القعيطي مصور السلم والحرب.. ضحكته عن الجبهات كمقياس ريختر

تقارير - Friday 05 June 2020 الساعة 10:25 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

لو أن الأرواح تُعار أيُها النبيل لأعرناك أرواحنا لتأخد نصيبك من الموت، وتبقى روحك مخلدة لجنوب اليمن وشماله، كانت روحك جميلة جميلة جدًا كشمسِ الصباح حد أنها كلما أطلتْ علينا أغمضنا أعيننا من بريقها.

ضحكة القعيطي مثل مقياس ريختر تقيس بها أوضاع الجبهات، كانوا يخشون ابتسامتك كلما ظهرت فوق ركام دباباتهم لقد أرعبتهم فقط ابتسامتك المشرقة، بالنصر بالأمل بالتضحية بالحضور الدائم في أقسى الظروف تباً للجبناء..

أرعبتهم كاميرتك، أرعبتهم ابتسامتك في ميدان الشرف والبطولة فاغتالوك غدراً..

في هذا اليوم الماطر يتذكر العدنيون بطولاتك حيث كنت تقف في الصفوف الأمامية لبذل جهود الإنقاد من كوارث السيول لشهري مارس وأبريل، كنت أول من يتبرع بسيارته التي لطالما احتجتها في تنقلاتك، في مساعدة متضرري السيول، وتسليمها لأفران عدن الخيرية لتبقى تحت تصرفهم في حملات الرش الضبابي.

ولم ينس المهندس أحمد أنيس، أنك أول من وقفت بجانبه لتوثيق مشروعه إعلامياً، ويقول: "كنت صاحب ابتسامة لا تفارق وجهك، قهر ووجع فراقك وخسارة كبيرة والله، فلقد كنت يد العون للكل.

رثاك الشماليون والجنوبيون أيها النبيل، اليوم أنت وحدت القلوب.

وقال نبيل الصوفي، معزياً ابن القعيطي، زايد نبيل القعيطي.. كان والدك مستعجلاً في كل شيء.. الآن عرفت لماذا كان مستعجلاً، كانت روحه مدركة موعدها للرحيل..

تبكون "نبيل" لما لا تعرفونه منه وعنه، وأبكيه لما أعرفه يقيناً، لم يكن يشبهه أحد..

في 34 سنة فعل ما لا يفعله كثيرون في ضعفها وفي ظروف أحسن منه..

لم أجد أحداً مثله في نكرانه لذاته.. حين يضحك كأنه يضحك بقلوب الناس جميعاً..

كتب الصحفي أمين الوائلي: نحن الشماليين خسرنا نبيل أكثر، وفقدانه بهذه الطريقة يخنقنا ويعتصرنا الحزن والألم.

>>أمين الوائلي ناعياً القعيطي: خسره الساحل الغربي.. خسره الشمال

وكتب عبدالسلام القيسي: "ترك هذه البلاد تحكي سيرته من الشمال إلى الشرق، من الجنوب، إلى الغرب، في كل مكان، فالميقات ميقات الهاربين، الحياة لمن تركوا خلفهم كل شيء وفروا إلى غرف الفنادق، فشلوا كمقاتلين، فشلوا كصحفيين، ومصورين، بكل شيء..".

>>النبلاء في كل ملحمة يستشهدون..

يُقال أن الرجولةَ مواقف، وكنت تثبت أنت في كل مرة أنك الرجل الأنسب لجميع مواقف الجنوب وتبقى قلب الجنوب النابض الذي استطاع الإرهاب اقتلاعه.

خسرت أيها العدو لأن تلاحم الجنوبيين لم يأتوا للحصول على دور في السلطة بل لكي يستعيدوا وطنا، وما دون ذلك مجرد تفاصيل تحت مظلة الجنوب.

عظم الله أجر الوطن باستشهادك أيها النبيل..