اللواء البحسني وموقع حضرموت وموقفها (حوار)

تقارير - Saturday 29 February 2020 الساعة 08:50 am
عدن، نيوزيمن:

أكد صعوبة الموقف والوضع وشدد على ضرورة مسارعة الشرعية إلى تقدير عال للموقف ووقف الانحدار والمضي نحو تنفيذ اتفاق الرياض وضمان عدم الذهاب لفتنة وحرب داخلية، متحدثاً عن حضرموت والجنوب والمجلس الانتقالي ودور الإمارات والتحالف وحول الوضع السياسي للإقليم وعلاقته بالشرعية وموقفه من الأوضاع الحالية.. محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني أجاب على أسئلة لوكالة سبوتنيك الروسية بالعربية.. ويعيد نيوزيمن نشر نص المقابلة:

* ما موقفكم في إقليم حضرموت من اتفاق الرياض... وهل يؤثر عليكم نجاح أو فشل الاتفاق؟

بلاشك نحن في إقليم حضرموت نؤثر ونتأثر بكل شيء، واستبشرنا خيرا عندما تم توقيع الاتفاق وكنت من الشخصيات التي حضرت التوقيع في العاصمة السعودية الرياض، وكنا نأمل أن يتم التنفيذ، ورغم الصعوبات التي تواجه التنفيذ، ونأمل أن نستأنف العمل وتقف الشرعية كمسؤولة وأيضا المجلس الانتقالي وأن يستشعر المسؤولية في تلك الظروف، لأن عدم التنفيذ سيعقد الأمور وسوف نتأثر به نحن وغيرنا وكل المحافظات الحرة.

* الصورة القادمة في المحافظات الجنوبية... سلام أم صراع بين المكونات على الأرض؟

بكل صراحة وبدون مجاملة الأوضاع صعبة، لكن الأمل في أن تقوم الشرعية وعلى رأسها الرئيس هادي بتقدير الموقف بشكل عالٍ، ويدركون مخاطر أي انزلاق إلى الفتنة وإلى مخاطر التوتر أكثر من الوضع الراهن، والشيء الآخر أن السعودية وهي التي تشرف على الاتفاق لا أعتقد أنها سوف تسمح بفتنة تؤدي إلى حوادث كبيرة وإلى صدام وقتال، أعتقد أن الأمور سوف يتم احتواؤها، وبدورنا سوف نساعد في الحلول، بحكم وجودنا في إقليم حضرموت والذي يمثل نموذجا يساعد في تطويق الأزمة بالتعاون مع كل من يريد الخير والسلام لليمن، وبالتالي لا بد أن تمضي الشرعية وبطريقة سلمية نحو الحل النهائي.

* كيف تأثرت المحافظات الجنوبية بخروج القوات الإماراتية من اليمن؟

خروج القوات الإماراتية من عدن جاء بقرار من القيادة في أبو ظبي وبعد دراسة مستفيضة للوضع ورغبة بعض اليمنيين، ولم يكن هناك تأثير لخروج القوات الإماراتية سوى أنها واقفة بجوارنا في الحرب على الإرهاب، وليس هناك تأثير على إقليم حضرموت لأن الاماراتيين لم يخرجوا من حضرموت رغم خروجهم من بعض المحافظات الجنوبية.

* وما هو الدور الذي تقوم به القوات الإماراتية في حضرموت؟

الإمارات في حضرموت منذ البداية وهي تساعدنا في الحرب على الإرهاب، والموقف الإماراتي مكننا من تطهير حضرموت من العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة والتي استولت على المدينة لمدة عام كامل، وكانت عملية خروجها من الإقليم عملية بالغة الصعوبة لولا الدعم الإماراتي الكبير، وما زالت القوات الإماراتية تساعدنا في القضاء على الإرهاب في بعض المناطق بحضرموت والتي مازال بها خلايا نائمة الإرهاب، حيث تقوم بمساعدتنا لوجستيا بطائراتها، لأنه لا يوجد لدينا طائرات ولا تصوير جوي ونحن نقوم بعملياتنا على الأرض، لذلك نستعين بالإمارات لتقدم لنا الدعم الجوي واللوجستي.. ورغم خروج الإمارات من المحافظات الجنوبية المحررة إلا أن تلك المحافظات استطاعت تمكين نفسها على الأرض وإدارة نفسها بنفسها، وهي الآن تستطيع الدفاع عن نفسها وحماية مناطقها بشكل جيد.

* ما هو حجم القوات الإماراتية التي كانت متواجدة بالجنوب؟

كان هناك ضباط إماراتيون يقومون بمساعدتنا في القضايا التي لا نستطيع حلها وكذلك نستعين بالأمريكيين من أجل توجيه ضربات جوية للإرهاب. لم تكن هناك قوة مقاتلة على الأرض وبشكل خاص في حضرموت، التي تقوم على حمايتها النخبة الحضرمية والتي يتجاوز عددها 30 ألفا وهي كفيلة للقيام بمهام الحماية والتأمين لحضرموت ضد أي تهديدات.

