الوطنية بمقياس ”قطر” في قنوات حزب الإصلاح

تقارير - Wednesday 29 April 2020 الساعة 01:41 am
تعز، نيوزيمن، معتز الشوافي:

تعمد جماعة الإخوان المسلمين إلى استغلال ترسانتها الإعلامية الممولة من قطر في التغطية على جرائمها من خلال إسقاطها على الأطراف الأخرى ومهاجمتها، وكذا العمل وفق الأجندة السياسية لدولة قطر من خلال مهاجمة الشرعية بهدف إضعافها وإفشال دور التحالف العربي في اليمن.

حاولت هذه القنوات تقديم محتوى يرتدي ثياب التحرر والانفتاح، وادعاء الحس الوطني كحافز للنقد والانتقاد، لكنه سرعان ما تنكشف هذه الثياب وتسقط من على صاحبها لتبدو عورته، وهو من يحاول ارتداء ثوب الوطنية متناسياً أنه بقياس قطري.

وقد عملت الترسانة الإعلامية التابعة للإصلاح والممولة من قطر وفي مقدمتها قنوات يمن شباب وبلقيس والمهرية التي تبث من اسطنبول، على تقديم محتوى إعلامي في شهر رمضان خاص يقوم على مهاجمة الأحزاب السياسية ومحاربة العمل المدني بهدف تقديم الميليشيا المسلحة والجماعات الدينية والتكفيرية كبديل للعمل المدني، وهذا المبدأ هو ما تتبناه دولة قطر الممولة للقناتين والتي تدعم جماعات وميليشيا الحوثي والإخوان المسلمين في اليمن، وتعمل على محاربة الشرعية والتحالف العربي.

وتعد قنوات يمن شباب وبلقيس والمهرية من أبرز وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح ”تيار قطر” حيث تتلقيان الدعم والتمويل من دولة قطر في إطار دعمها لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وهو الدعم الذي يأتي في إطار ما سعت إليه قطر في العام 2011 من محاولتها للسيطرة على الحراك الشعبي في الدول العربية عن طريق دعم جماعات الإسلام السياسي، حيث عملت قطر على تقديم الدعم المالي والإعلامي والسياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر واليمن وسوريا وليبيا وغيرها من الدول.

في اليمن عملت قطر على دعم حزب الإصلاح بقناة تلفزيونية تحت مسمى ”يمن شباب”، وقالت قطر حينها إنها هدية منها لثورة فبراير، غير أنها قامت بتسليمها لحليفها حزب الإصلاح الذي أوكل إدارتها للقيادي في دائرته الإعلامية وسيم القرشي، بحيث إن الدائرة الإعلامية للحزب هو المشرف على القناة وإدارتها من خلال التعيينات فيها ورسم وتوجيه السياسات الإعلامية الخاصة بها والتي تعد الأكثر تطرفاً في سياسة الحزب.

كما قامت قطر بدعم وتمويل قناة بلقيس التي تبث من أسطنبول وأوكلت إدارتها للناشطة توكل كرمان بمعية عدد من الإعلاميين اليمنيين العاملين في قناة الجزيرة القطرية وأبرزهم الإعلامي أحمد الشلفي، وعلى الرغم من استقطاب القناة لصحفيين من مختلف التوجهات، وزعم تبني خطاب ثوري، إلا أن الموجهات العامة للقناة لا تخرج عن مسار السياسة القطرية في اليمن، حيث يظهر ذلك من خلال التناقضات في السياسة التحريرية والإعلامية للقناة وموقفها من التحالف العربي، والتي انعكست بعد الأزمة الخليجية وانسحاب قطر من التحالف، حيث باتت السياسة التحريرية للقناة بعد الأزمة الخليجية تركز على مهاجمة التحالف العربي في اليمن، وبالأخص الإمارات العربية المتحدة.

ومؤخراً ومع دخول سلطنة عمان في الأزمة اليمنية بدور تخريبي داعم للانقلابيين الحوثيين ولجماعة الإخوان المسلمين، في إطار مشروعها المشترك مع قطر وتركيا وإيران، عملت عمان وقطر على إنشاء قناة جديدة لحزب الإصلاح تحت اسم ”المهرية” وأوكلت إدارتها إلى مستشار وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية مختار الرحبي، حيث تركز القناة على محاربة التحالف العربي ودوره في مناطق الجنوب وخاصة سقطرى ومحافظة المهرة، وهي المحافظة التي تستخدمها عمان لتهريب السلاح إلى الانقلابيين الحوثيين عبر شيوخ القبائل المنتمين لجماعة الإخوان والمدعومين من قطر.

وتخضع هذه القنوات التي تبث من اسطنبول والممولة من قطر للإشراف شبه الكامل للدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح والتي يرأسها الصحفي علي الجرادي وينوبه فيها عدنان العديني، حيث يتواجد العديني في تركيا للقيام بمهمة الإشراف المباشر على عمل القنوات ورسم سياساتها الإعلامية المتوافقة مع التوجه العام للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين.

ويلاحظ أن قطر تقوم أيضا بتمويل مكتب تنسيق إعلامي بين الحوثيين وحزب الإصلاح ومقره في صنعاء، وفي سياق دعم التنسيق المشترك للجماعتين قامت قطر بدعم الانقلابيين الحوثيين بقناة تلفزيونية اسمها ”اللحظة” وتبث من صنعاء، ويديرها الصحفي الحوثي عابد المهذري، حيث للقناة سياسة إعلامية متوافقة مع قنوات حزب الإصلاح الممولة قطريا، وتتمثل هذه السياسية بمهاجمة التحالف العربي بهدف إفشاله في اليمن، وكذا دعم التقارب بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح.