عن نبيل الصوفي والإخوان و30 سنة من الاغتيالات في اليمن

تقارير - Wednesday 24 June 2020 الساعة 11:45 am
نيوزيمن، كتب/ أمجد قرشي:

جرائم الاغتيالات السياسية.. التصفيات.. الإسكات.. عاودت الصعود مجددا.. مع انحدار الدولة وانهيار النظام.. ومع تقاسم جماعتي المرشد لميراث السلطة والنفوذ والامتيازات وخبرات إسكات الرؤوس.. برصاصات غادرة وعن قرب.. أو بعبوات وأحزمة ناسفة في الطريق.

يجد الإخوان في قلم وصوت واحد، جريء وشجاع لا يهابهم، خطرا حقيقيا يتهدد خططهم وخطواتهم. 

فإذا كان كذلك، بالإضافة إلى كونه خبيرا جدا بهم؛ جماعة وأيديولوجيا وعقيدة سياسية وأهدافا ووسائلا، فأي شيء آخر يمكنه أن يتهدد جماعة الأقبية، أكثر وأكبر من شخص شجاع ويتحدث عن معرفة ودراية ولا يسعهم فعل شيء أمامه؟

الحقيقة هي أكثر ما يزعج جماعات الأقبية.

حتى عندما يكونون في الضوء ويعملون في النهار ويتصدون لطموحاتهم في إدارة الحياة والاقتصاد والدولة، فإنهم محكومون بالازدواج والتقية كجماعة باطنية تخاف من الضوء ومن الهواء ومن الشفافية ومن الناس.

* الأقبية تعيش داخلهم

نبيل الصوفي صداع مزمن ومزعج جدا في رؤوس الإخوان. 

شجاعته ومعرفته وخبرته وصرامته في أخذ المواقف مرحليا دونما تردد أو تلكؤ أو جبن، لهو خبر مزعج ويومي يطوف على الإخوان. وخبرة تنغصهم باستمرار. 

الأقبية تعيش فيهم حتى وإن غادروها. لا يحتملون المعارض والمخالف. 

تشبعوا بعقيدة الطاعة العمياء والولاء المطلق. المخالف كافر أو زنديق أو مرتد. القتل أخف ضررا من تحدث رجل برأيه.

الرفض والرأي والرد فضلا عن المخالفة والمعارضة لهو بمثابة الكفر في عرفهم. 

لهذا فقط كانت الاغتيالات والتصفيات والقتل لغرض الإسكات والإجهاز وإزاحة المخالفين المزعجين وسيلة أولى في سيرة وسلوك جماعات الكهنوت بأنواعها.

تصدى  نبيل الصوفي لفضح وتعرية الإخوان، في مرحلة استثنائية شهدت طفرة إخوانية تحكمت وأحكمت قبضتها في الأرجاء. 

ناصر الجنوبيين قضية ومجتمعا ومظلومية. رفض المداهنة والطأطأة ومنافقة السائد.

ثم أنه رجل لا تستخفه الحملات ولا يسترهبه النباح الإليكتروني والملاحقات اليومية بعصابات من السبابين السفهاء والشتامين المكلفين بهذه المهام كعصابة منظمة.

* إنه يحدث الآن..

يلجأ الإخوان إلى تفعيل خيارهم الأخير - والأول تفضيلا لديهم؛ القتل. 

يبدأ التنفيذ مرحليا بصناعة مشاهد تمهد المسرح للجريمة. 

التلفيق والتحريض والدس والأكاذيب والاتهامات والتخوين والشيطنة، كلها تستخدم قبل الوصول إلى لحظة الضغط على الزناد وسفك حياة ودم من وقع عليه حكم القتلة بالقتل.

هذا يحدث الآن فعليا مع نبيل الصوفي. 

الإخوان لا يحاولون حتى التستر أو إخفاء أياديهم التي تعمل علانية. 

أسماء معروفة وبشخوصها تتولى مسؤوليات التلفيق وفبركة ومراكمة حيثيات المرافعة الشيطانية لاستحلال دم حرام وهدم بنيان الله المعمور (ملعون من هدمه).

* (الموضوعيون)

ومع كونهم يشحذون ويذخرون مسدساتهم علنا، إلا أن هناك من يوصي بأن يكون النقاش (موضوعيا) دونما تهويل، كيف؟

مثلاً: لماذا يُذَخِّر نبيل الصوفي دمه لاغتيال رصاصات الإخوان؟!

* مسلسل: 30 سنة

مسلسل الاغتيالات والتصفيات أطلقه الإخوان منذ 1990 ما بعد إعلان دولة ووحدة 22 مايو. 

مر بفترات وطفرات صعودا وهبوطا، لكنه بقي الثابت الأهم والأبرز في جميع المراحل.

الرصاص والمسدسات الكاتمة والعبوات والمفخخات وغيرها من وسائل وأدوات القتل وإنهاء الحياة استخدمت بكثرة على مدى الأعوام الثلاثين الأخيرة. 

الإخوان هم الذين ابتكروا طريقة شيطانية غير مسبوقة في تاريخ الإجرام والإرهاب، نسف المساجد بمن فيها من مصلين للتخلص من بضعة أشخاص.

عن قريب شيعنا وبكينا تباعا، قادة وزملاء وأبطالا؛ الشجاعة والإقدام والنزاهة والجرأة والكفاءة كانت تشكل قاسمهم المشترك. الرصاص كان كلمة الإخوان الأخيرة في الرؤوس.

* (ضد معلوم)

معركة اليمنيين متشعبة ومعقدة وشاقة وطويلة ومرهقة.

لكنها مع الجماعات الكهفية والكهنوتية وجماعات الأقبية والغرف المغلقة سوف تأخذ مداها.

اليقين الأكيد هو أنه بد من خوضها وتخليص الحياة والبلاد والمجتمع والعالم من إرهاب وكلاء السماء ولصوص الله.

صرنا نعرف القتلة من وقت مبكر جدا.. 

نؤشر إليهم ونحذر أن دما سيراق..

ويراق دم وتزهق أرواح..

تقيد الجرائم ضد مجهول..

لكن الجميع يعرفون هوية القاتل/القتلة. ومقيدة جميعها ضد معلوم!

لن يطول الوقت قبل أن يأخذ المجتمع على عاتقه مسؤولية أخذ القصاص.