وصفته بـ"جيفارا تعز ".. قيادات ونخب وناشطون يشيدون ببطولات الحمادي ضد الانقلاب

تقارير - Friday 20 March 2020 الساعة 10:17 pm
عدن، نيوزيمن، باسم علي:

خيم الحزن على اليمن عامة ومحافظة تعز بشكل خاص وهي تودع، الجمعة، أحد القيادات العسكرية البارزة الذي اغتالته أيادي الغد والخيانة، الشهيد العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 في تعز، بطل المقاومة والطلقة الأولى في مواجهة الانقلاب الحوثي.

وأجمعت قيادات الأحزاب والنخب السياسية والناشطون من مختلف ألوان الطيف السياسي، في منشورات دونتها على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي ورصدها (نيوزيمن)، عقب مواراة الشهيد الثرى، أجمعت على السجايا القيادية الفذة لبطل مقاومة تعز ضد الكهنوت الإمامي ومطلق أول رصاصة ضد الانقلاب الحوثي، وكذا جسامة الخسارة التي منيت بها اليمن برحيل هذا القائد الذي لن يتكرر.

وفي هذا الصدد قال رئيس برلمان الشرعية - الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الشيخ سلطان البركاني: "إن مواقع الشرف والبطولة تبكيك أكثر منا مليون مرة، ولقد كان لفعل بندقيتك التي حملتها في مواجهة الانقلابين الشرارة الأولى لمقاومة المشروع الأمامي العفن والسلالي المتخلف والمؤامرة الخارجية الكبرى وزلزلت ببطولاتك خنوع الذل والانكسار وسطرت ومعك كل الشرفاء الانتصارات في مختلف الجبهات بالمحافظة".

وأضاف "وداعاً أيها الشهيد البطل.. لقد عشت مناضلًا شجاعًا ومت شهيدا عظيما، وعهدًا أننا لن ننساك وسنظل نتابع قضيتك التي هي قضيتنا جميعًا ونفتش عن معرفة خيوط الجريمة أينما وكيفما كانت".

وخلص البركاني إلى القول "نم في قبرك قريراً أيها الشهيد البطل، فقد قدمت لوطنك من التضحيات والبطولات ما لا تحصى، وسيخلدك التاريخ وإن خلفك رجالا ونساء لن ينسوك أبدا، وعلى دربك سائرون، وعلى العهد باقون، وبما آمنت به مؤمنون حتى يتحقق النصر وتسقط كل المؤامرات وتختفي الخفافيش في جحورها".

بطل جمهوري ثائر

بدوره وصف مستشار رئيس الجمهورية - الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الدكتور/ عبدالملك المخلافي الشهيد الراحل بأنه رجل من أغلى وأشجع الرجال. وقال: "البطل الجمهوري الثائر العميد الشهيد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 في تعز بطل المقاومة والطلقة الأولى في مواجهة الانقلاب والغزو الحوثي"، مضيفا "قدم لشعبه ما سيجعله خالدًا في وجدان الشعب وضميره الجمعي إلى الأبد، ولذلك لن ينساه وسيستمد من سيرته ما يلهم الأجيال جيلا بعد جيل".

وزاد: "الشهيد القائد عدنان محمد الحمادي في أمان الله، حياً مع الشهداء والأنبياء والصديقين.. والقتلة هم الأموات ولهم الخزي في الدنيا والآخرة".

أكبر من أن تناله أيدي العابثين

الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني - سفير اليمن لدى بريطانيا الدكتور ياسين سعيد نعمان، ودع الشهيد الحمادي بكلمات مقتضبة قائلا: "لك الخلود.. ولروحك السلام.. أيها القائد عدنان الحمادي.. نستودعك الله".

وكان الدكتور ياسين قال في منشور سابق له "إن مقتل العميد عدنان الحمادي يضع أكثر من سؤال حول ما تبقى في الوجدان من وفاء لتاريخ تعز الوطني". وأضاف: "تعز مؤشر نستطيع من خلاله أن نعرف المدى الذي تنحدر إليه كل اليمن".

وأردف القيادي الاشتراكي: "كان عدنان الحمادي عنواناً من عناوين الزمن الرائع الذي صمد في وجه التغيرات البايخة التي تشرب بها المجتمع في تبادل مريب لليأس والصمود، والوضاعة والرجولة والوفاء وقلة الوفاء".

وختم بالقول: "ستنتصر تعز لأن مخزون الوفاء لتاريخها الوطني يتجدد بتضحيات مناضلين أمثال عدنان الحمادي، وهو أكبر من أن تناله أيدي العابثين".

أعظم قائد عسكري من تعز

السفير السابق والناشط السياسي البارز مصطفى أحمد نعمان، حذر من جانبه من إفلات قتلة الشهيد الحمادي من العقاب. وقال "ما زالت التحقيقات جارية في اغتيال محمد أحمد نعمان وعبدالله الحجري وعبدالعزيز عبدالولي وابراهيم الحمدي والحريبي وجار الله عمر ومرشد ناجي وكثيرين قبلهم وبعدهم! كلهم دفنوا ملفوفين بعلم اليمن!"، مضيفا "عدنان الحمادي لن يكون استثناء، وسيمر كل القتلة دون عقاب؛ وسيبقى القاتل حراً".

