وفاة 37 ألفاً و784 ألف إصابة بكورونا.. تطبيق ألماني يتعقب المخالطين وجهاز أمريكي يسرع الفحص

العالم - Tuesday 31 March 2020 الساعة 10:55 pm
نيوزيمن، وكالات:

اتسعت رقعة إجراءات العزل التام بهدف احتواء فيروس كورونا المستجد الذي حصد أرواح الآلاف حول العالم بينما يتواصل تفشيه بشكل متسارع في الولايات المتحدة.

وارتفع عدد الإصابات المؤكدة بكوفيد-19 حول العالم الثلاثاء إلى أكثر من 784 ألفا، و37 ألف وفاة.

ويواصل فيروس كورونا توسعه في أوروبا التي تحولت إلى بؤرة للوباء الذي أودى حتى الساعة بأكثر من 35 ألف شخص.

ورغم ظهور بصيص أمل من إيطاليا التي تأثّرت بشكل كبير بوباء كوفيد-19 الناجم عن الفيروس، إلا أن الإجراءات المشددة التي أبقت أربعين في المئة من سكان العالم معزولين في منازلهم امتدت لتشمل مزيدا من المدن والمناطق.

وانضمت موسكو ولاغوس إلى سلسلة المدن حول العالم التي خلت شوارعها من الحياة بينما كانت فيرجينيا وماريلاند وواشنطن آخر الولايات الأميركية التي أصدرت أوامر للسكان بالتزام منازلهم، لتشمل إجراءات العزل بشكل أو آخر نحو 75 بالمئة من الأميركيين.

ووصلت سفينة عسكرية طبية أميركية إلى نيويورك للتخفيف على منظومتها الصحية المنهكة.

ومن المقرر كذلك أن يبدأ تشغيل مستشفى ميداني أقيم في حديقة "سنترال بارك" في وقت لاحق الثلاثاء.

وواصل الوباء انتشاره في الولايات المتحدة جغرافيا، وبلغت حصيلة الوفيات 3000 من 163 ألف إصابة تم تسجيلها رسميا، في أعلى عدد من الإصابات يتم تسجيله في بلد واحد منها نحو 20 ألف إصابة جديدة خلال يوم واحد.

وسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتطمين المواطنين، مشيرا الى أن السلطات تكثّف توزيع المعدات الضرورية على غرار أجهزة التنفس ومعدات الوقاية الشخصية.

وعرض ترمب جهازا من انتاج شركة "أبوت" الأمريكيةقال إنه قادر على تشخيص الإصابة بكورونا خلال 5 - 165 دقيقة ويحمل اسم "Abbott ID NOW COVID-19".

لكنه حذر كذلك من "الأوقات الصعبة المقبلة خلال الأيام الثلاثين القادمة". وأقرّ باحتمال صدور أمر لجميع سكان البلاد بالبقاء في منازلهم.

وقال ترامب "نخاطر بكل شيء نوعا ما"، مشبها جهود احتواء كورونا المستجد بـ"الحرب".

تباطؤ في ايطاليا

وبعد أسابيع على العزل التام في إيطاليا، تظهر مؤشرات على أن الإجراءات الصارمة التي اتخذت تبطئ انتشار الوباء.

ورغم تسجيل 812 وفاة جديدة في البلاد خلال 24 ساعة لتصل إلى 11 ألفا و591، إلا أن عدد الإصابات ارتفع بنسبة 4,1 بالمئة فقط.

ومن المقرر أن تشهد إيطاليا دقيقة صمت في وقت لاحق الثلاثاء تكريما لضحايا الوباء.

إسبانيا تتجاوز الصين

وأعلنت إسبانيا كذلك عن 812 وفاة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة، لتتجاوز حصيلتها في الوفيات الصين حيث ظهر المرض أولا في ديسمبر.

ألمانيا.. تطبيق يتربص للفيروس

وفي ألمانيا أظهرت إحصاءات معهد روبرت كوخ الألماني للأمراض المعدية، الثلاثاء، أن عدد حالات الإصابة المؤكدة في البلاد ارتفع إلى 61913، كما قفز عدد الوفيات إلى 583 شخصاً.

وبحسب تلك الاحصاءات فقد ارتفع عدد الإصابات بواقع 4615 حالة مقارنة باليوم السابق، فيما قفز عدد الوفيات بواقع 128 حالة وفاة.‭‭ ‬‬

تطبيق ذكي لرصد المخالطين للمصاب

إلى ذلك، تستعد ألمانيا لتدشين تطبيق للهواتف الذكية في غضون أسابيع للمساعدة في تتبع تفشي الفيروس المستجد، وذلك بعد ظهور إجماع سياسي كبير على أن اعتماده، على غرار ما حصل في سنغافورة، دون انتهاك خصوصيات الناس.

واتفقت الاحزاب الالمانية على أنه سيكون من المفيد والمقبول أن يجري تتبع "المصافحة" التي تتم عن كثب بين الهواتف الذكية من خلال البلوتوث.

ويشبه ذلك التطبيق المقترح تطبيق تريس توجيزر في سنغافورة، الذي يسجل مثل تلك المخالطات في الفترة الأخيرة على الهاتف الذكي.

وفي حالة ثبوت إصابة صاحب الهاتف الذكي بكوفيد-19 يمكن تنزيل هذه البيانات ليتسنى لفرق التتبع التواصل سريعاً مع الأشخاص الآخرين الذي اقتربوا من الشخص المصاب و المعرضين للإصابة المحتملة بالمرض.

إلى ذلك، قال معهد فراونهوفر للاتصالات السلكية واللاسلكية، ومعهد هاينريش هيرتز "نحن على يقين أن بوسعنا إتاحة التطبيق في غضون الأسابيع المقبلة".

