العائدون من الخارج: حجرٌ صحي في العراء ومعاناة.. كالمستجير من الرمضاء بالنار

تقارير - Tuesday 31 March 2020 الساعة 09:44 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

خلال الثلاثين يوما الماضية، رسمت نقاط التفتيش التي يمر عبرها المسافرون العائدون من خارج الوطن، صورة مخيفة تضاف إلى الصور السابقة في التعامل المهين مع اليمنيين.

وقد كان للصور والفيديوهات التي تم تداولها من مناطق متفرقة، تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، سواء في رداع، أو تعز، أو صعدة، ردود فعل واسعة عكست حجم الكارثة.

ليس هذا وحسب، يقول أحد العائدين: الحوثيون لا يمزحون في موضوع الحجر، بعد 14 يوما في الحجر الصحي، شعرتُ أنهم كانوا سيقتلونني لو اتضح إصابتي بالفيروس. وأضاف، لهذا السبب لم يجد الفيروس طريقه إلينا حتى الآن.

يأتي هذا العجز في عدم القدرة على استيعاب هؤلاء، نتيجة لعدم اهتمام المليشيا والانهيار التام داخل مؤسسات الدولة.

على صعيد آخر يؤكد العديد من المهتمين بأنه لا يوجد أي اعتراض على فحص أي شخص جاء من خارج اليمن، بل إن المشكلة تكمن في الإجراءات وغياب الاحترازات الحقيقية.

أحد الذين ما زالوا محتجزين في إحدى نقاط رداع واسمه عبد الله علي، قال، "لو أن أمامي فرصة للهرب ما ترددت لحظة واحدة بسبب المعاملة اللا إنسانية التي تلقيناها". وأضاف، نحن في مكان مكتظ بمئات المسافرين لا يوجد أي حاجز بيننا، ولا توجد مرافق للنوم وغيره.

وأكد: لقد تركنا في العراء لا ماء ولا كهرباء ولا أماكن للنوم.

آراء حول العودة من عدمها

وفيما يرى الكثير أن طرفي الشرعية والحوثي يحاولان التنصل من المسؤولية، يرى البعض أن يظل العالقون في البلدان التي هم فيها حتى تنفرج الأمور. ولأن ذلك سيترتب عليه مصاريف والتزامات قد لا يستطيعون مواجهتها، فقد طرح البعض حلولا مؤقتة.

مسؤول الجالية اليمنية في سفارة اليمن بالقاهرة إبراهيم الجهمي، وبعد أن كثرت الشكاوى قال: إنه مع الرأي أن يظل العالقون في البلدان التي هم فيها حتى تفرج الأزمة، مؤكداً أن ذلك في صالحهم، خاصة في ظل غياب الإمكانات في اليمن لمواجهة أي حالة، لا قدر الله.

داعيا المسؤولين البحث عن حلول ولو لمدة شهر لهؤلاء العالقين خاصة الذين كانت لديهم حجوزات سابقة، مبينا أن ذلك يأتي من خلال رصد مبالغ رمزية وتوزيعها بعد التحري، بالتعاون مع المنظمات، مثل مركز الملك سلمان وغيره من الجهات المانحة.

تعز.. والحجر الصحي

السلطات في تعز هي الأخرى كانت غائبة، وحين تطوع مجموعة من الشباب حملوا على ظهورهم بدلات تابعة لمؤسسة حمود المخلافي الخيرية، التي لاقت استهجان الكثيرين.

مقابل ذلك لم تعمل السلطات الأمنية أدنى الاحترازات داخل المدينة بحسب المواطنين، بل إنها تتنفذ لنهب الباعة ومنع الزحام بصورة عشوائية.

تقول الناشطة نوال النعمان: "بكل وقاحة تمارس الجهات المختصة في تعز كذبها ومتاجرتها بمآسي الناس، وتستمر بابتزاز كل من يحاول مد يد العون لأبناء تعز".

وتضيف: هذه المرة باسم كورونا والسجناء على ذمة قضايا ديون وسرقة أو ديات، وذلك عقب تقدم إحدى المنظمات بمبادرة تتكفل من خلالها دفع المستحقات المالية التي يجب على بعض السجناء.

وتؤكد: لم يفرج عن أي سجين في تعز، خلافا لما تروجه بعض المواقع، وأن قصة الإفراج عن 240 سجينًا خبر لا أساس له من الصحة.

أما توفيق علي، مواطن عائد من المملكة يقول: الحقيقة لا أثق بأي طرف حتى الشرعية نفسها وهذا ما يجعل الناس تفر من النقاط وتتهرب عبر طرق غير رسمية.

عشرات الخروقات اليومية

في ذات السياق يبدو المواطن غير آمن على حاله ولا يثق بكل هؤلاء، بدليل أن لا أحد وخاصة الحوثيين التزموا بدعوات الأمم المتحدة التي أطلقتها؛ بوجوب وقف الحرب والتفرغ التام لمواجهة جائحة كورونا.. وذلك لا يعني سوى شيء واحد، وهو عدم تحمل المسؤولية الإنسانية قبل كل شيء، إلى جانب الخروقات اليومية من قبل المليشيا والتي ينتج عنها عشرات الضحايا.