تقرير- داعشية الحوثي والإخوان.. فكر متشابه ومخاطر كارثية

تقارير - Monday 16 December 2019 الساعة 10:14 am
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

بعد أيام من تنفيذها حملات إغلاق للمقاهي والكافيهات ومحلات تجميل النساء في العاصمة صنعاء، شرعت مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، في تنفيذ حملة إلزام لطالبات المدارس الابتدائية بلبس الحجاب حتى لمن هن في الصفوف الأولى.

وقالت مصادر تربوية في العاصمة لنيوزيمن، إن ما يسمون بالمشرفين الثقافيين التابعين للمليشيات نفذوا الأسبوع الماضي حملة نزول إلى عدد من مدارس العاصمة الحكومية والأهلية وأعطوهم توجيهات تضمنت ضرورة فرض لبس الحجاب على كافة الطالبات بمن فيهن طالبات التمهيدي والصفوف الأولى بحجة أن ذلك واجب ديني وعرف أخلاقي، بالإضافة إلى فصل الطلاب والطالبات حتى في طابور الصباح بحجة أن ذلك اختلاط محرم.

وأضافت المصادر إن عدداً من مدراء المدارس الخاصة والأهلية اعترضوا على تلك التوجيهات الحوثية بحجة عدم امتلاكهم قدرة فرض ذلك على أولياء الأمور أو إلزامهم بذلك كونهم يعلمون أبناءهم بمقابل مالي على عكس المدارس الحكومية، إلا أن مشرفي المليشيات هددوا مدراء تلك المدارس بفرض غرامات ضدهم وصولا إلى سحب تراخيصهم وإغلاق مدارسهم في حال لم يلتزموا بتلك التوجيهات.

حامد والحمران وقيادة داعشية الحوثي

وتصف المصادر التربوية ما تشهده مدارس العاصمة من سياسات تنفذها المليشيات بأنها إجراءات تشدد داعشية تشبه تلك الإجراءات التي نفذتها حركات التطرف الإسلامية كالقاعدة وطالبان وداعش والإخوان المسلمين.

وحسب المصادر فإن القيادي الحوثي ومدير مكتب الرئاسة أحمد حامد (أبو محفوظ) والقيادي الحوثي وعضو المكتب التنفيذي للمليشيات قاسم الحمران (ابوكوثر) هما من يشرفان على تنفيذ إجراءات التشدد وفرض الحجاب ومزاعم منع الاختلاط وإغلاق المقاهي، فضلا عن استخدامهما لخطباء المساجد في شن حملات التكفير والتخوين والاتهامات الباطلة ضد الفتيات والشباب وخصوصا الطلاب الذين يتلقون دورات تعليم اللغات في المعاهد.

وفي سياق ذي صلة، شن خطباء المليشيات، الأسبوع الماضي، حملات ضد مرتادي المقاهي والكافيهات وطلاب معاهد اللغات الأجنبية، متهمين إياهم بالكفر والفسق وممارسة الرذيلة، وداعين الى اتخاذ أقصى العقوبات بحقهم بما في ذلك إغلاق تلك المقاهي وحتى معاهد تعليم اللغات الأجنبية.

ويعد حامد والحمران من أكثر قيادات المليشيات الحوثية تشددا وتعصبا مذهبيا وفكريا، ويشرفان على الجانب الثقافي داخل الحركة الحوثية، ويتوليان الإشراف ايضا على عقد الدورات المذهبية التي ترغم المليشيات جميع موظفي الدولة على حضورها بالإكراه، فضلا عن حشدها للشباب وصغار السن على حضور تلك الدورات عبر المشايخ وعقال الحارات.

حوثية اليوم وإخوانية الأمس

وتصف المصادر التربوية، التي تحدث إليها نيوزيمن، ما تقوم به مليشيات الحوثي من إجراءات تعكس تشددهم المذهبي والفكري بأنه أشبه بتلك الإجراءات التي نفذها الإخوان المسلمون في اليمن (حزب الإصلاح) أثناء سيطرته على التعليم والمعاهد العلمية.

وتقول المصادر: الجميع يتذكر ما كان يمارسه الإصلاح وقياداته من فرض للحجاب والملابس السوداء سواء على طالبات المدارس أو على النساء بشكل عام وإصدار فتاوى تجريم الاختلاط ومنع قوننة زواج الصغيرات وغيرها من إجراءات التشدد الديني.

وتابعت: ولعل ما تمارسه مليشيات الحوثي في هذا الجانب لا يختلف كثيرا عن تشدد الإخوان إلا في الهدف النهائي الذي تريده مليشيات الحوثي وهو التسليم بأحقيتها في الحكم عبر أكذوبة الولاية فيما كان مشروع الإخوان يهدف للتسليم بأكذوبة الخلافة.

المصادر استطردت أن فكر وممارسات التشدد الديني سواء التي مارسها الإخوان سابقا أو التي يمارسها الحوثيون حاليا لا ترتبط بالدين بقدر ما لها علاقة بعملية المتاجرة والاثراء المالي من خلال السيطرة على سوق الملابس التي يزعمون انها اسلامية وهي اللبس الاسود (البالطوهات والعباءات والحجابات وغيرها) ومعظمها مملوكة لتجار إخوان، وهو ما يحصل حاليا مع مليشيات الحوثي التي دخلت في المنافسة التجارية على سوق الملابس التي يدعون انها اسلامية.

وأشارت المصادر إلى أن عددا من قيادات المليشيات الحوثية ومنهم حامد والحمران وآخرون باتوا يملكون شركات استيراد الاقمشة التي يسعون لفرضها على الناس مع الاخذ في الاعتبار ان مليشيات الحوثي بدأت بإدخال الملابس الشبيهة بالعباءات والبالطوهات والحجابات الإيرانية.

مضيفين إن تشويه الشباب والطلاب الذين يدرسون اللغات الأجنبية هدفه تجهيلهم من جهة وحصر عملية تلقي التعليم باللغات الأجنبية على أولاد قيادات المليشيات الحوثية كما كانت تفعل قيادات الإخوان التي كانت تحض الناس على الالتحاق بالمعاهد العلمية فيما يتلقى ابناؤهم التعليم في المدارس والمعاهد الأجنبية.

وحذرت المصادر من خطورة ما تمارسه مليشيات الحوثي من مشاريع تشدد، مشيرة إلى أنه ومثلما أنتجت سيطرة الإخوان على المعاهد العلمية عناصر إرهابية متطرفة فإن سيطرة الحوثي على التعليم ستخرج هي الأخرى قنابل إرهابية أكثر خطورة.