الحراك دعا لتظاهرة مطالبة بإسقاط استوكهولم وناشطون: إن لم تكن من أجل تهامة فلا تعنينا
السياسية - Wednesday 19 August 2020 الساعة 11:12 pm
ستشهد مديرية الخوخة، الخميس، مظاهرة للمطالبة باستكمال تحرير محافظة الحديدة وإلغاء اتفاقية استكهولم.
وبحسب مصادر خاصة، فإن التظاهرة التي دعا إليها الحراك التهامي، تسعى إلى إيصال رسالة واضحة للمبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث، تتعلق بالانتهاكات الحوثية بحق المدنيين وإلغاء اتفاقية السويد.
لكن ناشطين تهاميين يشككون في الهدف من إقامتها ويرون أن هدفها يثير الصراعات في المناطق المحررة، وتسعى إلى إعادة تقديم شخصيات انتهت اجتماعياً وسياسياً.
وقال ناشط لنيوزيمن، إن المظاهرة إن لم تكن لأجل نصرة القضية التِهامية العادلة وحقوقها المشروعة في إطار يمن اتحادي تسوده العدالة، فهي لا تعنينا.
من جانبه قال الإعلامي عبدالله عسيلي، إن غموضاً يحيط الإعداد للمظاهرة مما يزيد من المخاوف لحرف مسارها عن الهدف الذي أعلن عن إقامتها.
وأضاف، إن الكثيرين تراجعوا عن الحضور بسبب الغموض الذي يحيط تنظيمها، وكذا الخشية من أن يستغلها من أسماهم بالأعداء المتربصين بالقوات المشتركة لتحقيق أهداف خاصة.
ويرى عسيلي، أن تغيير الشعارات التي من أجله ستقام المظاهرة من قضية وطنية إلى قضية شخصية ليس في صالح تهامة.
من جانبه يقول الصحفي سامي باري، إن تباينات طفت في وجهات النظر لعدد من الرفاق في مكون الحراك التهامي، تمثل بعضها بالمطالبة بتأجيل المسيرة بما سيساعد على انطلاقها بشكل أفضل يزيدها زخما باشتراك جميع المكونات والفعاليات التهامية..
لكن باري دعا كافة أبناء مديرية المراوعة التي يقول انه قائد مقاومتها للمشاركة في تظاهرة الخميس من أجل إنجاح المسيرة وانطلاقا من حرصنا على الحفاظ على الحراك التهامي ككيان يمثل كافة أبناء تهامة ولتحصينه من أي محاولات اختراق أو مؤامرات تهدف إلى حرف الحراك عن مساره والتسلق على تضحيات شبابه وجماهيره.
ويرى باري أن الهدف من إقامة التظاهرة هو إلغاء اتفاقية استكهولم والدعوة لتحرير الحديدة.
وينظر أبناء تهامة إلى اتفاقية السويد بخيبة أمل ويرون أنها لم تجلب لهم سوى الدمار بعد أن وفر للذراع الإيرانية غطاء لارتكاب أكثر من 17 ألف جريمة بحق المدنيين، بعضها يرتقي إلى جرائم حرب.
ومنذ توقيعها أواخر العام 2018 قتل ما يربو عن 2400 مدني وأصيب نحو 11 ألف شخص برصاص مليشيات الحوثي.
ودفعت تلك الجرائم التهاميين لفقدان الأمل بالاتفاق، إذ يرون أن الأمم المتحدة خدعتهم بعد أن جعلتهم عرضة لجرائم المليشيات المرتبطة بإيران، كما أنها لم تعد تكترث لما يتعرضون له اليوم من أعمال وحشية رغم أن المدنيين كانوا محور ارتكاز الاتفاق.
وتم تشكيل مجلس تهامة الوطني المؤيد لتظاهرة الخميس نهاية نوفمبر 2019 كحامل للقضية التهامية والمدافع عن أبنائها من جرائم المليشيات التابعة لإيران، بعدما تماهت الشرعية في توقيع اتفاق استكهولم.
ونظم المجلس أواخر العام 2019 وقفات احتجاجية في مدن يمنية عدة، إذ كانت بمثابة صيحة اعتراض متأخرة على اتفاق لم يجلب للمدنيين سوى الويلات والدمار.
وتخطت مطالبات المجلس عتبة إلغاء اتفاقية السويد، للدعوة إلى تحرير الحديدة وتخليص سكانها من بطش عصابة الحوثي الإجرامية.
وخلقت جرائم الذراع الإيرانية، فصولا جديدة من الألم لسكان تلك المناطق والتي أصبح أهلها أهدافا لآلة القتل الوحشية دون أن تتعرض مليشيات الحوثي للمساءلة عن تلك الجرائم.
كما أن الجرائم المرتكبة بحق التهاميين غابت عن أروقة الأمم المتحدة، ولا أحد يحب أن يعرف ما الذي يحدث من فظاعات يومية.
وبقي سكان الحديدة وحدهم من يغالبون أوجاعهم بصمت، بعدما تخلى عنهم المجتمع الدولي وتركهم فريسة للتوحش الحوثي.