الملتقى الطلابي.. كيان حوثي للتجنيد والتجسس على طلاب وطالبات جامعة صنعاء

تقارير - Saturday 15 February 2020 الساعة 10:32 am
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

في إطار سياستها لتغيير هوية وفكر وثقافة الشباب والطلاب في مناطق سيطرتها، تشكل مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، كيانات ومؤسسات غير قانونية، وتمنحها صلاحيات العمل داخل مؤسسات الدولة بدعم أمني وعسكري من قياداتها وأجهزتها.

ويعد الملتقى الطلابي في جامعة صنعاء أحد الكيانات التي أنشأتها مليشيات الحوثي والذي تسخره لتنفيذ سياساتها في تغيير توجهات التعليم الجامعي ومسخ الهوية الوطنية وتحويلها إلى هوية مليشاوية قائمة على تمجيد فكر المليشيات المذهبي والعنصري، والإيمان بمزاعم الولاية ودعم مشروع الموت الذي تقوده المليشيات، والتموضع في إطار تبعيتها وعمالتها لإيران وأجندتها التوسعية في المنطقة العربية.

كيان غير قانوني

جاء إنشاء المليشيات الحوثية لما أسمته الملتقى الطلابي كبديل للاتحاد العام لطلاب اليمن الذي يعد المؤسسة القانونية المعترف بها والتي تتولى عملية التنظيم النقابي لطلاب الجامعة عبر الانتخابات الحرة التنافسية.

وفيما كان الاتحاد العام لطلاب اليمن في الجامعة هو الذي يتحمل مسؤولية تمثيل الطلاب والدفاع عن حقوقهم تجاه أي ممارسات أو سياسات غير قانونية من قبل الأساتذة أو من قبل الجامعة نفسها وأطرها المؤسسية، فإن الملتقى الطلابي الذي أنشأه الحوثيون، وبالإضافة إلى عدم قانونية تأسيسه، فقد أسس بهدف تحويله إلى كيان يتولى تنفيذ أجندات وأهداف المليشيات في الحشد والتجنيد والرقابة والتجسس ومحاولة تعبئة عقول الطلاب بالأفكار المذهبية والعنصرية ومشروع التبعية لإيران.

كيان لتجنيد الطلاب

وقالت مصادر طلابية في جامعة صنعاء لنيوزيمن، إن المليشيات الحوثية أوكلت إلى الملتقى مهمات استقبال الطلاب قبل إقناعهم بحضور الدورات الثقافية الخاصة بالمليشيات، مروراً بعملية تجنيد لكثير منهم وإرسالهم إلى جبهات القتال، وانتهاءً بمسخ الهوية والثقافة الوطنية واستبدالها لدى طلاب الجامعة بهوية مذهبية عنصرية قائمة على مزاعم الولاية والحق الإلهي والوقوف مع ما يسمى محور المقاومة، وتمجيد إيران والمليشيات التابعة لها في المنطقة كحزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي.

وتضيف المصادر: إن قيادة الملتقى شُكلت من عناصر حوثية بعضها من خارج الجامعة، وتشرف قيادات تابعة للمكتب التنفيذي للمليشيات على عمل الملتقى وتزوده بالتوجيهات والطرق التي يجب أن تستخدم في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها المليشيات.

وحسب المصادر فإن الملتقى يستخدم أساليب الترغيب والترهيب مع الطلاب لكي يشاركوا في الفعاليات والمحاضرات الخاصة بالمليشيات وأيضا في الدورات الثقافية التي تنفذها والتي عادة ما تنتهي بإقناع بعض الطلاب بالتحول إلى مقاتلين في صفوف المليشيات، والبعض الآخر إلى مجرد عناصر أمنية تمارس مهمة التجسس على بقية طلاب الجامعة خصوصاً المعارضين للمليشيات الحوثية.

ميزانية من مخصصات الجامعة

ويقول أحد الأساتذة في جامعة صنعاء لنيوزيمن، إن الملتقى الطلابي الحوثي يتلقى دعماً مالياً وميزانية شهرية من قبل رئاسة الجامعة، التي توفر له كل الإمكانات من أجل تنفيذ مشاريعه.

ويضيف: كما أوكلت لبعض العناصر الحوثية من الأساتذة مهمة مشاركة أعضاء الملتقى في حشد وتعبئة الطلاب وإقناعهم بفكر المليشيات، فيما يشارك بعض الأساتذة الجامعيين في إلقاء محاضرات للطلاب ضمن فعاليات الملتقى تتضمن تمجيد زعيم المليشيات ومحاولة إضفاء الشرعية على مزاعم المليشيات حول الحق الإلهي والولاية وضرورة اللحاق بركب مسيرتهم وتقديم التضحيات في سبيلها باعتبار ذلك جهاداً في سبيل الله، حسب مزاعمهم.

وتابع: وفي الوقت الذي لا يجد فيه أساتذة الجامعة أي مستحقات رغم ممارستهم لعملهم في التدريس فإن قيادة الجامعة تصرف مخصصات مالية كبيرة لصالح الملتقى الطلابي الحوثي وبشكل عبثي قائم على ممارسة الفساد المالي والمزايدة من قبل أساتذة يفترض أنهم يحملون مشاعل التغيير.

زينبيات يشاركن في أنشطة الملتقى


إلى ذلك كشفت سميرة المحويتي، وهي طالبة في جامعة صنعاء، عن مشاركة قيادات من المليشيات الحوثية النسوية المسميات بالزينبيات في أنشطة الملتقى ومشاريعه وخصوصاً قضايا استقبال وتجنيد الطلاب وإقناعهم بحضور الدورات الثقافية، حيث توكل للزينبيات مهمة استقطاب وتجنيد الطالبات خصوصاً الطالبات المستجدات.


وتضيف لنيوزيمن: إن زينبيات الحوثي يقمن بجمع معلومات مفصلة ومتكاملة عن كافة الطالبات في مختلف كليات جامعة صنعاء خصوصاً الطالبات المستجدات، مشيرة إلى أن تلك المعلومات يتم استخدامها في الضغط على الطالبات لحضور الدورات الثقافية أو الفعاليات التي ينظمها الملتقى الطلابي الحوثي أو بعض الفعاليات التي تقيمها المليشيات خارج الجامعة.

الجدير بالذكر أن الملتقى الطلابي للمليشيات الحوثية أوكلت إليه مهمة قمع أي احتجاجات أو تظاهرات أو اعتصامات ينفذها طلاب جامعة صنعاء، وهو ما ظهر بوضوح في تصرفات أعضاء الملتقى مع بعض الوقفات الاحتجاجية للطلاب تنديداً بسياسات المليشيات في الجامعة.