في الذكرى الأولى لأحداث "ذودان".. الشرعية من جبال العود إلى ضفاف النيل ملطخة بالعار التاريخي(1)

تقارير - Thursday 23 April 2020 الساعة 11:47 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

في العود كانت قد تجلت إحدى المشاكل العويصة داخل الشرعية وهي الصراعات بين معسكراتها والتي وصلت حد الاشتباكات والمعارك العنيفة. وفي لحظات المعركة الحاسمة وقبلها تبين بأن هؤلاء ليس إلا ناهبين وقطاع طرق ولصوص الرواتب والنقاط، بعيدا عنهم كل معاني الوطنية والشرف العسكري.

أحدهما أراد أن يجعل من معسكره أمبراطورية شخصية ومجدا مبنية على النهب وتقاسم الغنائم مع الوجاهات ومشايخ القبائل، وإقامة العلاقات المتناقضة مع كل الأطراف، وحين تفاجأ بأن الخيط مع مأرب قد انقطع، انصدم من هول الفاجعة، بعد أن كان قد كذب واستبعد خبر الإقالة وسخر من هذا.

لم يكن الاعتصام المناوئ لهذا القائد قد نجح ولا نسبة 2% من إظهار فضائح هذا القائد. كما فضح نفسه بمحاولته جمع القبائل حوله والاستقواء بهم للبقاء في المعسكر، وأخيرا مغادرة بطريقة تعبر عن شخص تعامل مع المعسكر والمنطقة كاقطاعية تتبعه وليس كقائد وطني ورجل دولة، بإمكانه أن يسلم كل ما بيده إلى قائد آخر متمنيا له النجاح في هذه المخاطر ويخلد إلى الراحة. هذا فيما لو كان وطنيا وخاض المرحلة بهذه الذهنية -حسب ما يدعي البعض-، لكنه يعي بأنها لم تكن إلا فرصة للنهب والسلب وتقاسم الفساد وصنع التسلط الشخصي.

وبالتالي فإن قرار الإقالة أظهره على حقيقته كرجل عصابة، وهذا من خلال ما قام به من التصرفات الواضحة، ناهيك عن التصرفات الغامضة والأحداث المشكوك بها.

بدأت الحرب بهذا الظرف الخطير، التغيير المفاجئ لقائد معسكر بنقطة تماس، كان الرجل خلال سنوات قد تشرب شيئا من جنون العظمة، أو بالأقل الشعور الكبير بالأهمية وبأنه قد تسلق المجد الذي لن يخرج منه بهذه السرعة، وانتشى بشهوة ممارسة السلطة والنفوذ وإدارة تناقضات العلاقات الاجتماعية والسياسية حسب قواعد هشة.

قائد المعسكر الآخر الذي كان يقع فيما بعد، أي أبعد عن نقطة التماس واقرب إلى الجنوب، انه لمن سوء حظه بأن تغيير خصمه جاء في مرحلة لا تسمح له بأن يشفي غليله بهذا الخصم الذي طالما كان العداء كبيرا وسالت فيه الدماء، وأيضا هكذا فقدوا الشعور بلذة الانتصار من قادوا الاعتصام. انهدم المعبد فوق رؤوس الجميع، بعيدا عن من هدم ولصالح من؟ فلم يصمد هذا القائد بمعسكره فسرعان ما التهمه الحوثي وفر هذا القائد.. شعر الجنوبيون أنهم أمام خديعة من الشمال وبدأت المعارك الحقيقية بين الحوثيين والجنوبين كمعارك عسكرية معقدة، نستطيع بأن نقول حركة فتية تواجه حركة فتية، ومعارك حامية تنبئ عن قوة واندفاع وبطولات للطرفين، بخلاف المعارك مع معسكرات الشرعية التي لم تكن للحوثي إلا بمثابة مسرحية عسكرية.

تحارب الشرعية بالإعلام والفيس بوك، وتبني جيوشا ضخمة من كشوف واعتمادات، وتصنع من من الوهم أبطالا وانتصارات، يتبخر كل هذا بلحظة. تظن أنها بالكيد والدعايات والمؤامرات ستحقق من تريد، وليس غير الخيبة شيء تحققه.

هكذا تدار العملية داخل الشرعية من أعلى مستوى إلى مستوى معظم قادت المعسكرات.. وهكذا كان الأمر بالعود، وهكذا انتقل القائدان إلى مصر مخلفين وراءهما ملفات من الفضائح والفساد والعجز كما هي منجزات وحياة كل مخلفات الشرعية وعجائزها.

يتبع..

ملاحظة: تحاشيت ذكر أسماء القائدين لأنهما معروفان، ولأن الأسماء مع اللقب قد تولد حساسية بالنسبة للقبائل الذين ينتمون إليها، ولأن الموضوع أكبر من أنه شخصي أو قبلي أو منطقي، فالقضية هي قضية الشرعية أولا وأخيرا وإدارتها المرتعشة لكل الملفات.