عبد الكريم الرازحي.. ضمير الناس وحامل لواء الإبداع والدهشة (الحلقة الرابعة)

متفرقات - Thursday 09 April 2020 الساعة 08:26 am
نيوزيمن، محمد القعود:

17

من يتأمل صور الرازحي التي قام بالتقاطها ونشرها، سيجد فيها الكثير والكثير من التفاصيل والملامح والمشاهد والأشياء والتعابير والمعاني الناطقة بلسان الأمكنة والإنسان والكائنات، التي تسرد مساردها الخاصة والعامة وحكاياتها العميقة والموجزة والبليغة في كلامها، وبلاغة جُملها وصورها.. بلغة فصيحة الإحساس، مؤثرة الأسلوب، شجية الوقع، عميقة الأثر، جليلة المعنى، صادقة الخطاب، وسامية الهدف.. وعلاقتها وتداخلها مع محيطها وبيئتها.

إن تأمل تلك الصور البديعة ومشاهدتها يعد بمثابة جرعة مناعة شافية، كافية لكل أمراض المدينة وسلبياتها وأوبئة جدران وأسوار وغرف الاسمنت وسلبيات تغلغل ذلك التشوّه والتلوث البصري الذي صار سمّة للمدينة في هذا العصر.

أجزم أن كل من شاهد ويشاهد صور الرازحي لأول وهلة، وتأملها سيشعر باندلاع الحنين من كل حناياه وأعماقه وخاصة من ولد وقضى فترة من طفولته أو شبابه، في القرية أو الريف اليمني بصورة عامة.. وسيجد نفسه مشدوداً إلى أمكنه مبثوثة في أقاصي الذاكرة، وإلى أيام مضت وطوت معها ذكريات وحكايات وسنوات من مراحل العمر الأولى المثقلة بكل ما هو جميل ورائع ونقي وبسيط، وحياة عنوانها السعادة والمحبة والسلام والبساطة.

>> عبد الكريم الرازحي.. ضمير الناس وحامل لواء الإبداع والدهشة (الحلقة الثالثة)

أما من لم يعرفوا حياة القرية اليمنية، وتفاصيلها، ولم يعرفوا حقيقتها وعوالم الريف ومكاناتها فإنهم عند مشاهدة تلك الصور سيجدون في أنفسهم رغبة شديدة وملحة لزيارة الريف، والتجوال بين قراه وحقوله ووديانه والغوص في محيطه وتفاصيله وعالمه الفاتن والامتلاء به وغسل أعماقهم بنقاء وصفاء وروعة جمال القرية وسحر الريف وطبيعته الخالية من مخلفات وسلبيات المدينة الضّاجة بالقلق والأنانية واللهاث والصراع والعزلة والصقيع العاطفي والقطيعة وتضخم الأناء و"الانوات" بين أفرادها وفئاتها..!!

18
* أمنيات
عندما يتعافى الوطن وتنقشع من سمائه ومن أرضه وواقعه كل غيوم الحزن وتلال المواجع وتندحر كل النوايا السيئة والمصالح السوداء وينتصر على الخراب والدمار والصراع وتلتئم الجروح وتصحو الضمائر، وتذوي وتسقط مشاريع الكراهية والتمزيق والسيناريوهات القاتمة والمتآمرة والحاقدة على هذا الوطن العظيم، أتمنى من كل قلبي أن تبادر الجهات المعنية والمهتمة بالبيئة والريف والسياحة والتراث والثقافة والإعلام والزراعة والآثار والمدن والمعالم التاريخية وكل المهتمين إلى العمل والإسهام في التالي:

