هل حقاً تهتم حكومة الحوثي بحياة المواطن؟!

تقارير - Monday 23 March 2020 الساعة 04:20 pm
عدن، نيوزيمن، أمجد محمد:

كم أذهلتنا دول العالم بوعيها وبسرعة استيعاب حكوماتها خلال أيام لمواجهة خطر الكورونا ومدى السرعة في تجهيز مراكز الحجر الصحي للحالات التي يشتبه أنها مصابة بهذا الوباء، وكذلك إجراءات الفحص والسلامة للوافدين إلى أراضي هذه الدول وتجهيز المطارات من الناحية الطبية لمواجهة أي تهديد وتجهيز المستشفيات على أعلى درجات الجاهزية وعقد الاجتماعات لوضع الخطط وإعلان حالات الطوارئ .... الخ.

أما الحوثي فالحماقة أعيت من يداويها، لم يسمح للعائدين من خارج الوطن بالدخول من المنافذ إلى المحافظات وإغلاقها بهدف منع خطر انتشار وباء الكورونا، تم رمي عوائل على الطرقات في العراء وقد وصل عدد العالقين في أحد المنافذ في رداع إلى 3000 مسافر بين رضيع وطفل وامرأة وشيخ وكهل.. والجنون أن الحال يفترض أن يستمر لمدة 14 يوما هكذا بلا مراكز إيواء، ولا سكن، ولا مراكز فحص وحجر صحي، ولا فريق طبي أو سيارة إسعاف.. أو حتى ظل!!

نتفق أن إجراء منع الدخول للمدن سليم وصحيح لكن ألا يفترض أن يسبق هذا الإجراء أو حتى يتزامن معه تجهيزات روتينية دنيوية مناسبة لحالة كهذه؟!! ماذا لو فعلاً كان هناك أحدٌ منهم مصابا بالكورونا فهذا يعني أن إمكانية انتشار المرض ستكون أكيدة، وهذا يعتبر بمثابة قنبلة موقوتة بين 3000 شخص في نفس المكان، ونحن هنا نتحدث عن منفذ واحد فقط فما بالكم ببقية المنافذ!! هل نصنف هذا التصرف باللامبالاة أو الاستهتار أو الحماقة أو ماذا؟

يا هؤلاء، نحن نتحدث عن عدد 3000 شخص لكل منفذ ولمدة 14 يوماً!! أين أنتم من الحديث عن المصلحة العامة؟!

بعد تعالي أصوات الناشطين الشباب للمطالبة بالحد من هذه المهزلة والالتفات لهذا الخطر تكرمت حكومة الحوثي بفتح بعض المباني الحكومية وحشرت الجميع حشر البعير في مبنى واحد وبداخل كل غرفة عشرين أو ثلاثين شخصاً والباقي في الممرات والسلالم، ولن ننسى هنا الحديث عن الحركة البطولية عندما قاموا بصرف البطانيات والوسائد (لبعض بعض) الأشخاص وصابون منتهي الصلاحية!! علماً أن هذه المباني أساساً تفتقر لأبسط مقومات الحياة...

الكورونا ليست الكارثة، فوالله بغبائكم هذا أنتم الكارثة... حكومة الأمر الواقع لم تُكلف نفسها حتى بتنظيف المباني وتجهيزها قبل إدخال المواطنين إليها، أضف إلى ذلك لا يتوافر في هذه المباني الماء سواء للشرب أو للحمامات والاستخدام اليومي، كما أنه كذلك لم يتم إخضاع هؤلاء المحتجزين للفحوصات الطبية اللازمة أو حتى توزيع الأفراد بشكل مجموعات للحد من أي خطر محتمل والحد من انتشار العدوى لأي مرض كان... كما أنه ممنوع خروج أي شخص من المبنى لأي سبب كان، ولم يوفروا حتى شخص في البوابة يتكفل بشراء احتياجات المحجوزين من الخارج!! الوضع كأنه زريبة حيوانات بمعنى الكلمة... على الأقل وفروا فرق طوارئ طبية ولو مجاملة... هذه أرواح آدمية.

وهنا من جديد تعود أصوات الشباب بحملات تطوعية لتوفير احتياجات إنسانية أساسية لهؤلاء العالقين من أغذية ومستلزمات أطفال وأدوية ضغط وسكر ومعقمات وأدوات نظافة وتطهير لهذه الأماكن والعديد من الاحتياجات الضرورية... الشباب أكثر وعياً ومسؤولية وأسرع في التصرف من طابور وزارات وحكومة مفروض أن تكون فاهمة واجباتها!!