شماليون تجاوزوا جدلية (وحدة/انفصال) بصدد إعلان الانتقالي الجنوبي "الإدارة الذاتية"

تقارير - Sunday 26 April 2020 الساعة 11:25 pm
المخا، نيوزيمن، أمين الوائلي:

إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن حالة الطوارئ والبدء بتنفيذ الإدارة الذاتية قوبل بردود ونقاشات في المستوى العام ومجال الناشطين والإعلاميين اليمنيين من الشمال والجنوب.

ويتعلق الأمر بالإدارة الذاتية كمصطلح انتقاه الانتقالي بحرص كما يبدو وهو تعبير يتحاشى كثيراً من متحفزات ومفخخات جدل الانفصال والوحدة وينقل النقاش إلى مربع مختلف.

سؤال ومفارقة

بين متجاهل ومرحب ومتذمر ومندد ومتشكك يبرز متغير مهم من خلال تشكل وجهات نظر (شمالية) لم تعد مستعدة للتدجين في قطيع يساق فوقيا وعهدة القوى التي باعت الشمال والجنوب معا.

يسأل الأديب والشاعر طه الجند، في فيسبوك: "سُلّم الشمال بشكل سلمي وسلس للحوثي وجماعته. ويبقي السؤال لماذا لا يُسلّم الجنوب للمجلس الانتقالي؟ وما سر كل هذا الضجيج النضالي والوحدوي؟".

"الإدارة الذاتية" عنوان مخفف

‏الصحفي نبيل الصوفي يرى أن "الإدارة الذاتية عنوان عقلاني أبقى الانتقالي ضمن أهداف التحالف العربي، مع تحمل مسؤولية خدمة الناس في عدن الذين لا احد يعلم لماذا كل هذه العداوة الفاجرة ضدهم من قبل الشرعية".
متابعا: "هو إعلان مثل العلاج بالكي بعد رفض الشرعية اصلاح نفسها. والعلاج مهما كانت آثاره الجانبية يبقى علاجا.

ويواصل في الصدد: ‏"هناك مخاطر واطماع ومواجع تراكمت بفعل فساد الشرعية.. والشرعية تثق بارثها الفاسد على الصمود وهزيمة أي طرف وطني يريد خدمة الناس.. وهنا التحدي أمام الانتقالي وغيره."

بلادي أولاً..

بينما يكرر البعض المقولات والدفوع نفسها حيال انفصال ووحدة، فإن رأيا متزايدا يعبر عن نفسه الآن ويقيس بطريقة مختلفة ويُحضر الشرعية وفسادها وقوى الهيمنة الإلغائية داخلها في صلب النقاش كمتغير يصعب تجاوزه بالنظر أيضا إلى ترك الشمال غنيمة للحوثيين.

يسجل الإعلامي والناشط كامل الخوداني موقفا باتا في القضية من زاوية الأولوية شمالا: ‏"شخصيا وبما ان محافظتي مسيطر عليها الحوثي وانا مشرد في ستين الف داهية اقولها بصريح العبارة ما ليش علاقة نهائيا من يحكم عدن ويدير مؤسساتها ومواردها وكل اللي اطلبه كمواطن حرية العيش والتنقل بسلام لما تتحرر محافظتي ويا ريت اي واحد محافظته تحت سيطرة الحوثي وهو مشرد يستحي وينكتم خالص."

صنعاء.. كل اليمن

الصحفي هزاع البيل فيرى أن "صنعاء هي اليمن وكل اليمن وتحرير صنعاء من مليشيا الإجرام الحوثي هو أكبر همي وأن معركتنا الحقيقية هي السلالة الامامية."

مضيفا: "صنعاء هي عاصمة اليمن وتحريرها هو الأهم وعدوي الحوثي وهمي صنعاء ولا غير وما أن تحرر صنعاء ساعتها سنعيد التفكير بمسألة الوحدة وما إذا ستكون وحدة أو لا وسيأتي الكل إليها طالبا الخلاص". قبل أن يختم: "ولو سمحتم بطلوا الإلحاح والرفاس مش مليح وأنا شمالي وهمي الشمال".

نصيحة للانتقالي

‏السياسي والناشط علي البخيتي يقدم في تويتر "نصيحة للمجلس الانتقالي الجنوبي: احكموا ما تحت أيديكم من أرض ولا تقاتلوا من أجل السيطرة على بقية المناطق"، مضيفا: "اثبتوا جدارتكم في المناطق التي بأيديكم وستلحق بكم الأخرى من تلقاء نفسها أن نجحتم في الإدارة، قدموا نموذجا لدولة مؤسسات يحكمها القانون، وإن تصرفتم كمليشيات ستخسرون كل شيء."

شرعية فنادق الجوار

غياب وفساد الشرعية ومسؤوليها واستهتارهم بالوظيفة الأساس للدولة وللحكومة أمام مواطنيها يحضر بقوة في خلفيات النقاش الناشب خصوصا بينما تعاني عدن كارثة السيول المدمرة دون تدخل حكومي من أي نوع.

ويكتب الصحفي عادل الأحمدي: "‏المجلس الانتقالي الجنوبي مسيطر عملياً منذ 2018، والإعلان الليلة تحصيل حاصل كنتيجة طبيعية لغياب قيادة الشرعية بفنادق الجوار، حتى من قبل ظهور ممارسات تعرقل العودة."

وأضاف: "أياً يكن، يظل الخطر الحوثي الجاثم شمالاً، هو البوصلة الحقيقية للنضال عند كل ذي رؤية، وما عداه قابل للتسديد والمقاربة."