قيادات حزبية تنتقد الشرعية وتهاجم علي محسن.. هل تكون الخطوة الأولى لتصحيح المسار!!

تقارير - Monday 09 March 2020 الساعة 10:22 pm
تعز، نيوزيمن، معتز الشوافي:

تصاعدت من داخل مكونات الشرعية -وتحديداً من قيادات عليا في الأحزاب السياسية- الأصوات المنددة بالسياسات الخاطئة التي انتهجتها قيادة الشرعية خلال المرحلة الماضية، وهي السياسات التي أوصلت البلاد إلى وضع كارثي يصعب -وقد يستحيل- التعافي منه.

وتركزت هذه الأصوات في انتقاد السياسة التي ينتهجها هادي ونائبه علي محسن ومنظومة الشرعية بشكل متكامل، مطالبة بسرعة إنقاذ ما يمكن إنقاذه لتجنيب الشرعية والتحالف العربي هزيمة نكراء قد تلحق بهما على يد الانقلابيين الحوثيين.

الأصوات المنددة بسياسات هادي والشرعية استهلها الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالله نعمان الذي عقد مؤتمرا صحفيا في تعز نهاية الأسبوع الماضي أكد فيه أن كارثة الشرعية بدأت عندما أقدم الرئيس عبدربه منصور هادي على الانقلاب على التوافق، وأقصى رئيس الحكومة التوافقي خالد بحاح، الذي سواء اتفقنا أو اختلفنا معه، كان رئيساً لحكومة توافقيه، وإقصاؤه يعني انقلاباً على التوافق.

وأشار نعمان إلى أن الكارثة تمثلت بإقالة بحاح وتعيين رجل في موقع نائب رئيس الجمهورية، تاريخه مليء بالهزائم والفشل، تاجر حروب، وقائد للجماعات الإرهابية، لا يزال حتى هذه اللحظة عنوانا للفشل والإخفاق في اليمن، في إشارة منه إلى علي محسن الأحمر.

وأكد نعمان أنه إن لم يتم تدارك الموقف، وإنقاذ اليمن، وإبعاد هذا الرجل من هذا الموقع، ستتوالى النكسات والانكسارات ولن نرى أملاً قريباً في تحقيق أي تقدم للعودة إلى المشروع الوطني الذي توافق عليه اليمنيون في مخرجات الحوار الوطني.

وأشار نعمان إلى أن ما جرى في نهم والجوف وحجور والضالع، يتحمل مسؤوليته بالدرجة الرئيسية رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ونائبه باعتباره المسؤول العسكري المباشر، ووزير الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، ثم القادة الميدانيون المسؤولون عن هذا الأمر باعتبارهم القادة المباشرين للمعركة.

وأكد نعمان أن قيادة الشرعية هي من فشلت، لأن الشرعية في مفهومنا هي مجموعة القواعد والإجراءات المنظمة لعملية الانتقال السلمي للسلطة وإدارة الدولة للفترة الانتقالية، المؤسسات هي مجرد أدوات لهذه الشرعية، والأفراد هم رموز قابلون للتغيير في أي لحظة من اللحظات.

ونوه نعمان إلى أن قيادة الشرعية فشلت في إدارة الدولة، ولم تستطع أن تقدم نموذجاً جاذباً لجماهير الشعب اليمني في مختلف المحافظات، ولم تستطع أن تقدم الخدمات ولا أن توفر الأمن والاستقرار للمحافظات المحررة، فكان الإخفاق هو النتيجة النهائية لهذا الفشل الذريع، ولأساليب الإدارة الفاشلة التي كرست الفساد، وعجزت عن بناء جيش وطني، ومؤسسة أمنية على أسس وطنية رغم النداءات الوطنية المتكررة التي أطلقها التنظيم الناصري وحذر من مغبة تجاهلها وكثير من القوى السياسية.

تصاعد الخطاب المنتقد لأداء الشرعية جاء بالتزامن مع خسائر عسكرية فادحة تكبدتها الشرعية التي خسرت نهم ومحافظة الجوف الاستراتيجية لصالح الحوثيين، وهو ما يشير إلى تغير في موازين القوى على الأرض، وكذا تغيرها أيضا في أي مفاوضات سياسية قادمة ستمنح الانقلابيين عددا أكبر من أوراق القوة والضغط.

التغيرات العسكرية المتسارعة على الأرض طرحت أكثر من تساؤل خاصة أنها جاءت على صورة تسليم مواقع وأسلحة بدون قتال للانقلابيين، وهو ما يؤكد أن الشرعية باتت مخترقة في كل مؤسساتها ومفاصلها، وخاصة في الجانب العسكري الذي يديره الفريق علي محسن الأحمر.

بالإضافة إلى مساهمته في اختراق الشرعية عسكريا ينبغي الاشارة إلى الدور الذي لعبه علي محسن الأحمر في إضعاف الشرعية، والتلاعب بها من خلال فرض سياسة الشللية والمحاصصة والاغداق على المقربين، وهو ما جعل الأصوات المنددة بسياساته تأتي هذه المرة من المقربين منه والمحسوبين على جماعته.

