بوادر ثورة في إيران جراء تفشي فيروس كورونا وسط تكتم السلطات

العالم - Thursday 27 February 2020 الساعة 03:41 pm
نيوزيمن، وكالات:

يواصل فيروس كورونا الانتشار بين سكان المدن الإيرانية حاصداً أرواح العشرات وإصابة المئات، بينما السلطات الرسمية مستمرة في التكتم على الوضع الوبائي، مما ينذر بأن تصبح إيران بؤرة خطيرة لهذا الوباء القاتل.

وبات فيروس كورونا المستجد خارج السيطرة في إيران، في الوقت الذي يتكتم النظام عن الأعداد الحقيقية لضحاياه والإشادة بجهود احتوائه، برغم إصابة 3 مسؤولين إيرانيين بالفيروس ووفاة 26 شخصًا.

وفي هذا الصدد اتهم وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الخميس، المرشد الإيراني علي خامنئي بمواصلة الكذب على شعبه، بدلاً من تحمل المسؤولية.

واعتبر أن النظام الإيراني فقد شرعيته، بعد الانتخابات الإيرانية الأخيرة التي سجلت أدنى مستوى مشاركة منذ العام 1979، والتي بلغت نسبتها (42%).

وقال بومبيو، في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر: يواصل خامنئي الكذب بدلاً من تحمُّل مسؤولية قتل المدنيين في طائرة الركاب اﻷوكرانية، والمخاطر الداخلية التي تهدد صحة الإيرانيين"، في إشارة إلى تستر النظام الإيراني على تفشي فيروس کورونا.

ورأى أن المرشد يضحي بشباب إيران بطريقة متهورة في "توسعاته الثورية" سواء في العراق أو سوريا أو لبنان.

ممرض من قم يكشف المستور: مسؤولو إيران يخفون الحقائق

وتأكيداً لعملية التكتم التي تنتهجها السلطات الإيرانية على انتشار فيروس كورونا، اتهم ممرض إيراني من أحد مستشفيات قم المسؤولين في إيران، اليوم الخميس، بإخفاء الحقائق، حول تفشي فيروس كورونا وأعداد الوفيات.

وفي مقطع مصور نشره على مواقع التواصل، كشف الشاب الذي يعمل ممرضاً في مستشفى كمكار في مدينة قم الإيرانية، أن 8 مرضى توفوا خلال ساعات الليل الماضية، وقد كان شاهداً على ذلك.

وأضاف: "ليلة البارحة في دوامي الليلي مات 8 أشخاص، في ليلة واحدة، ومن بينهم فتاة عمرها 23 سنة، دون أي حالة مرضية مسبقة".

وتابع أن "من بين المتوفين أيضاً شاباً عمره 29 وآخر لا يتجاوز الثلاثين، بالإضافة إلى امرأة عمرها أقل من خمسين".

ومضى الممرض الايراني قائلا إن "تلك المرأة الخمسينية كانت تتألم وتكلمني قبل موتها بنصف ساعة، قائلة أشعر أنّ حالتي الصحية تدهورت كنت بحال أفضل البارحة، ثمّ لفظت أنفاسها".

وختم شهادته العلنية قائلاً: "في ليلة واحدة مات 8 مرضى، فإلى متى يريد المسؤولون إهمال تلك الوقائع والتستر عليها، والتعاطي معها بطريقة مثيرة للسخرية".

مسؤولو إيران في خطر.. كورونا يصيب رئيس الأمن القومي

بعد النائب الإصلاحي عن مدينة طهران محمود صادقي ونائب وزير الصحة إيراج حريرجي، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، مجتبى ذو النور، إصابته بفيروس كورونا، وفق ما أفادت وكالة "فارس" الخميس.

وقال ذو النور إنه فرض على نفسه حجراً صحياً بعد أن ثبتت إصابته بكورونا، مؤكداً أن "إيران ستتمكن من التغلب على الفيروس".

كورونا يختطف أرواح لاعبة كرة قدم وموسيقيين

وفي خضم مستجدات الوضع في إيران، قالت وكالة أنباء "ركنا" الإيرانية إن لاعبة كرة القدم في الصالات والعضو السابق في المنتخب النسوي لكرة القدم الإيرانية، إلهام شيخي، توفيت في قم بسبب إصابتها بفيروس كورونا.

فيما أعلن الشاعر شمس لنكرودي، عبر حسابه على إنستجرام، عن وفاة الموسيقيين الشقيقين محمد ومجيد جمشيدي بالفيروس أيضا.

إحصائيات متدنية تخالف الواقع

ولم تنشر السلطات تلك الأنباء، لكن وزارة الصحة الإيرانية أعلنت اليوم الخميس، عن ارتفاع عدد الوفيات جراء كورونا إلى 26 والمصابين إلى 245.

ومساء الأربعاء، أعلنت السلطات الإيرانية فرض قيود على حرية التنقل داخل البلاد بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بالفيروس أو المشتبه بإصابتهم به.

وقال وزير الصحة، سعيد نمكي، في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون الإيراني: "بدل إعلان الحجر الصحي في مدن، سنفرض قيوداً على تنقل من يشتبه بأنهم أصيبوا بعدوى (الفيروس) أو تأكدت إصابتهم به". وأضاف: "تقرر نشر فرق عند مداخل العديد من المدن المزدحمة الحركة"، مشيراً إلى أن الإجراء دخل حيز التنفيذ "منذ ليلتين في عدة أماكن"، بدون مزيد من التفاصيل.

احتجاجات على تكتم السلطات

وشهدت بعض المدن الإيرانية احتجاجات شعبية خلال اليومين الماضيين بسبب طريقة تعامل النظام مع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد وسط تزايد الأنباء عن وفيات قد يكون عددها أكبر من الأرقام المعلنة.

واحتج عدد من الإيرانيين على عدم شفافية النظام فيما يتعلق بالأعداد الحقيقية لضحايا الفيروس الذي تم رصده أولا في مدينة قم ثم انتشر في مناطق أخرى.

وتحدث حساب “إيران إنترناشيونال” عن وفاة العشرات.

ورصدت مقاطع فيديو خروج احتجاجات في مدينة “تالش” على بحر قزوين احتجاجا على نقل مصابي فيروس كورونا المستجد إلى مدينتهم. وتحدثت تقارير عن استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

خبيرة تتوقع توسع الاحتجاجات ضد النظام

وتوقعت خبيرة بارزة في الشأن الإيراني اندلاع احتجاجات واسعة ضد نظام ولاية الفقيه خلال الفترة المقبلة بعد عزوف الناخبين عن الانتخابات التشريعية، وسيطرة المتشددين على البرلمان الجديد.

وقالت ازاده زميريراد الخبيرة الإيرانية في مؤسسة العلوم والسياسة (خاصة) والتي تقدم الاستشارات للحكومة الألمانية، في تصريحات لمجموعة “فونكه” الإعلامية الألمانية، إن “إيران تعتبر نفسها دولة ثورية يمكنها تعبئة الجماهير، وتنظر دائما للإقبال على الانتخابات كدليل على شرعيتها ومستوى تأييدها”.

وتابعت “لكن انتخابات الجمعة لم تشهد إقبالا من الناخبين، وكانت مراكز الاقتراع في طهران وخارجها شبه خالية”.

وأضافت “هذه رسالة واضحة على أن المؤسسات الحكومية والبرلمان ليست شرعية ولا تمثل الشعب”.