المالية تصعِّد للدفاع عن موظفيها في تعز في مواجهة اعتداءات مليشيا الإصلاح

السياسية - Tuesday 12 May 2020 الساعة 12:27 am
تعز، نيوزيمن:

لم يجد وزير المالية سالم صالح بن بريك بداً من تدخله للدفاع عن موظفيه بعد استمرار الاعتداءات المتكررة على موظفي مكتب المالية بمحافظة تعز، حيث بعث بمذكرة رسمية إلى محافظ تعز نبيل شمسان لإيقاف هذه الاعتداءات ومعاقبة مرتكبيها.

وجاءت رسالة وزير المالية عطفا على العديد من البلاغات حول الاعتداءات المتكررة على موظفي وزارة المالية بالمحافظة من قبل أفراد محسوبين على الجيش الوطني.
وذكرت رسالة الوزير أنه سبق وتم التواصل مع المحافظ ووعد باتخاذ الاجراءات القانونية حيال الأفراد، إلا أن الوزير تلقى مؤخرا مذكرة مكتب المالية بالمحافظة بخصوص الاعتداء وسلب الوثائق والمستندات المالية على الموظف مختار محمد نور الدين رئيس الوحدة الحسابية بمديرية صبر الموادم من قبل أفراد محسوبين على الجيش الوطني بالمحافظة، مؤكدة أن ذلك يدل على عدم اتخاذ المحافظ لأي اجراءات حيال الاعتداءات السابقة التي طالت عددا من موظفي مكتب المالية بالمحافظة.

وأكدت رسالة وزير المالية على سرعة ضبط المذكورين، واتخاذ الاجراءات القانونية حيالهم، واحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة، لينالوا جزاءهم الرادع ويكونوا عبرة لغيرهم، وكذا سرعة اتخاذ الاجراءات اللازمة لتوفير الحماية الأمنية اللازمة، لمكتب المالية وموظفيه، ليتمكنوا من أداء واجباتهم على أكمل وجه، وموافاة الوزير بما تم اتخاذه من اجراءات حيال الموضوع.

وأشارت رسالة الوزير إلى أن الوزارة تخلي مسؤوليتها عن كل ما يترتب من اجراءات متخذة من قبلها تضمن حماية موظفيها بحسب النظام والقانون.

موقف وزارة المالية التصعيدي ضد محافظ تعز والهادف إلى حماية موظفي الوزارة في المحافظة جاء اثر استمرار أفراد محسوبين على الجيش الوطني بالاعتداء على مكتب المالية وموظفيه، في ظل تقاعس واضح وغير مبرر من قبل سلطات الأمر الواقع في تعز لايقاف هذه الاعتداءات ومعاقبة مرتكبيها واحالتهم للقضاء وفقا للنظام والقانون.

وكان مدير فرع المالية في مديرية المظفر إسماعيل حيدر قد تعرض في مارس الماضي للطرد من قبل مدير المديرية سمير عبدالإله، على خلفية رفضه صرف مبالغ مالية بطريقة مخالفة للقانون.

وفي نفس الفترة قامت مجاميع مسلحة تابعة لميليشيا حزب الإصلاح ومحسوبة على اللواء 22 ميكا بقيادة المدعو وهيب الهوري وعلى متن أربعة أطقم عسكرية باقتحام مكتب المالية والاعتداء على حراسة البوابة، وذلك بسبب رفض مكتب المالية بالمحافظة صرف مبالغ مالية بالمخالفة للقانون كان قد وجه بها وكيل أول القيادي الإصلاحي عبدالقوي المخلافي.

كما أقدم الوكيل المخلافي على طرد ممثل مكتب المالية بديوان المحافظة محمد عبده اليوسفي، وهو ما يؤكد أن الوكيل المخلافي وقيادة محور تعز يستهدفان مكتب المالية بشكل ممنهج، عبر ممارسة التهديدات والاعتداءات والاقتحامات التي تهدف إلى تمرير مخالفات مالية بطريقة مخالفة للقوانين واللوائح المنظمة.

نقابة موظفي وعمال مكتب المالية بتعز قالت، عبر بيان صادر عنها، إن هناك بعض وكلاء المحافظة وقيادات عسكرية يصرحون أكثر من مرة بإغلاق مكتب المالية، كما أشار بيان النقابة لوجود ممارسات مستفزة بحق ممثلي المالية في مديريات التعزية وصبر الموادم للضغط عليهم بصرف مبالغ مالية مخالفة للقانون، مؤكدا أن هذه الاستهدافات المتكررة ضد مكتب مالية تعز هدفها هو محاولة الضغط على قيادة مكتب المالية لتمرير مخالفات مالية للقوانين واللوائح النافذة.

وأشارت النقابة إلى أن لجوء بعض وكلاء المحافظة وبعض القيادات العسكرية إلى ممارسة الابتزاز والقيام بهذه الانتهاكات الخطيرة والمدانة هو أمر يكشف فداحة العقلية التي تقود المحافظة ونزقها واستهتارها بالقوانين والنظم.
كما طالبت النقابة رئيس الوزراء ووزير المالية ومحافظ المحافظة وقف هذا العبث ومحاسبة وردع المتسببين وحماية موظفي مكتب المالية من مثل هذه الانتهاكات وإعادة الاعتبار لهم.

اعتداءات قيادة محور تعز وقيادات السلطة المحلية على مكتب المالية بالمحافظة والموظفين التابعين له، كشف عن العقلية الميليشاوية التي تدار بها محافظة تعز الخاضعة لسلطة الأمر الواقع، وهو ما أثار حالة من الاستهجان لدى الرأي العام وعبر عنه عدد من الناشطين.
الدكتورة ألفت الدبعي قالت إن مدير عام مديرية المظفر سمير عبدالإله ووكيل المحافظة عارف جامل وعبدالقوي المخلافي نموذج لوكلاء المحافظة الذين لا يحترمون الأنظمة والقوانين، وما موقفهم من مدير مكتب المالية في تعز وإجراءاته القانونية إلا دليل على عدم وجود أدنى توجه لديهم لبناء مؤسسات الدولة وإصلاحها وتقديم علاج لمشكلاتها، بل يرون في مؤسسات الدولة فرصة لكسب الولاءات تحت مبررات الظروف الحالية.

وأضافت الدبعي، إنه بدلاً من أن تعمل قيادة محور تعز على حماية توجهات مكتب المالية، ذهبت إلى الاعتداء بتلك الطريقة الهمجية التي تدل على عقلية التسلط والغباء التي تدير مشهد تعز، فلو كان هناك قائد يملك عقلا إداريا ومهنيا يدير قيادة محور تعز لكان عرف تماما أن معالجة مشكلات محور تعز المالية تبدأ من معالجة الفساد المالي والإداري داخل قيادة المحور والألوية التابعة له كخطوة أولى بحيث تكون هناك شفافية في تقديم كل حسابات وإجراءات المحور بطرق قانونية وبما يعمل على إعادة هيكلة الجيش وفق أسس ومعايير علمية كما نص عليها قانون القوات المسلحة ومخرجات الحوار الوطني.
وتسعى ميليشيا حزب الإصلاح من خلال تكرار الاعتداءات على مكتب المالية بالمحافظة وموظفيه إلى تمرير فسادها المالي، وإخضاع المكتب لتوجيهاتها، أو السيطرة عليه عبر إقالة مدير مكتب المالية وتعيين بديل عنه من أعضاء الحزب في سياق استكمال مسلسل الاستحواذ على مؤسسات الدولة بالكامل في تعز.