القيادي في التجمع اليمني للإصلاح الشيخ الحسن أبكر، وتعليقاً على ما حدث في الجوف مؤخراً، نشر مقطع فيديو عبر صفحته بالفيس بوك، هاجم فيه نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر وقيادات الشرعية والأحزاب السياسية، حيث أكد أنه قبل أكثر من عام قال لمحسن إن الجوف تحتاج منه أن ينظر إليها بعين الاعتبار وإن فيها أمرا خطيرا، وإنه طلب من محسن أن يأخذ أمين العكيمي محافظ الجوف ويعينه مستشارا لهادي ليبقى بجانبه بالقصر ويترك الجوف، أو يتم تسليمه كل شيء مع سحب جميع من تحته، لأنهم سيفان في غمد واحد ويتزاحمان على صغيرة وكبيرة.

وأضاف أبكر إن هناك مشكلة بين العكيمي ومن تحته ويجب حلها، وأنه طلب من محسن أن يبادر لحلها، لكن محسن وقيادة الشرعية يحبون المجاملات، ويقربون كل من يجاملهم ويمتدحهم ويطبل لهم، ولو سمعوا من يمدحهم من بعيد يكرمونه ويقربونه ويدخلونه جوارهم، بينما يرفضون الشرفاء من الاعلاميين والسياسيين والعسكريين.

وخاطب أبكر علي محسن بالقول: توظف أنت يا علي محسن كل من هو كذاب أو إعلامي لقن يمدحك، وأنتم من تدعمونهم وتعطونهم الجوازات الدبلوماسية والوظائف الدبلوماسية، وإذا جاء واحد بدون وظيفة وبلا عمل ومدحكم بكلمتين وظفتموه، فأنت معك شلة والرئيس معه شلة إعلاميين خاصة به، ونحن نريدكم أن تبنوا الوطن وتعملوا شلة للوطن وليس لأنفسكم.

وانتقد أبكر سياسة المحاصصة التي يتم انتهاجها والتحاصص لمن يقدم الخدمات للقيادات وليس للوطن، حيث يتم منح حصة من الوظائف لكل حزب، وحصة لعلي محسن وحصة للرئيس.

وأشار أبكر إلى أن مشكلة قيادات الشرعية أنهم يتجاهلون الكلام، ولا يحاولون أبدا أن يعملوا به، متهما علي محسن وهادي ورئيس الوزراء وقيادات الأحزاب أنهم يطالبون من ينتقدهم بالتعقل ويسلطون عليه الألسن لمهاجمته، داعيا إياهم للتعقل، مؤكدا أنه من خلال النقد يقدم النصيحة ولا يدعو إلى الخلاف.

ولعل توالي الانتقادات الموجهة للشرعية ومن مختلف التيارات السياسية تشير إلى وجود توجهات لإحداث تغييرات جذرية في جسد الشرعية في الجوانب المدنية والعسكرية بهدف إصلاح مسار الشرعية، وتدارك الأمر، وتجنب تكرار ما حدث في نهم والجوف وما يتهدد مأرب وتعز، خاصة أن هذه الأصوات جاءت أيضا من المقربين من هادي وقيادات حزبه.

مستشار رئيس الجمهورية القيادي المؤتمري الدكتور أحمد عبيد بن دغر قال في مقال صحفي إن سقوط الجوف قد يغير موازين القوى العسكرية بصورة نهائية في معركتنا المصيرية مع الحوثيين، وإذا تعاملنا بذات المستوى الذي تعاملنا به في شأن سقوط نهم، فسنكون قد قررنا مصير المعركة لصالح الحوثيين يمنياً، ولصالح إيران إقليمياً، وسيكون دور التحالف قد انتهى في اليمن، وحينها ستتدخل الأمم المتحدة على الخط لوضع الأمور في نصابها، والاعتراف بالأوضاع الراهنة، إذ لا يمكن استمرار الحرب دون نهاية.

وأضاف ابن دغر، إننا سنتلقى جميعاً هزيمة تاريخية نكراء، فالعدو تمكن من الحصول على وسائل وعوامل القوة، أتاحت له الصمود، وتتيح له التقدم اليوم، كما أننا، شرعية وتحالفا، قد تسببنا فيما نحن عليه انقساماً وعداءً لبعضنا البعض في إصرار عجيب على إهداء الهزيمة للحوثيين وإيران في هذه المواجهة التاريخية، التي تذكر بمعارك العرب الكبرى مع الفرس.

وأشار ابن دغر إلى أن اليمن نالت في هذه الحرب من الأذى والتدمير وسفك الدماء ما لم تنله في تاريخها كله، أولاً: بسبب الانقلابات المتتالية على الشرعية، شرعية الرئيس المنتخب، والتي يبدو واضحاً الأثر السيئ لأموال بعضنا في دعمها. وتالياً: بسبب فشلنا وحلفائنا في إدارة المعركة، خسرنا معركة الجوف، وقبلها نهم وحجور ووادي أبو جبارة والملاحيط، وعلينا الآن ألا نخسر الحرب.

وأكد ابن دغر أننا نفتقد الكثير، وينقصنا الكثير للاستمرار في خوض المعركة، لكن أكثر ما ينقصنا ويلحق بنا الضرر غياب الرؤية، التي تعلي من شأن مصالحنا المشتركة، بلدنا مهدد بمخاطر عديدة، وشعبنا مهدد في أعظم مصالحه، وهويتنا تدمر من الداخل قبل الخارج. لكننا لم نخسر بعد إرادتنا في الحرية ومقاومة الجهل والعنصرية وسلالية بغيضة، كما لم نخسر بعد ولن نخسر إرادتنا في الحفاظ على بلدنا كما نريده ونرتضيه لأنفسنا.