أنغام.. شابة المخا التي قهرت ظروف الحرب لتصبح طبيبة أسنان

المخا تهامة - Thursday 23 July 2020 الساعة 10:09 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

منذ أن قررت دراسة طب الأسنان، كان للأب دور كبير في منح الفتاة القادمة من المخا إلى عدن، الفرصة لتحقيق حلمها في دراسة التخصص الذي تفضله.

تقول أنغام عبده حسن ناجي، لنيوزيمن، إنها مدينة بما هي عليه الآن لوالديها، وبدونهما ما كان لها اليوم أن تعالج المرضى كطبيبة أسنان.

فالقاعدة التي يعتمد عليها والدها هي التعليم أولا، خلافا لما هو شائع لدى بعض الأسر في المناطق الساحلية والتي ترى أن العمل هو الأهم، ولذا فإن شقيقها وشقيقاتها سلكوا جميعهم طريق التعليم.

فشقيقها خريج كلية الهندسة قسم اتصالات بجامعة صنعاء، وإحدى شقيقاتها معلمة في وزارة التربية والتعليم منذ ثلاث سنوات بشكل طوعي، فيما تدرس شقيقتها الثانية صيدلة، أما الثالثة فتدرس أيضا فني أسنان.

أما أنغام فقد درست بادئ الأمر في معهد أمين ناشر بمدينة عدن، لكنها فضلت الحصول على شهادة البكالوريوس لتنتقل للدراسة بإحدى الجامعات في مدينة تعز وخاضت غمار تجربة قاسية، إذ إن ذلك صادف حدوث الحرب، لكنها تنقلت لأكثر من محافظة من أجل ان تكمل تعليمها، وكان ذلك بمساعدة والدها.

وعندما تخرجت من كليتها، عادت إلى المخا لتزاول مهنة الطب، وكان الحظ مشجعا لطبيبة الأسنان حديثة العهد، أن تفتح عيادتها الخاصة بها.

تقول عن تلك التجربة القصيرة، إن مهنة الطب كما المهن الأخرى متعبة، لكنها مهنة تستحق المغامرة لطابعها الإنساني.

تجربة أنغام أنها عاشت في المخا ومكنها تعليمها من تحولها من فتاة عادية إلى إحدى رائدات المجتمع، وتلك هي الفرصة التي يتيحها التعليم لفتيات المخا المحرومات من توفر جامعة في هذه المدينة.

بداية يناير من العام الحالي افتتحت أنغام عيادتها الخاصة، وكانت تستقبل ما يقارب من 18 مريضا يوميا، لكن في أيام اخرى تخلو عيادتها منهم تماما، كما هو الحال في اغلب عيادات الأسنان هذه الأيام.

ووفقا للطبيبة الشابة، فإن أكثر المشاكل التي تواجهها، هي عدم الاهتمام بنظافة الأسنان، وتلك مشكلة شائعة، لكن أنغام ترى أن البعض يهملون نظافة الفم تماما، مما يؤدي إلى تراكم الجير وانسحاب اللثة، حركة السن ويمكن سقوطها في حال لم يعالج بالوقت المناسب كما يجعل الأسنان مرتعا للبكتيريا، المسؤولة عن التسوس.

تتوزع نسبة الإصابات ما بين تسوس والتهابات اللثة وخلع أضراس تأخر صاحبها عن معالجتها أو تركيب أطقم خزفية جديدة.

وعن كيفية التعامل مع المرضى في ظل كورونا تقول، إنها تسلك الإجراءات الوقائية لمنع انتقال الفيروس، لكن المرضى غابوا عن عيادتها كما في عيادات الأسنان الأخرى، إذ إن فيروس كورونا كان له أثر كبير في تردد المرضى عن زيارات عيادات طب الأسنان خشية انتقال العدوى.