مراقبون: قرار السعودية سيعيد ترتيب قواعد اللعبة السياسية باليمن

مراقبون: قرار السعودية سيعيد ترتيب قواعد اللعبة السياسية باليمن

السياسية - Saturday 08 March 2014 الساعة 08:52 pm

عقيل الحلالي (صنعاء) ـ آ قال مراقبون يمنيون إن إعلان المملكة العربية السعودية الجمعة، جماعة الإخوان المسلمين وجماعة آ«الحوثيينآ» وتنظيم القاعدة وجماعات أخرى منظمات إرهابية آ«سيعيد ترتيب قواعد اللعبة السياسية في اليمنآ». والإخوان المسلمون جماعة دينية سنية مؤثرة شعبيا في اليمن منذ عقدين وحزبها السياسي آ«التجمع اليمني للإصلاحآ» شريك أساسي في الحكومة الانتقالية منذ أواخر نوفمبر 2011، فيما تعد جماعة الحوثيين المسلحة في الشمال مكونا رئيسيا في العملية السياسية الانتقالية التي تدعمها بقوة المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج العربية. وقال الصحفي اليمني والخبير في الشؤون الإعلامية، حمدان الرحبي، لـ (الاتحاد)، إن إعلان المملكة العربية السعودية آ«سيعيد ترتيب قواعد اللعبة السياسية في اليمنآ»، معتبرا أن الدعم السعودي بكل ثقله آ«سينصب في المرحلة المقبلة على حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالحآ» الذي يمتلك نصف حقائب الحكومة الانتقالية. وذكر أن المملكة العربية السعودية تلعب دورا رئيسيا في اليمن منذ عقود، وقرارها بإعلان جماعتي آ«الإخوانآ» وآ»الحوثيينآ» تنظيمين إرهابيين آ«لحظة مفصليةآ» في تاريخ هذا البلد المضطرب منذ اندلاع حركة الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011. وقال إن حزب الإصلاح الذي يصنف ثاني أكبر الأحزاب السياسية في البلاد بعد حزب آ«المؤتمر الشعبي العامآ» الذي يرأسه صالح آ«مُخير بين إعلان فك ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين أو الوقوع تحت طائلة القرار السعوديآ». وكان رئيس حزب الإصلاح، محمد اليدومي، نفى قبل أسابيع ارتباط حزبه بجماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر في عشرينيات القرن الماضي وامتدت خلال عقود إلى أقطار عديدة قبل أن تصل إلى السلطة في بعض البلدان العربية بعد احتجاجات شعبية اندلعت في العام 2011. ويرى مراقبون سياسيون يمنيون أن حزب آ«الإصلاحآ»- المعروف منذ تأسيسه في سبتمبر 1990 كذراع سياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن- آ«سيتأثر إلى حد كبير بقرار السعوديةآ» التي كشف تقرير صحفي يمني نُشر العام الماضي عن تقديمها مساعدات مالية منتظمة لأفراد وأحزاب يمنية من بينها حزب الإصلاح. إلا أن أسامة غالب، رئيس تحرير صحيفة الناس اليمنية الأهلية والمقربة من حزب الإصلاح، قال لـ(الاتحاد)، إن الإصلاح لن يتأثر سلبا بقرار المملكة العربية السعودية آ«لأنه حزب سياسي نشأ في الداخل بعيدا عن تأثيرات الخارج وينفي صلته بجماعة الإخوان المسلمينآ». وذكر أن آ«حزب الإصلاح مشارك في السلطة وله قاعدة جماهيرية عريضة ومن مصلحة السعودية أن تكون لديها علاقة جيدة مع الحزبآ» الذي قال إن بعض قياداته مرتبطة بآ»علاقة تاريخيةآ» مع المملكة. وقال غالب إن آ«تكوينة حزب الإصلاح مختلفة تماما عن جماعة الإخوان المسلمين، وإذا حاولت السعودية استعدائه إلى جانب الحوثيين والقاعدة فإنها تكون قد سلمت اليمن إلى إيران على طبق من ذهبآ». وأبدى مخاوفه من أن تمارس السعودية ضغوطا على الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي من أجل شن آ«حروب ضد الجماعات الإرهابية التي أعلنتهاآ»، مشيرا إلى أن هادي سيكون في حينه مخير بين فتح جبهات قتال جديدة أو الاستغناء عن الدعم السعودي آ«وهما خياران أحلاهما مرآ». لكن الكاتب والصحفي اليمني، أحمد غراب، حذر من تبعات آ«أن يضحي اليمن بالدول الخليجية الكبيرة من أجل أيدلوجية حزب الإصلاح الذي يجب أن يكون مرنا في التعامل مع المعطيات الجديدةآ». وأضاف لـ (الاتحاد): آ«ليس المطلوب في الوقت الراهن أن يخسر اليمن بسبب قرار سياسي متهورآ»، مؤكدا أن حزب الإصلاح آ«أمام تحد حقيقي لإثبات أنه حزب مغاير لتنظيمات جماعة الإخوان في العديد من الدول العربيةآ». وذكر أن استمرار العملية الانتقالية بقواعدها الحالية آ«يعود لحزب الإصلاح نفسه ومدى تعامله في الفترة القادمة مع معطيات قرار السعودية في الاستمرار مع التحالف الوثيق مع دولة قطر والارتباط بقيادات التنظيم الدوليآ». ودعمت قطر حركة الإخوان المسلمين في اليمن إبان الحركة الاحتجاجات الشعبية في 2011 التي أجبرت الرئيس السابق على التنحي بداية 2012 بعد قرابة 34 عاما من حكم البلاد. وقال الباحث اليمني، نبيل البكيري، الذي يرأس المركز العربي للأبحاث ومركزه في صنعاء، إن قرار السعودية يأتي في سياق الأزمة الخليجية الداخلية بعد سحب الإمارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين سفرائها من قطر يوم الأربعاء الماضي. واستبعد البكيري في حديث مع (الاتحاد) أي آ«تداعيات سلبية كبيرةآ» على حزب الإصلاح جراء قرار السعودية الذي قال إعلاميون إصلاحيون إنه آ«سيستفزآ» جماعة آ«الحوثيينآ» التي تسيطر على مناطق واسعة في الشمال على الحدود مع المملكة. لكن ممثل آ«الحوثيينآ» في الحوار اليمني، علي البخيتي، قال لوكالة آ«خبرآ» اليمنية الأهلية، إنه لا يعتقد أن يلحق القرار السعودي آ«أي ضرر بالحوثيين لعدم وجود علاقات وزيارات بينهماآ»، معتبرا في الوقت ذاته الموقف السعودي تجاه جماعة الإخوان المسلمين آ«طبيعياآ»، لانسجامه مع التوتر القائم بين المملكة والإخوان. وقال البخيتي إن آ«الضرر سيطال في المقام الأول جماعة الإخوان المسلمين سواء كانوا قيادات أو أفراداآ». وكانت السعودية خاضت مواجهات ضارية ضد جماعة آ«الحوثيينآ» في العام 2009 بعد أن أدى تسلل عناصرها المسلحة الى اكبر تعبئة داخل الجيش السعودي منذ حرب الخليج 1990. آ  آ