وتطرق السفير مصطفى نعمان إلى سجايا الشهيد العميد عدنان الحمادي: "كان نموذجا فريدا بين اقرانه.. عسكريا محترفا محبا لوطنه ومحترما للقسم العسكري الذي اداه"، موضحا أن الشهيد الراحل كان بإمكانه ان يلتحق بعدد من اقرانه الذين فروا ويقضون أوقاتهم بين العواصم.. أو ان يكون مرفها كأولئك الذين اقتحموا المؤسسة العسكرية بحكم القرابة دون تجربة ولا خبرة ولم يخوضوا معركة يوما!".

وختم منشوره بالقول "عدنان الحمادي هو حتما اعظم قائد عسكري من تعز ولم يسبقه أحد إلى تلك المكانة في قلوب أبنائها وقلوب كل من يحبها ويحرص على كرامتها!".

ظُلم كثيراً من رفقاء السلاح

من جهتها ودعت القيادية السابقة في التجمع اليمني للإصلاح والأكاديمية ألفت الدبعي، الشهيد الحمادي بالقول "أشهد أنه كان حريصا على لملمة الصفوف في وفاء نادر لقيمة العمل المقاوم، وأشهد أنه ظلم كثيرا من رفقاء السلاح ومن القادة العسكريين من زملائه".

وأضافت: "لم يكن عدنان الحمادي منتميا لأي حزب سياسي ولم يكن ولاؤه لأحد بل كان مستقلا في كل مواقفه وآرائه".

واستدركت الدبعي قائلة: "وبقدر ما كان حريصا على أن تتفق كافة مكونات المقاومة في تعز بقدر ما كان حريصا أيضا على أن لا يحدث تشظ في علاقاته بدول التحالف جميعها وعلاقاته بالشرعية التي هو محسوب عليها، وكان دافعه لذلك هو المصلحة الوطنية التي كان يراها متجسدة في أن يصل اليمنيون إلى علاقات متزنة وسوية تخدم القضية اليمنية".

وتابعت: "رغم كل الظلم الذي طال عدنان الحمادي بسبب صراعاته مع رفقاء السلاح الا أنه لم يكن فاجرا في نقده بل كان يركز على نقاط الخلاف ويفندها ويركز في جذرها وأسبابها والتي كانت تتركز في عدم وجود قيادة حريصة على وجود نية لتأسيس جيش وطني حقيقي بعيدا عن الاستحواذ ووفق معايير علمية في التأسيس، لأن الأولوية السائدة كانت هي إدارة الصراع السياسي والإقليمي الذي كان يضفي بضلاله على تعز والتي كان الحمادي يرى أن أولوية التخفيف منها يكمن في التركيز على توحيد صفوف مكونات الجيش الوطني عبر إصلاح الاختلالات الموجودة في بنيته وبما يوحد صفوف المقاومة ويؤهل الجيش للتحرك بخطة واحدة تعمل على تحرير تعز".

وأكدت القيادية الإصلاحية السابقة أن الشهيد عدنان الحمادي أول قائد عسكري أطلق أول طلقة رصاص معلنا مقاومة المحتل الداخلي وهو يستبيح تعز ساخرا من تسامحها ومدنيتها.

وخاطبت الشهيد في الختام قائلة "نم مرتاحا أيها القائد فها هو موكب تشييعك كأنه مسيرة حياة جديدة ستكتب لتعز واليمن كلها باتجاه مزيد من الانعتاق والحرية والكرامة والعدالة".

رمز للوطنية والانضباط العسكري

بدوره وصف وزير الإدارة المحلية في حكومة الشرعية والقيادي الناصري عبدالرقيب سيف فتح؛ الشهيد عدنان الحمادي.. بأنه رمز للوطنية والانضباط العسكري. وقال "لقد وضع الاساس للجيش الوطني المدافع عن الدستور والقانون والمؤمن بقضايا وطنه"، مذكرا بان القائد الحمادي رفض حكم الميليشيات المسلحة الحوثية وكان صاحب الطلقة الأولى المقاومة لها، وحمى تعز ووضع دبابات اللواء 35 على أهم التباب في تعز فكانت المقاومة وكان درعها وذراعها.

مواراة ل"الشرف العسكري"

عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، اعتبر من جانبه أن مواراة جثمان الشهيد القائد عدنان الحمادي ثرى تعز هو مواراة ل"الشرف العسكري"، في إشارة إلى مماطلة الجهات القضائية في ضبط ومحاكمة المتورطين في التخطيط وتنفيذ جريمة الاغتيال لهذا القائد.

وأضاف "وتبقى حقيقة اغتياله شاهدا على دموية قاتليه، سلطة الهيمنة والتصفيات وأمراء الإرهاب والظلام"، مودعا الشهيد الراحل بالقول: "في رحاب الخالدين أيها البطل، ولا نامت أعين كل القتلة".

