"نسيم الشيباني".. قصة أول يمنية تبيع الفواكه والخضروات
متفرقات - Thursday 19 March 2020 الساعة 07:36 am
"أريد أن أعيش أنا وأبنائي وبناتي بمصدر دخل يعيننا على مصاعب الحياة ومستلزماتها".. بهذه الكلمات استهلت نسيم الشيباني، أول بائعة فواكه وخضروات في اليمن، حديثها لـ"نيوزيمن"، وعيناها تبرقان من السعادة ووجهها يتهلل فرحة وفخراً.
بعد أن نزحت من تعز إلى صنعاء، وفي ظل انقطاع المرتبات، وجدت المعلمة نسيم الشيباني نفسها أمام مسؤولية كبيرة تتمثل بحمل أعباء عائلة مكونة من خمس بنات وولدين، واضطرت للبحث عن عمل، ولكن السوق ليس به أية فرص متاحة في ظل حالة الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها اليمن منذ 6 أعوام. فعملت كمدربة "قيادة سيارات"، إلا أن الأمر لم يكن مجدياً في ظل ارتفاع الأسعار.
تقول نسيم الشيباني لـ"نيوزيمن": كنت دوماً أفكر في مشروع بسيط يضمن لي دخلاً يومياً ولو بالحد الأدنى، فخطرت في بالي فكرة "محل" لبيع الخضار والفواكه، يكون مختلفاً عما اعتاد عليه الناس في البساطات، وفي اليوم التالي بدأت البحث عن محل ووجدت هذا المكان في منتصف شارع مجاهد بالعاصمة صنعاء، وبدأت أعمل له ديكورا مناسبا وملفتا يتميز بالتنظيم والترتيب.
وبرغم المعارضة وحالة الاستغراب من البعض إلا أنها لم تستسلم وانطلقت في مشروعها الصغير آملةً في أن يكون معيناً لها ولأسرتها في تحمل مشقة الحياة وتكاليفها.
وبسؤالها عن الصعوبات التي واجهتها، أكدت "نسيم" أن الصعوبات كثيرة، ولعل أبرزها النظرة المجتمعية المستغربة، إلى" امرأة تقف وتتحمل متاعب البيع والشراء في محل خضروات وفواكه"، ولكن سرعان ما تقبل المجتمع الفكرة وبدأ البعض يزورون المحل.
اعتمدت نسيم في محلها على جمالية الديكور وجودة البضاعة التي تجلبها، مؤكدةً أنها تريد أن تعطي صورة مغايرة لما اعتاد عليه الناس في البسطات من انعدام الترتيب والتنظيم، من خلال نظافة المحل وجمالية الديكور والترتيب.
وأضافت، إن من بين أبرز الصعوبات التي تواجهها حالياً هي عملية جلب البضاعة من سوق الجملة "سوق علي محسن"، كون الأمر يتطلب الذهاب باكراً للسوق وانتقاء البضاعة وتوصيلها للمحل، وقالت: "أعتمد على زوج بنتي في مساعدتي بجلب البضاعة، فهو يقوم بأخذ سيارة صديقه يومياً في الصباح الباكر أو بعد العشاء والذهاب لسوق علي محسن للبحث عن البضاعة المرغوبة والمطلوبة ذات الجودة من الخضروات والفواكه وتوصيلها للمحل، حيث أقوم بترتيبها وتنسيقها استعدادا ليوم بيع جديد وأملاً في الحصول على زبائن أكثر.