير - Monday 25 November 2019 الساعة 10:09 pm
المخا، نيوزيمن، أمجد قرشي:

تصعيد مليشيات الحوثي هجماتها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مدينة وميناء المخا، جاء موصولاً بمسلسل طويل من التصعيد في جبهات الحديدة- الساحل تزايدت وتيرته، تزامناً مع تصعيد مماثل في جبهة البرح.

استطاعت منظومة الدفاع الجوي للتحالف العربي، تباعاً، التحكم في الأجواء وإحباط هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، كانت تستهدف ميناء المخا، وفجرتها في سماء المدينة بالتتابع، يومي الأحد والاثنين، ناهيك عن إحباط هجمات صاروخية سابقة في 6 من الشهر نفسه، فبراير/ تشرين الثاني 2019، وضربت طائرة مفخخة مستشفى أطباء بلا حدود ومخزن ذخائر في الأطراف الشرقية للمدينة الساحلية.

التصعيد الحوثي نحو المخا والساحل الغربي يحمل أكثر من دلالة، لجهة التوقيت والخصوصية المكانية والمعطيات السياسية المتعثرة، في ظل هدوء مطبق يلف كافة الجبهات باستثناء جبهة شمال الضالع.

مصدر عسكري بالقوات المشتركة لتحرير الساحل الغربي، قال لنيوزيمن، يوم الاثنين، إن الهستيريا الحوثية التي تعبر عنها الهجمات الصاروخية على المخا، تتستر على نوايا مبيتة لشن عمليات عسكرية واسعة تستهدف البرح غرب تعز -شرقي المخا، ومديرية حيس جنوب محافظة الحديدة- شمال شرقي المخا.

وأشار إلى خصوصية ورمزية المخا، باعتبارها منطلق قوات وعمليات تحرير الساحل الغربي والحديدة، وتتوخى المليشيات ومَن وراءها إحداث أو اصطناع أي إنجاز عقب فشل متزامن وسابق لكافة محاولاتها الهجومية والزحوف على مديريات جنوب الحديدة والمناطق الساحلية وتكبدها خسائر فادحة ومصرع العشرات بينهم قيادات ميدانية وعسكرية كبيرة.

مراقبون ربطوا، أيضاً، بين التصعيد الصاروخي وباستخدام الطيران المسير، على المخا، وحملة تغطية سياسية وإعلامية سابقة ومواكبة، تبنتها أطراف حزبية وسياسية، على رأسها الإخوان وخصوصاً في تعز، باتجاه المخا، والتحريض المباشر على القوات المشتركة وقوات المقاومةالوطنية وقيادتها، حد تسيير مظاهرات رفعت لافتات من قبيل "المخا حقنا".

وخلال ذلك كانت مصادر عسكرية وميدانية في الساحل الغربي وجبهات جنوب محافظة الحديدة بوجه خاص حذرت من مخطط قيد التنفيذ لمليشيات ذراع إيران يهدف إلى تفجير شامل للأوضاع العسكرية في الحديدة والمديريات الساحلية عبر تحشيد متزايد للمجاميع المقاتلة والدفع بتعزيزات كبيرة من ضمنها أسلحة ثقيلة وعربات وراجمات صواريخ.

ويعتمد المخطط الحوثي بصورة متزايدة على استخدام مكثف للطيران المسير، في وقت لجأت المليشيات إلى إطلاق أسراب كاملة دفعة واحدة في سماء حيس والتحيتا، وقال لنيوزيمن مصدر استخباراتي في السياق، إن المليشيات باشرت العمليات بالفعل في التحيتا وحيس والدريهمي تحت اسم "نصر من الله".

تزامناً، كثفت المليشيات عمليات التحشيد والاستحداثات في مربعات مدينة الحديدة وضمنها حفر الخنادق والأنفاق، حيث أشار لنيوزيمن يوم الأحد، الناطق الإعلامي باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، وضاح الدبيش، أن المليشيات الحوثية استحدثت مؤخرا، ومنذ تفعيل نقاط المراقبة في 22 سبتمبر/أيلول الماضي، (37) نققا وخندقا، في نقاط المراقبة وسط تغافل أممي فاضح.

وتوزعت الاستحداثات في كل من: شمال مدينة الحديدة، مدينة الصالح ثاني نقاط المراقبة. جنوب الحديدة، كيلو 16 ثالث نقاط المراقبة. غرب الحديدة، حي المنظر، مديرية الحوك رابع نقاط المراقبة. علاوة على الجاح، مديرية بيت الفقيه.