ساحة الشهداء.. متنفس سكان أبين الوحيد تعود للواجهة بعد سنوات من الإهمال

متفرقات - Tuesday 18 August 2020 الساعة 11:30 am
أبين، نيوزيمن، عبدالله البحري:

تعتبر ساحة الشهداء الواقعة بمدينة زنجبار في محافظة أبين، معلماً سياحياً بارزاً ذاع صيتها وشهرتها في كل أرجاء اليمن منذ ثمانينيات القرن الماضي، لما تميزت به من تصاميم عالمية بديعة في كل محتوياتها وحدائقها الواسعة والنصب التذكارية ذات الدلالات التاريخية، لكن بفعل الحرب غاب دورها وتعرضت للإهمال والتدمير مما أفقدها قيمتها كمتنفس وحيد للسكان.

وساحة الشهداء أسست بمبادرة شعبية عمالية وطلابية عام 1983م إبان محافظها الأسبق محمد علي أحمد، لتكون نسخة مشابهة لساحة في مدينة درزون الألمانية الشرقية.

وشكلت الساحة في الأعوام السابقة كمتنفس وحيد للسكان والسياح الذين يتوافدون إليها خلال المناسبات والعطل الرسمية، كما احتضنت العديد من العروض المسرحية وخصص بعض أمكنتها للتصوير التلفزيوني والبث المباشر لقناتي عدن وصنعاء الرسميتين واللتين سجلتا فيها البرامج والسهرات.

بين أعوام 2011 و2015، تعرضت ساحة الشهداء للتدمير الكبير أبرزها طال النصب الزجاجي الواقع على يسار مدخلها والذي كان بمثابة ملهى ليلي، كما دمر نافذون المحلات التجارية. وقلعت الأشجار ومكائن حديقة الأطفال، ونهبت المولدات الكهربائية ومكائن الألعاب الأوتوماتيكية والحراثتان والجراران والمكيفات والثلاجات وفرن الكيك والروتي.

وعقب غياب طويل تنفست ساحة الشهداء الصعداء بعد استكمال المرحلة الاولى وإعادة افتتاحها وتوافد العائلات والاطفال إليها منذ أول أيام عيد الأضحى، بعد جهود مضنية وأعمال دؤوبة بمتابعة مستمرة من قبل السلطة المحلية ممثلة بمحافظة أبين اللواء ابوبكر حسين سالم، حيث تم تصفية الساحة وتنظيفها وغرسها بالاشجار والورود وتجهيز أعمدة الإنارة ولمبات كهربائية تعمل على الطاقة الشمسية وتوفير الالعاب وتركيبها واحضار الكثير من الالعاب. 

"نيوزيمن" زار ساحة الشهداء للقاء مدير عام ساحة الشهداء، انتباه سيلان، التي قالت إن ساحة الشهداء هي المتنفس الوحيد في أبين للطفل والشاب والشيخ كونها متنفسا ترفيهيا وخدماتيا وثقافيا وتعليميا، حيث بذلت السلطة المحلية كل ما بوسعها لإعادة تأهيل ساحة الشهداء ممثلة باللواء أبو بكر حسين سالم محافظ محافظة أبين من خلال توفير الألعاب المتنوعة وتشجير المساحات الآمنة فيها وكذا توفير أعمدة للطاقة الشمسية وتجهيز بعض المحلات الخدمية لإعادة روح الحياة لساحة الشهداء التي تم تدميرها بسبب الأوضاع والظروف التي مرت بها المحافظة.

وتسعى سيلان بكل إصرار وعزيمة التي تولت قيادة الساحة إلى إعادة البسمة على وجوه أطفال ونساء أبين وإعادة الساحة إلى سابق عهدها التي كانت واجهة أبين المشرق.

تحدثت سيلان أن ساحة الشهداء اصبحت مزارا يوميا لابناء زنجبار والمناطق المجاورة والمختلفة "هذه المرحلة الاولى، وبإذن الله سيتم تنفيذ المراحل اللاحقة لتكملة كافة محتويات الساحة، ومن هنا نناشد كل الخيرين والمنظمات وكل من لديه إمكانيات بمد يد العون والمساعدة في إنجاز هذا المتنفس الهام في محافظة أبين"

من جهتها قالت الناشطة المجتمعية ندى حسن الصلاحي، إن عودة الحياة لساحة الشهداء في العاصمة زنجبار بعد اكثر من اربع حروب شهدتها محافظة أبين طيلة السنوات السابقة حدث رائع افرح كل اهالي محافظة أبين. 

وأضافت لـ"نيوزيمن"، إن الساحة تعد من المعالم التاريخية المهمة والحيوية التي كان في الثمانينات يتوافد اليها السياح من كل المحافظات في المناسبات الرسمية والاعياد وتعد متنفسا جميلا للعوائل والأطفال لما تحويه من العاب وأماكن تسوق ويمارس فيها الزوار السباحة والألعاب، وعلى مساحاتها العشبية تفترش العوائل وتقضي اعيادها فيها حتى إجازة آخر الأسبوع كانت الساحة مزارا مفتوحا يسعد به المواطن.

وأردفت: "ها هي الساحة تعود من جديد بجهود من الخيرين من أبنائها، فأبين دوما وأبدا محافظة تهوى السلا والفرحة رغم المعاناة التي عاشتها من مرارة الحروب".