ليس وداعا للإماراتيين في اليمن: "وإن الذي بيني وبين بني عمي" !!

السياسية - Tuesday 11 February 2020 الساعة 05:23 pm
نيوزيمن- أسرة التحرير:

أشياء كثيرة تشغل اليمنيين في الأثناء عن أشياء وواجبات لم يفت ولا يفوت استحقاقها كرديف للحياة أداءً للوفاء وإعلاء لقيم الحق والبذل والفداء والنصرة والمصير المشترك. ولسنا بصدد وداع للإماراتيين هنا.

عاد الجنود الإماراتيون إلى بلادهم، وقبل ذلك كان قد عاد رفاق لهم شهداء أحياء عند ربهم ليواروا الثرى في مسقط الرأس وهم بذلوا الأرواح والدماء في ثرى اليمن وجبهات التحرير الكبير في معظم المحرر من اليمن جنوبا وغربا مجال التحرك والمشاركة الإماراتية الفاعلة ضمن عمليات التحالف العربي دعما للشرعية ضد الانقلاب والمليشيات الحوثية الذراع الإيرانية.

على مدى خمس سنوات كانت أسهم المشاركة الإماراتية في معركة استعادة وتأمين اليمن متصاعدة ورابحة على جبهات وصعد الدعم والتدخلات الإيجابية، عسكريا وإنسانيا واجتماعيا واقتصاديا وتنمويا. 

ليس من السهولة بمكان تجاوز وطمس المآثر العظيمة والأثر الكبير والحاسم في أهم ومعظم جبهات ومناطق وجهات اليمن بفضل وبرسم وبنظر العناية والإدارة والقيادة التي وفرتها وجسدتها المشاركة الإماراتية. ولا تحتاج الإمارات اليوم أو غدا كما لم تكن محتاجة بالأمس إلى تصفيق وصفير عبر الإعلام. الواقع بحد ذاته وكما هو شهادة حية ومستمرة، و فوق مقدرة ووسع الجحود والنكران ذاته تجاوزها وليس فقط القلة المغرضة من المتلبسين بالكيد والجحود وهم آفة ابتليت بها الأمم والشعوب كلها ولسنا استثناء. لكننا استثناء حقيقي بحسابات التاريخ والتخليد والكلمة الأخيرة في منصة الشهود.

عاد جنود الإمارات لكن الإمارات وأدوارها ودعمها ومساندتها باقية. اليمن بحاجة إليها ولا يجب أن تفقد أو تفتقد الحضور والدعم والفاعلية والكفاءة والمهنية التي طبعت وميزت أعمال وبرامج ومستويات المشاركة الإماراتية ومجالاتها. جدير بهذا أن يستمر مع اليمن واليمنيين خلال هذه المرحلة والظروف العائمة الغائمة في مدى الرؤية الآنية والاستراتيجية.

إن الذين تولوا كِبر حملات التحريض والدس والفتنة الموجهة والتي تعاقبت على النيل من المشاركة الإماراتية خلال السنوات الخمس قد تحولوا الآن إلى النيل من السعودية وهو ما توقعنا حدوثه بينما كانوا ينالون من الإمارات ويستحلون أو يستقوون بصمت الشقيق الأكبر وقيادة التحالف ويشنون الغارات من داخل عاصمة التحالف والمملكة بل إنهم فعلوا أكثر من ذلك وراحوا يصورون ما يحدث إنما يحدث برضى وإجازة واستحسان سعودي وكان واضح جدا أنهم يستهدفون شق التحالف ودولتيه وإنهاء أو ضرب أهدافه في اليمن.

 لقد كان لذلك الأثر المباشر، قل أو كثر، فيما آلت إليه الأمور تباعا. ومن التوهم بمكان أن الخسائر ستقف هنا أو عند هذا الحد، وهم يتصورون اليوم أنهم قد انفردوا بالسعودية. ولا تغيب أو تخفى دلائل وشواهد تحول السهام والحملات باتجاه السعودية وأهدافها وتوجهاتها. كما تبلور عبث وتخريب وانتكاسات مكلفة وغادرة في ذات السياق والصدد.

من المتوقع أن هذا لا بد وأن يخلف ندوبا وألما في النفس، ومهما تسامت النفوس والمواقف إلا العض على الجمر أو الجرح يبقى خبرة مؤلمة. عندما يستعين بك شقيق في معركة مصيرية كبيرة وتلبي بلا تردد أو تحفظ وتلقي بثقلك وإمكاناتك وراء الهدف وتنجز الكثير منه بأعباء تتحملها أنت وتواصل الأداء بنفس الروحية والالتزام ثم يتبدى لاحقا أنك أنت صرت هدفا لمعركة مستحدثة وبلا أخلاق كما طفحت تعابيرها ونتنها في المنصات ومواقع التواصل ووسائل الإعلام. 

في تجربة ومفارقات سنوات التحالف في اليمن دروس كثيرة وعبر للعرب وللتحالفات العربية وللمستقبل. ومن الماضي يجيء صوت العربي لسان حال يوم أشبه بالبارحة:

وإن الذي بيني وبين بني أبي ... وبين بني عمي لمختلف جدا

أراهم إلى نصري بِطاءً وإن همو .. دعوني إلى نصر أتيتهمٌ شَدا