المشرفون.. عصابة عبد الملك الحوثي المصغرة لاحتكار القرار والقوة

تقارير - Sunday 10 May 2020 الساعة 02:28 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

يرفع الحوثيون شعاراً عريضاً في وجه كل صوت محلي يطالبهم بكف الأذى أو الإنصاف من مظلمة ارتكبها أحد مشرفيهم في المحافظات التي يسيطرون عليها وهذا الشعار هو الوطن وضد المناطقية ومواجهة "عدوان خارجي"، حسب وصفهم.

المليشيات وضعت مشرفين في كل المحافظات سلطتهم أعلى من سلطة المحافظين وحتى قادة المحاور كون المشرفين يتبعون المرشد الأعلى زعيمهم المقتفي سلوك وهيكل نظام خامنئي عسكريا وإداريا.

في تعز، على سبيل المثال، اطاح المشرف الحوثي بمحافظين اثنين هما، الجندي والبحر، وجاء بعدهم سليم مغلس، وكون مغلس شخصية ضعيفة وليس له وزن سياسي أو حضور اجتماعي، فهو لن يفقد شيئا إن عمل تحت سلطة المشرف القادم من محافظة صعدة.

في محافظة إب أطاح المشرف بمدير الأمن الذي يعمل وكيلا للداخلية عبد الحافظ السقاف ويعمل المحافظ عبد الواحد صلاح بما يتاح له من مساحة تبقي على قليل من صورته القديمة كأحد رجالات الدولة والمجتمع وكل الأمر للمشرف صاحب القرار النافذ.

في البيضاء يكاد عبد الملك الحوثي يغامر بدخول حرب مع قبائل البيضاء ويقامر بمحافظة كاملة من أجل تغيير مشرف المحافظة الذي قاد الحملة على بيت الشهيدة جهاد الأصبحي وقتلها داخل منزلها في الطفة بالبيضاء، وهذه المغامرة التي قد تنهي وجود المليشيات في المحافظة كلها دفاعا عن المشرف صاحب صعدة.

المشرف هو مندوب عبد الملك الحوثي ويستمد سلطته وصلاحياته من زعيم العصابة ذاته، لذلك ليست المرة الأولى التي يحرك عبد الملك الحوثي حربا من أجل احد المشرفين وليست أول مرة يُقتل فيها شيخ قبلي كبير من أجل معارضته لمشرف.

يختار عبد الملك الحوثي المشرفين من عناصر "لواء الصابرين" الذي كان أول تشكيل عسكري أنشأه عبد الملك الحوثي على غرار قوات الصابرين الإيرانية، وهؤلاء هم رفاق تلاميذ حسين الحوثي ورفاق عبد الملك الذين شاركوا في حروب صعدة، وكانت أول مهمة لهم بعد التأسيس الهجوم على الشيخ عثمان مجلي وكبار مشايخ صعدة، وتفجير منازلهم واحتلال ممتلكاتهم.

لا يعترف عبد الملك الحوثي بالقبيلة إلا حين يحتاج لمقاتلين لرفد الجبهات أو طرأت هناك قضية أو مواجهة تستدعي حضورا قبليا.. كما أنه لا يقيم وزنا للمشايخ حتى وان كان هؤلاء المشايخ من الذين قاتلوا معه فى الجبهات وقد ذهب باكرا إلى تشكيل إطار قبلي خاص به هو مجلس التلاحم القبلي وهو توجه لنسف البنية القبلية القديمة وعملية توارث المشيخ في المجتمعات القبلية.

المشرف هو المسؤول الأول ممثلا للسلطة وهو الشيخ وهو القائد العسكري وكل ما سواه من قيادات أو أطر هيكلية سواء تتبع مؤسسات الدولة أو أذرع المليشيا لديهم صلاحيات محددة ومساحة محدودة للتحرك، وهذا هو قانون إدارة السلطة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

أعدمت مليشيات الحوثي الشيخ مجاهد قشيرة الغولي بطريقة وحشية، حيث تم سحله والتنكيل به حيا وكسر أرجله قبل قتله بالرصاص رغم انه قاتل مع مليشيات الحوثي وعزز جبهاتها بالكثير من أتباعه في ريدة عمران غير أن ذلك لم يشفع له عند مليشيات الحوثي لأنه اعترض على قرار المشرف بتسليم نفسه لأربعة مسلحين قتلهم الشيخ قشيرة.

الشيخ أحمد سالم السكني، أحد مشايخ عمران قتله مشرف حوثي في صنعاء بمنطقة صرف بعد رفضه السماح للمشرف بنهب أرض تتبع احد مواطني منطقته حيث تم قتل السكني بدم بارد وحين احتجت القبائل واعتصمت على مدخل صنعاء تدخل عبد الملك الحوثي وأمر بإيقاف محافظ صنعاء ومدير الأمن في السجن لامتصاص غضب القبائل وبعد أيام عادوا لممارسة عملهم.

المشرف في شريعة عبد الملك الحوثي سيقتلك إن اعترضت عليه أو رفضت أوامره سواء كنت قائدا عسكريا برتبة كبيرة أو مسؤولا في منصب كبير أو شيخا قبليا كبيرا.. كما سيخوض الحوثيون حربا ضد محافظة كالبيضاء دفاعا عن قاتل همجي أعدم امرأة واقتحم منزلها بحملة عسكرية قوامها أكثر من عشرين طقما ومدرعة.


عصابة المشرفين تنتمي إلى محافظة صعدة، وإن حدث وتم تعيين مشرف من محافظة غير صعدة لاعتبارات وتكتيك يتم وضع مساعد له من صعدة يكون هو صاحب القرار.. وهذا التعصب المناطقي واحتكار السلطة يتنافى بشكل كامل مع شعارات عبد الملك الحوثي التي يرفعها دوما ويغلفها بالحديث عن الوطن والكرامة بينما الوطن عنده هم المشرفون، والكرامة هي جرائمهم بحق القبائل واليمنيين بشكل عام.