توَّاق قصة إعلامي يمني غادر البلد تاركاً خلفه 3 أبناء.. في "قلبي اطمأن" (فيديو)
تقارير - Sunday 10 May 2020 الساعة 03:30 pmالعطاء لا حدود له، والمعطي أيًا كان لونه أو شكله أو جنسيته لا غبار عليه، الأهم أنه يقف عند ناصية الإنسانية وشرفات الفرح.
يُعطي ليبدد همًا ويجبر خاطرًا منكسرًا، ويمسح دموع الغرباء، ويثني على المقهورين، ويبشر اليائسين بغدٍ مشرق وأيام مليئة بالبهحة.
ليس هناك أشد على الإنسان من أن يترك وطنه مرغمًا وأولاده مهاجرًا، وبيئته التي ولد فيها واستأنس بها ذات يوم بحثا عن أمل.
القصص كثيرة، والشخوص الذين يعانون بالملايين، تتنوع سِيرهم، تكبر أحلامهم تارة وتصغر تارة أخرى.
قصة تواق النازح
شاءت الأقدار أن يكون (تواق مظفر) وهو نازح غادر اليمن إلى أرض الصومال مدينة "هرجيسيا" بحثًا عن عمل، ضيفاً في برنامج "قلبي اطمأن".
تواق شاب عمره 38 عامًا، جُرح أثناء الحرب، أجريت له عملية خاطئة، ولا تزال المسامير حتى اللحظة في ساقه ما ضاعف من متاعبه وسوء حالته.
>> "انتصار" بائعة الخمير اليمنية في الصومال في برنامج "قلبي اطمأن" (فيديو)
لا يستطيع العمل كالاخرين، رغم أنه يحمل شهادة بكالوريوس إعلام، زوجته أيضًا خريجة موارد بشرية، نزح تاركا خلفه 3 أبناء من زوجته السابقة، ووطنا ينعم بالحروب والصراعات المريرة.
التقاه غيث في برنامج قلبي اطمأن التابع للهلال الأحمر الإماراتي، أحلامه كبيرة وطموحاته أن يعمل، اصطدم بواقع غير الذي سمع به، بعد أن قالوا له بأن المنظمات توفر أعمالًا ومساعدات كافية.
انهكته الديون وضاق به الحال 38 ألف شلن صرفهما مقابل توفير ماء وبعض حاجات البيت.
غلبه الشوق لوطنه وأولاده، ظل يصارع الحياة بساق جرحتها الحرب ولم يصلحها الطبيب بل أفسدها كما أفسد عطارو السياسة واقع اليمن.
في الصومال نازحون بالمئات من اليمنيين منذ أن بدأت الحرب مطلع العام 2015، هكذا بعد أن كانت اليمن ملجأ للصوماليين صار العكس، الهم واحد ونتائج الحروب واحدة.
تشريد ونزوح وقتل وانفلات أمني وضياع الطفولة وحقوق المرأة وانتشار تجار السلاح، وسماسرة السياسة.
تواق مظفر وكذلك "انتصار" التي لم تسع فرحتها الدنيا حين التقت بشخص عربي في منطقة مهجورة، عرفت فيما بعد أنه من الإمارات يتبع الهلال الأحمر الإماراتي.
كذلك تواق واجه الموقف بالدموع ثم ساجدًا لله، لقد انزاح هم وفرجت كربة، الآن يمكن له أن يسترد روحه ويقضي ديونه ويبدأ حياة أخرى وسعادة جديدة.
هؤلاء نماذج بسيطة وأرواح فقدت أحلامها وآمالها بالخلاص من واقع الفوضى، لا أحد يأبه لهم ولا يهتم لأمرهم، تركوا وحدهم يصارعون الواقع على أمل النصر.