* كيف هي علاقتكم بالحكومة الشرعية في اليمن؟

البعض يردد أن حضرموت إقليم مستقل ويدير نفسه، ومن يرددون هذا الكلام هم بعيدون عن الإقليم وعن الشرعية وعن التحالف أيضا، نحن نعمل في حضرموت وفي كل المحافظات المحررة نعمل تحت تحت قيادة الشرعية والرئيس هادي، وإذا كان الإقليم يقوم بتسيير أموره الذاتية من صحة وتعليم وخدمات للمواطنين، هذا يرجع إلى أن الإقليم لديه موارد ويتم استغلالها أفضل استغلال من السلطة المحلية لصالح المواطنين، نظرا لأن الشرعية تمر بظروف صعبة للغاية ولا تستطيع توفير كل شيء، وأكرر حضرموت تعمل تحت قيادة الشرعية وبالتشاور مع قوات التحالف.

* ما هو موقفكم من المجلس الانتقالي وتواجده في حضرموت؟

القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس هادي وقيادة قوات التحالف والقيادة السياسية لقوات التحالف جميعهم يتعاملون مع المجلس الانتقالي باعتباره واقعا موجودا على الأرض، وبدورنا نحن نتعامل معه بالقدر الذي تتعامل به الشرعية والتحالف، لذا موجود لدينا في حضرموت قيادة محلية تابعة للمجلس الانتقالي ألتقي بهم ونتشاور في العديد من المسائل للتنسيق من أجل الاستقرار وخدمة الأمن والسلم الاجتماعي في عموم اليمن، لذا فالتعامل مع المجلس لا يمثل حالة صدام ولا توافق تام مع كل ما يطرحه الانتقالي.

* ما هو حال الأمن في الجنوب؟

الوضع الأمني في حضرموت يختلف عن الكثير من المحافظات من حيث الاستقرار، الأمر الذي تم ترجمته على الأرض وأصبح الإقليم نموذجا، وعادت كل المؤسسات وانتظمت في العمل منذ ثلاث سنوات، بل وأصبحت الأوضاع تمثل حالة ربما تتفوق على الحالة التي كانت قبل العمليات الإرهابية في الإقليم، كما عادت شركات النفط للعمل في حضرموت بعد شهرين فقط من تحرير المحافظة من قبضة تنظيم القاعدة وبدأنا عملية التصدير وهو ما ساعد الشرعية في تسيير أمورها، وقبل أيام وصلت من اليونان محطة توليد طاقة تم استيرادها من اليونان يرافقها خبراء أجانب وشركات مقاولات كبرى منها شركات مصرية، وهذا نتيجة الحياة الطبيعية التي وصلت إليها المحافظة في تلك الظروف... وتستقبل حضرموت الآن المؤتمرات والاحتفالات والمهرجانات الكبرى الدولية، وطالب البحسني الجميع أن يدعم مسيرة ونهضة الإقليم من أجل نهضة بقية المحافظات.

* قوات النخبة الحضرمية هل تقتصر مهامها على الإقليم فقط.. أم تشارك بعمليات في الخارج؟

قوات النخبة الحضرمية لا تشارك بأي جندي خارج إقليم حضرموت، وهذا الأمر تم بالتوافق مع الرئيس ومع قيادة التحالف، ومع دول كبرى صديقة من أجل أن يكون إقليم حضرموت نموذجا بعيدا عن التطرف والإرهاب والصراع خارج الحدود لتنفيذ مهام لم ينص عليها الدستور والقانون.

* لماذا لم يستهدف الحوثيون الإقليم بالصواريخ أو الطائرات المسيرة؟

المسافة بيننا وبينهم بعيدة جدا، لكن قبل عام من الآن وأثناء اجتماع لمجلس النواب في سيئون وحضره الرئيس هادي، وفي اليومين السابقين للاجتماع ضرب الحوثيون بعض المناطق بطائرات مسيرة ولكن تصدت لها صواريخ الباتريوت ولم تصل أي من الطائرات إلى هدفها في هذا الوقت.

* كيف تواجهون الوباء العالمي "كورونا"؟

القلق يسود العالم أجمع، ونحن رغم إمكاناتنا المتواضعة أخذنا إجراءات استثنائية في السلطة المحلية وفي مكتب الصحة والمطارات العاملة والمنافذ البرية مع السعودية وسلطنة عمان، وقمنا بإعداد خطة ورفعها وزير الصحة إلى منظمة الصحة العالمية والتي أثنت عليها وطلبت تعميمها على بقية المحافظات اليمنية.

* لماذا أغلق مطار الريان في حضرموت بعد أيام من افتتاحه؟

كانت هناك بعض الإجراءات الإدارية التي كان يفترض على الشرعية إخطار جمهورية مصر العربية بها وإعلان جاهزية المطار، نظرا لأن الرحلات تتجه من الريان إلى مطارات مصر، لأن بها النسبة الأكبر من اليمنيين والذي يتجاوز عددهم مليونا ونصف يمني، ومطار الريان كان مسجلا خارج عن العمل خلال السنوات الماضية قبل أن يتم افتتاحه مؤخرا، بسبب الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر عليه، وبعد افتتاح المطار كان يجب إخطار مصر بعودة المطار للعمل بإشعار رسمي لأنه كان متوقفا، وسوف نتخذ الإجراءات الرسمية وخلال أسبوع أو أسبوعين على الأكثر سوف تستأنف الرحلات إلى مصر عن طريق الطيران اليمني، وإلى الآن ليس هناك أي طيران أجنبي يأتي للمطار سوى الطيران اليمني وطيران الأمم المتحدة.. ولا أظن أن يتكرر هذا الأمر مرة أخرى.