الفشل واحد والمصيبة واحدة.. سيول الأمطار تفضح سلطات ما بعد 2011

تقارير - Saturday 25 April 2020 الساعة 01:21 am
صنعاء، نيوزيمن، أحمد فؤاد:

من صنعاء إلى مأرب شرقاً، مروراً بمحافظة شبوة ثم عدن جنوباً، جمع إهمال السلطات القائمة بمختلف مسمياتها، بل وغيابها كلياً، جمع هموم اليمنيين ووحد معاناتهم، وما كوارث سيول الأمطار الأخيرة إلا خير شاهد على أن الهمّ واحد والمصيبة واحدة.

وفيما كان مواطنون في صنعاء يطلقون تحذيرات لسكان العاصمة صنعاء إثر هطول أمطار غزيرة في ضواحي العاصمة صنعاء، للابتعاد عن مجاري السيول وعدم السير في الأنفاق وسوائل تصريف السيول، كان نشطاء مليشيا الحوثي- الذراع الإيرانية في اليمن- يقدحون في مشروع سائلة صنعاء الذي يجمع مياه الأمطار ويحتضن سيول الجبال المحيطة من جنوب العاصمة وحتى شمالها.

ورغم أن سيول الأمطار التي تدفقت إلى العاصمة صنعاء من مناطق خولان وسنحان باتجاه مديريات السبعين والصافية وأحياء شميلة والخفجي وشارع خولان، تعد هذه السيول، حسب سكان صنعاء، هي سيول أمطار موسمية اعتيادية، إلاّ أن الإهمال الذي تعرضت له قنوات تصريف سيول الأمطار، وتراكم مخلفات البناء في الشوارع العامة، وتكدس اكياس ومخلفات القمامة، وتعطيل وظائف الكثير من مؤسسات الدولة المعنية، كل هذه العوامل، جعلت من سيول الامطار الموسمية في صنعاء، فيضانا مدمرا ملحقا أضرارا مادية جسيمة بعدد من منازل وممتلكات ومتاجر مواطنين.

وكشفت مصادر في مؤسسة المياه والصرف الصحي وقوع أكثر من 300 حادثة انسداد لشبكة الصرف الصحي وقنوات سيول الأمطار في عدد من شوارع وأحياء العاصمة صنعاء، وذلك بفعل الأتربة ومخلفات البناء والقمامة، وفي محافظة صنعاء تسببت سيول الأمطار في قطع عدد من الطرق وجرف أراضٍ زراعية بمختلف مديريات المحافظة. بالإضافة إلى نفوق عشرات الأغنام.

نازحون في طريق السيول بمأرب

وفي محافظة مأرب الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) في إطار الحكومة الشرعية، توفي 3 أطفال وأصيب العشرات حينما داهمتهم سيول الأمطار في مخيم للنازحين هناك.

وبث ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لسيول الأمطار وهي تجرف في طريقها منازل تبدو مبنية حديثا في طريق السيول، واجتاحت السيول شمال مدينة مأرب وأدت إلى تهدم منازل وجرف مخيمات للنازحين وسيارات وحاويات في أحياء الروضة والشبواني.

واكتفى نشطاء موالون للسلطات القائمة في مارب بالحديث عن أن هذه السيول غير مسبوقة، متحاشين الإشارة إلى وظيفة السلطات في حماية السكان، وكيف تم السماح لهم ببناء المنازل وتشييد المخيمات للنازحين في طريق سيول الأمطار؟

إلى مدينة عدن، ثغر اليمن الباسم، لم يكن الوضع بأحسن حالا منه في صنعاء ومأرب، حيث خلّفت الأمطار الغزيرة هناك خسائر بشرية وأخرى مادية.

وافادت المصادر بوفاة وإصابة أكثر من 10 أشخاص وتضرر عشرات المنازل انهيارا كاملا وجزئيا، وغمرت السيول عددا من الشوارع في مديرية كريتر وجرفت مركبات وعطلت منظومة الكهرباء الأمر الذي فاقم معاناة السكان هناك.

وبث ناشطون على شبكات التواصل مقطع فيديو يظهر مجموعة من شباب عدن وهم يغامرون لإنقاذ مسن جرفته السيول.

سيول مميتة وسجالات سياسية

وبدلاً من حشد الطاقات لإغاثة أبناء عدن وتقديم العون والمساعدة، سارع نشطاء من جماعة حزب الإصلاح والحكومة الشرعية المتواجدة خارج اليمن، سارعوا لمحاولة تحقيق نقاط إعلامية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، موجهين اتهامات ضمنية لهذا الأخير بـ"التخاذل عن أداء مهامه تجاه المواطنين"، وذلك على الرغم من أن الانتقالي لا يسيطر على القطاع الإيرادي في محافظة عدن أو غيرها.

وفي سياق التوظيف السياسي للكوارث، جاء صوت المعيّن من مليشيا الحوثي محافظا مفترضا لمحافظة عدن، طارق مصطفى سلام، معرّضاً بالأنظمة السابقة والحالية، وحذّر طارق مصطفى سلام من وقوع كارثة إنسانية قد تودي بحياة المئات من أبناء عدن، جراء ما وصفه بـ(الانهيار المتسارع للبنى التحتية والخدمات وغرق المدينة نتيجة سيول الأمطار).

واعتبر أن الحالة التي تشهدها عدن اليوم "كشفت الانتهازية التي تغنت بها الأنظمة السابقة والحالية باسم عدن ومشاريعها الوهمية"، حسب تعبيره.

وفي بيان لها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "صنعاء": يستقبل اليمنيون شهر رمضان هذا العام وسط النزاع الدائر والأمراض الموسمية والسيول وارتفاع الأسعار.

وأضافت: "وما إن بدأ موسم الأمطار حتى جلب البؤس للآلاف، فقد شهدت محافظات صنعاء وإب وحجة ومدينة عدن الساحلية الجنوبية أمطارا غزيرة وسيولا مميتة على مدار أسبوعين، ألحقت الضرر بالآلاف من الأشخاص والدمار الجزئي بالمنازل ومصادر كسب العيش".

مشيرة إلى مباشرة متطوعي جمعية الهلال الأحمر اليمني في صنعاء تقديم استجابتهم أثناء السيول، "إذ ينقذون الناس ويجلون العائلات في حين يقدمون المستلزمات اللإيوائية مثل الخيم والبطانيات وغيرها".

وبدعم من اللجنة الدولية وشركاء الحركة الآخرين، "تجري جمعية الهلال الأحمر اليمني حالياً تقييم الاحتياجات في عدن لمساعدة الناس هناك".

كما دمَّرت السيول في محافظة مأرب خياما لآلاف الأشخاص في مخيمات النازحين. ويجد الكثير من أولئك الأشخاص، الذين تلقوا مساعدات من اللجنة الدولية الشهر المنصرم، أنفسهم محتاجين مرة أخرى لمساعدة عاجلة..