1- إقامة معرض فوتوغرافي كبير، في العاصمة وفي عواصم المحافظات وعرض الصور الفوتوغرافية التي يتم اختيارها من تلك المجموعة الكبيرة التي قام بتصويرها الرازحي وذلك حسب نوعها، صور للأمكنة والبيوت والمباني والأسواق والقلاع والحقول والبساتين المناظر والمعالم الطبيعية والسياحية والتاريخية، وفنون العمارة وحياة أبناء الريف والقرى اليومية وأعمالهم المختلفة وخاصة في مجال الزراعة، والحرف الشعبية، وصور ومشاهد ولقطات معبرة عن الناس وحياتهم وممارسة انشطتهم المختلفة، وصور ومشاهد ولقطات معبرة لها دلالاتها ومضامينها ومواضيعها، التي تقدم رؤى وزوايا جمالية وفنية وفق تصوّر مصوّرها وفكرة تكوينها..على أن يتم اختيار الصور التي سينظمها المعرض وفق شروط ومعايير فنية محددة، وحسب مجالات تنوعها وأقسامها المختلفة في أجنحة المعرض.

2- توثيق الصور الفوتوغرافية التي قام بتصويرها الرازحي واختيار ما ينشر ويطبع منها، في وسائل الإعلام المختلفة.

3- نشر كتاب لمجموعة من تلك الصور، وطباعته بما يناسب مضمونه من حيث الورق وفرز الألوان، والتعريف المختصر بمضمونه وصوره باللغة العربية وبعض اللغات وخاصة الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وتوزيع ذلك الكتاب داخل وخارج اليمن، بما يسهم في التعريف بتلك الأمكنة والترويج السياحي لها.

4- إنشاء موقع إلكتروني في النت أو مدونة فوتوغرافية أو صفحات خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، لعرض الصور وإتاحة الفرصة للاطلاع عليها، وجعلها نافذة متخصصة للمهتمين بالتصوير الفوتوغرافي وصور الطبيعة والتراث والسياحة.. إلخ.

5- اختيار مجموعة متنوعة من تلك الصور وطبعها ونشرها في أقراص إلكترونية "C.D" وتوزيعها على المكتبات وإهداء نسخ منها لمكتبات المؤسسات الثقافية والعلمية والمختصة.

6- قيام القنوات التلفزيونية الفضائية المحلية، بعرض وبث مشاهد من تلك الصور ضمن فقرات برامجها، كمساهمة منها في إبراز الكثير من المعالم الطبيعة والساحرة للقرى والريف اليمني.

7- مبادرة كل محافظة من المحافظات التي زارها الرازحي وطاف قراها وريفها إلى توثيق ما تم تصويره عنها، وإقامة معرض خاص به لتسهم بذلك كل محافظة في التعريف بما تمتلكه قراها من معالم وأماكن طبيعية وسياحية وتاريخية فاتنة وخاصة بين أبناء المحافظة الواحدة الذين لا يعرفون الكثير عن قرى ومديريات محافظتهم.

8- نشر وطبع صور الرازحي المختارة واستخدامها كصور بطاقات وملصقات وكروت وتقاويم سنوية.

9- أتمنى من الشاعر الكبير عبدالكريم الرازحي، أن يقوم بإعداد وكتابة كتاب (من جزء أو عدة أجزاء) ينشر فيه يوميات رحلاته، وما صادفه فيها من مواقف، وما وجد فيها من حكايات وقصص ومروريات، ومعارف، نشر الصور التي التقطها وكان لكل منها حكاية، وقصة... إلخ، وذلك بأسلوبه الأدبي الممتع والمبدع والذي سيكون تجربة جديدة في مسار كتاباته وإبداعاته.. وليكن بذلك من أوائل الأدباء اليمنيين الذين يرفدون المكتبة اليمنية بمثل هذه الإصدارات النوعية والمميزة.

ولعل هناك جهة ثقافية جادة أو بعض المهتمين يبادرون إلى الالتزام بطباعة هذا الكتاب وتشجيع مؤلفه على سرعة إنجازه وإعداده وتقديمه للطباعة..!!

*من صفحة محمد القعود على الفيسبوك