قلق صيني من الاصابات الوافدة

وبينما تراجعت بشدة أعداد حالات العدوى المحلية في الصين، تشعر السلطات بالقلق من الحالات بين الوافدين الذين يصابون بالمرض في الخارج.

وكثفت عمليات الفحص الطبي وإجراءات العزل، كما قلصت عدد الرحلات الجوية الدولية ومنعت دخول معظم الأجانب.

وتأتي هذه الإجراءات بعد ان رفع الوافدون من خارج البلاد مجددا عدد الإصابات بفيروس كورونا في الصين، عقب تراجع الأعداد على مدى أربعة أيام، بحسب ما أفادت السلطات المحلية الثلاثاء.

وأوضحت لجنة الصحة الوطنية أنه تم رصد 48 إصابة جديدة في البر الرئيسي أمس الاثنين ارتفاعا من 31 في اليوم السابق.

وجميع الإصابات الجديدة كانت لأشخاص قادمين من الخارج ليرتفع إجمالي عدد الإصابات الوافدة إلى 771 .

وذكرت اللجنة أنه لم يتم تسجيل أي إصابات محلية جديدة يوم الاثنين.

ضغط على المنظومة الصحية

ورغم الضغط الذي تعاني منه منظومة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، أعلن ترامب أنه سيأمر بإرسال المزيد من المعدات الطبية إلى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا.

الصحة العالمية.. تصريح "مقلق" جديد

والثلاثاء، قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية إن الوباء "أبعد ما يكون عن الانتهاء" في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

وأوضح المدير الإقليمي لمنطقة غرب المحيط الهادي في المنظمة تاكيشي كاساي، أن الإجراءات الحالية لكبح انتشار الفيروس "تمنح فقط بعض الوقت للدول للاستعداد لانتقال واسع النطاق للعدوى".

وقال كاساي في إفادة إعلامية عبر الإنترنت، إنه "حتى في ظل كل تلك الإجراءات، فإن خطر انتقال العدوى في المنطقة لن يزول ما دام الوباء مستمرا".

وأضاف أنه "ينبغي على الجميع الاستعداد لانتقال واسع النطاق للعدوى".

وحذر المسؤول الدولي الدول التي تشهد انخفاضا في عدد الحالات من التراخي، و"إلا فإن الفيروس قد يعود مجددا".

وتأتي تحذيرات كاساي في ظل تدابير وقائية مشددة تتخذها معظم دول العالم، بدءا من إغلاق الأقاليم والمدن وانتهاء بوقف الدراسة ومنع التجمعات.

مواجهة الركود الاقتصادي

ولا يزال قادة العالم الذين أصيب عدد منهم بالمرض أو أجبروا على الخضوع للحجر الصحي، يبحثون عن وسائل للتعامل مع أزمة تتسبب بهزّات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.

وخلّفت إجراءات الإغلاق ملايين العاطلين عن العمل حول العالم بينما دفعت الحكومات للمسارعة الى وضع خطط ضخمة لتحفيز الاقتصادات.

وتوقع خبراء في ألمانيا، أكبر قوى اقتصادية في أوروبا، بأن يتسبب الفيروس بانكماش إجمالي الناتج الداخلي للبلاد هذا العام بنسبة تصل إلى 5,4 بالمئة.

وحذّر البنك الدولي من أن التداعيات الاقتصادية للجائحة "قد توقف عجلة النمو في الصين وتزجّ بالملايين من أهالي شرق آسيا بالفقر".

في حين ناقش ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إمكانية قيام "تعاون وثيق" بين بلديهما لمكافحة كوفيد-19 وناقشا التراجع الكبير الذي شهدته أسعار النفط في اتصال هاتفي الاثنين، بحسب الكرملين.

وتعمل حكومة بوتين جاهدة على التعامل مع تفشي الفيروس في البلاد، إذ حض الرئيس الروسي سكان موسكو على احترام العزل التام الذي أدى إلى إغلاق جميع المتاجر غير الأساسية وترك الساحة الحمراء الشهيرة في موسكو خالية تماما.

وقالت مصممة مواقع على الإنترنت تدعى آنا (36 عاما) إن العزل التام سيكون صعبا عليها وعلى ابنتها البالغة خمس سنوات. وقالت لوكالة فرانس برس لدى خروجها لشراء الخبز "لكنني أخشى أن تمرض أرينا (ابنتها). ولذلك، سأمتثل للحجر بكل تأكيد".

وتتسبب إجراءات العزل التام بصعوبات في أنحاء العالم تتجسّد بشكل أكبر في المدن الفقيرة في إفريقيا وآسيا.

وانضمت كبرى مدن القارة السمراء لاغوس الاثنين إلى سلسلة المدن التي فرضت على سكانها التزام منازلهم، إذ أصدر الرئيس النيجيري محمد بخاري أمرا بفرض عزل تام مدته أسبوعين على سكانها البالغ عددهم 20 مليون نسمة. وطُبّقت الإجراءات ذاتها في العاصمة أبوجا.

ورأى الطالب عبد الرحيم (25 عاما) بينما كان يساعد شقيقته في بيع الأطعمة في أحد الأسواق أن "أسبوعين مدة طويلة جدا. لا أعرف كيف سنتعامل مع الأمر".

كما بدأت زيمبابوي التي تعاني من نسبة فقر عالية، تطبيق عزل تام لمدة ثلاثة أسابيع.

وقالت بائعة الخضار إيرين رويسي في بلدة مباري، مشيرة الى أحفادها الأربعة، "يجب إطعامهم، لكن لا يوجد شيء للأكل". وأضافت "كيف يتوقعون منا أن نعيش؟".