شحة التمويل وعراقيل الحوثي تغلق برامج مساعدات دولية في اليمن

إقتصاد - Wednesday 08 April 2020 الساعة 10:52 am
عدن، نيوزيمن، تقرير خاص:

أعلنت منسقية الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، أنها بصدد تخفيض أو إغلاق 31 برنامجًا في اليمن خلال شهر أبريل الجاري ما لم تتلق التمويل بشكل عاجل.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية الأممية في اليمن ليز غراندي، في بيان حصل (نيوزيمن) على نسخة منه، "سيتم خفض أو إغلاق 31 برنامجا من أصل 41 برنامجا إنسانيًا رئيسيًا تابعًا للأمم المتحدة خلال شهر أبريل، ما لم يتم تلقي التمويل لها بشكل عاجل".

ووفقا للبيان لا يزال اليمن أسوأ كارثة إنسانية في العالم.. حيث يحتاج ما يقرب من 80 في المائة من السكان إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية.

وأكدت المنسقية الأممية الإنسانية، في بيانها، أن نحو عشرة ملايين شخص على بعد خطوة من المجاعة وأن 7 ملايين شخص يعانون من سوء التغذية (المجاعة)، موضحة ان ما يقرب من 14 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية كل شهر.

وكانت دول ومنظمات مانحة لوحت بوقف دعمها للبرامج الإنسانية في اليمن جراء عراقيل تضعها ميليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- فضلا عن فرضها

ضريبة بنسبة 2 % على مشاريع المساعدات، وإجراءات جديدة تمكنها من التحكم بآلية توزيع تلك المساعدات وتسخير جزء كبير منها للمجهود الحربي للحوثيين.

وسبق واتهم برنامج الأغذية العالمي ميليشيا الحوثي بنهب نسبة كبيرة من الإغاثة الدولية وعلق نشاطه لعدة أشهر في مناطق الانقلاب.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيزلي منتصف العام الماضي، إن ميليشيا الحوثي تنهب نحو 33% من حجم المساعدات التي يقدمها البرنامج للمحتاجين في مناطق سيطرتها.

واتهم “بيزلي” الميليشيا بمنع فرق برنامج الغذاء العالمي من الوصول إلى محافظة صعدة، وبعض مناطق سيطرة الميليشيا؛ لإيصال المساعدات للمستفيدين.

وأكد “بيزلي” في جلسة مجلس الأمن حول اليمن التي عُقِدت منتصف يونيو 2019 أن برنامج الغذاء العالمي يملك الأموال لمساعدة المحتاجين في اليمن، لكنّ الحوثيين يعرقلون نشاطه.

وقال إنه تمت مراجعة 7 مراكز لصرف المساعدات الإنسانية في صنعاء، واتضح أن هناك مستهدفين لم يحصلوا على حصتهم، رغم وجود توقيعاتهم في كشوف صرف المساعدات.

ولوَّح “بيزلي” بتعليق مرحلي للمساعدات؛ ما لم تعمل الميليشيا على إيقاف نهب المساعدات وتحويلها للمجهود الحربي.

وقال “بيزلي”: هم يعلمون أن الأطفال يموتون من الجوع، ويسرقون اللقمة من أفواه الجياع"، مشيراً إلى أن برنامج الغذاء العالمي بعث رسالة إلى زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، وطالبه بتسهيل مهمة برنامج الغذاء العالمي غير أنه لم يلمس تجاوباً.

وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، هدد بوقف توزيع المواد الغذائية في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي؛ بسبب عدم وصول المساعدات للمحتاجين.

وبعث ديفيد بيزلي رسالة في مايو الماضي إلى زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي بيّن فيها امتعاضه، إزاء اختلاس مساعدات غذائية وتحويل مساراتها في مناطق سيطرة الميليشيا.

وعلى صلة عقدت الدول المانحة والمنظمات الإغاثية اجتماعا منتصف فبراير الماضي في بروكسل، ولوحت بوقف برامجها الانسانية في مناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين، اذا استمرت ميليشيا الحوثي بفرض عراقيل امام العمل الانساني.

واضطرت ميليشيا الانقلاب لالغاء نسبة الضريبة لكنها ما تزال تماطل في ايقاف تدخلها في توزيع المساعدات وتحديد أنشطة ومشاريع العمل الإنساني للمنظمات الدولية.

وبينما استمرت المنظمات الأممية والدولية في عملها بعد رفع الضريبة المستحدثة، اتجهت الولايات المتحدة التي تعد من كبار المانحين نحو تقليص مساعداتها الإنسانية لليمن.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستمضي قدما في خطط لتقليص جانب كبير من المساعدات الإنسانية لليمن، اعتبارا من نهاية مارس الماضي".

وأضافت، نقلا عن مسؤولين في الإدارة الامريكية، إن هذه الخطوة تهدف إلى دفع الحوثيين إلى رفع قيود جعلت من الصعب على هيئات الإغاثة العمل في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وتابع المسؤولون الامريكيون قائلين "رغم تراجع الحوثيين عن بعض القيود، مثل فرض ضريبة بنسبة 2% على جميع المساعدات، فإن ثمة قيودا أخرى لا تزال سارية، كالتأخير في منح تصاريح السفر".

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أن تقليص المساعدات سيحدث في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون فقط. وأضافت الصحيفة إن عمال الإغاثة يحذرون من أن خفض المساعدات قد يكون كارثيا، وسط مخاوف من تفشي فيروس كورونا في اليمن.

يذكر أن الولايات المتحدة قدمت العام الماضي أكثر من 740 مليون دولار، للعمليات الإنسانية في اليمن.