جباية الزكاة تمنع الحوثي من إعلان حظر التجوال وإغلاق الأسواق

السياسية - Thursday 07 May 2020 الساعة 03:21 pm
نيوزيمن، محمد عبدالرحمن:

رمضان بالنسبة للحوثي هو موسم لجباية الأموال، شهر من أعظم شهور السنة لما فيه من مردود كبير على خزينة الحوثي من الضرائب والجبايات، وأهم من ذلك الزكاة التي تعتبر أحد أركان الإسلام، يستغلها الحوثي ويضاعف منها وأخذها عنوة من الناس بما لا يتفق مع الشرع.

يرفض الحوثي كشف الحقيقة التي تجول بين الناس في صنعاء، وأن كورونا فعلاً أصبح منتشراً، هذا الرفض ليس إجراءً وقائياً لحماية المواطنين، أو خوفاً من أي انعكاس أمني عليهم، هناك عوامل كثيرة لإخفاء الحقيقة، لكن أهمها هو أن رمضان فيه يُخرج الناس الزكاة والصدقات والمساعدات، والحوثي هو المستفيد الأكبر والأول من هذه الفريضة الدينية.

يخاف الحوثي أن يقوم بأي إجراءات وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا ينعكس ذلك على جباية الأموال، لو منع أسواق القات سيخسر جباية الضرائب، ولو أعلن إغلاق المحلات ومراكز التسوق سيخسر أموال الزكاة، لكنه وريثما ينتهي من أخذ الزكاة والأموال وانتهاء رمضان ربما يقوم باتخاذ إجراءات معينة لذر الرماد على أعين المنظمات الدولية وبريطانيا وأمريكا.

أي شيء فيه نهب وجبايات لا يتردد الحوثي أن يخوض من أجله معركة، لا يهم أن يتساقط الناس موتى، وأن يستفحل الوباء ويقضي على المجتمع، فالتبرير جاهز على أفواه الحوثيين، أن التحالف هو السبب، وأن كورونا حرب أمريكية لإخضاع اليمنيين، ويجب عدم الانصياع وراء ما يتم الترويج له من إجراءات تحد من خفض الإيرادات إلى خزائن الحوثي.

كل ليلة يظهر الحوثي في الإعلام يحث الناس على دفع الزكاة، لوحات إعلانية عملاقة في كل شارع تحث الغلابى على دفع الزكاة، الرسائل والبرامج والخطب كل شيء يستخدمه الحوثي لحث الناس على دفع الزكاة، وكأن دفعها مضاعفة وقاية للشعب من الأمراض والأوبئة ومن كل الحروب.

أطلق الحوثي عناصره لأخذ الزكاة وبالمقدار الذي يرونه مناسباً لهم، مخالفاً ذلك الشرع والنصاب الذي حدده، أضعافا مضاعفة يأخذ الحوثي الزكاة وبقوة السلاح وتحت التهديد بإغلاق المحلات والمتاجر التي ترفض دفع ما أقره... ليس هناك ما هو أبشع مما يمارسه الحوثي باسم الدين.


الإيرادات الزكوية مليارات الريالات يأخذها الحوثي سنوياً، وأنشأ لذلك هيئة مستقلة تحت إشرافه، ينتظر رمضان بفارغ الصبر ليلتهم أموال الناس بالباطل، كيف نريده أن يقوم بإجراءات وقائية وإغلاق محلات وأسواق في هذا الشهر، موسم حصاد وفير، لا يمكن أن يترك الأموال مقابل حياة وسلامة الناس، هذا نهج وطريق يسلكه كما فعل سابقوه من الأئمة. 

يا الله، ما كل هذا الغضب الذي يلحق بنا..!! يقتلوننا بدم بارد، يسلخون جلودنا بدموعنا الحارة، يسلبون أموالنا باسم الدين وتقديس المشاعر، ولم يراعوا مشاعرنا كبني آدم نعاني الجوع والألم، الزكاة وجبايتها أعظم وأقدس من حياتنا، لا يهمهم أن نموت أو نعيش، وإذا كان لا بد أن نعيش فيريدون ذلك كعبيد لديهم وفي خدمتهم... وهذا محال أن يكون.