تعز تدين بالولاء لأنقرة والدوحة وطهران!!

ويتفق معه الناشط الجنوبي صالح أبوعوذل الذي علق على الحشود الجماهيرية الهائلة المحتشدة لتشييع هذا القائد بالقول "تعز تودع جثمان الجنرال «عدنان الحمادي» آخر الرجال الأوفياء".

وأضاف: "عرف اليمنيون من هم الجناة والقتلة الإرهابيون الذين لم يقتلوه كقائد عسكري، ولكن قتلوا المشروع العربي الذي كان يقاتل دفاعا عنه في تعز المدينة التي أصبحت تدين بالولاء لأنقرة والدوحة وطهران".

حزب ديني اغتال جيفارا تعز

بدوره علق الكاتب والمحلل السياسي خالد سلمان، على الحشود الكبيرة التي شاركت في تشييع القائد الحمادي قائلا: "اليوم تعز تخرج عن بكرة أبيها".

وقال: "هناك وسط الهيلمان والصولجان أبهة المال والجاه والسلطة، من يموت بالحياة، وهناك بين الناس وقلوب البسطاء من يعيش ويحيا حتى بعد الممات.. الحمادي يقيناً أقصد".

وخاطب سلمان روح الشهيد الحمادي قائلا: "أيها الجيفارا التعزي، وأنت بين ضلوعك، تمنح البندقية الدفء، الآن من دونك تتعرى الفوهة من مشروعية الصدق، تكاد أن تسقط البندقية، لا يد تلتقطها، بعدك وكأن المدينة قد أطفأت فوانيسها، تكحلت بالحزن، وتباعدت المسافات بين صارية شراع سفينة، تمخر عباب التيه، وبين شط الأمان ومرافئ الخلاص".

وألمح الكاتب خالد سلمان إلى المتورطين بجريمة اغتيال الحمادي قائلاً: "قادة أدغال أفغانستان، فرق اغتيال الأبطال، لا قادة إدارة حروب الكرامة، وإنجاز التحرير وصناعة الانتصار.. لذا قتلوك يا حيدنا الشامخ، يا شرف البندقية"، مضيفاً: "لا تسأل حزب الدين: كيف تنام ويدك ملطخة بدم؟، من سرق ثورة يمكنه بدم بارد، أن يغتال رمزاً ويذبح وطناً".

وأكد سلمان أن الحمادي اغتاله حزب وقوى وفكر دولي متمرس منظم، وأن الحمادي ذهب ضحية مؤامرة سبقتها هاونات قصف التخوين، وإعداد مسرح الجريمة، والتمويل وتصفية العناصر المخططة، وتقديم كبش محرقة أحد المغفلين، المشبع عقله بالتعبئة.

وخاطب الشهيد في الختام بالقول: "نم قريراً جيفارا تعز، لن يمر القتلة، ولو علقوا الرؤوس على أسنة الرماح، الحجرية التي أنجبت قادة ثورات ثلاث لكل اليمن، ستمسح اليوم وجوه شرذمة القتل بالأحذية".

إرهابيون ضمن القتلة

الناشطة نورا الجروي أكدت من جهتها أن العميد الشهيد البطل عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع بتعز سطر أروع بطولات التضحية والشجاعة. واستدركت "لهذا اغتالته أيدي الغدر والخيانة والعمالة والإرهاب".

قتلة في موكب الجنازة

في حين ودع الكاتب والصحفي جلال الشرعبي، الشهيد الراحل قائلاً:"وداعاً أيها العميد.. والعين لفراق عدنان تدمع.. وتعز التي تودع بطلها تنتظر القصاص من القتلة.. قتلة طلقاء.. وقتلة في موكب الجنازة.."، مضيفا "تموت الأشجار واقفة.. وتبقى قضيته مثل كل الاغتيالات السياسية بلا نهاية".

ويتفق معه حول مشاركة القتلة في موكب التشييع الناشط عبد القوي المجيدي، الذي قال: "تعز تودع أشرف وأنبل وأصدق رجالها الشهيد القائد العميد عدنان الحمادي، حتى القتلة شاركوا في موكب الوداع الأخير ليس ندماً وتوبة بل ليتأكد بأنك قد غادرت فعلاً هذه الأرض التي لم تتسع لهم بوجودك".

وخلص المجيدي إلى القول "فلا مكان لديهم للشرفاء، لذا لم يطيقوا وجودك أيها القائد الوطني.. ستبقى حياً في قلوب الأحرار".

أسرة الشهيد

نجل الشهيد، أكرم عدنان الحمادي، قال في وداع والده "اليوم سيدفن الشرف العسكري... وسيكون الأحرار الشرفاء في ضيافة الحمادي للمرة الأخيرة".

ودعا نجل الشهيد أنصار العدالة وزملاء ومحبي الفقيد إلى متابعة قضيته حتى لا يفلت القتلة من العقاب، قائلاً "واروه الثرى لكن لاتسمحوا أن يدفن معه مشروعه وقضيته التي كان يدافع عنهما من أجلكم".