افتتاح مكتبة يمنية في القاهرة وقريبًا ستعمل كدار للنشر
السياسية - Thursday 20 August 2020 الساعة 11:00 am
اُفتتحت، خلال الأيام القليلة الماضية، "الدار اليمنية للكتب والتراث" بالعاصمة المصرية القاهرة، وهي امتداد لمكتبة خالد بن الوليد الشهيرة.
وقد أعلن القائمون على الدار اليمنية التزامهم بتوفير الكتاب اليمني لكل التخصصات، كما أن هناك خصومات كبيرة للطلاب والباحثين من داخل اليمن وخارجه.
بالإضافة إلى استعدادهم إيصال الكتاب اليمني لكل أنحاء العالم وكافة العناوين، وقد اتخذت من منطقة "الدقي" مقرا لها.
بداية الفكرة
سألنا القائم على المكتبة الفنان التشكيلي محمد سبأ، كيف بدأت الفكرة؟ فكان واضحًا من كلامه أن الفكرة تعود إلى العام 2000، بحكم أنهم كانوا يطمحون إلى توسعة نشاط الدار.
إضافة إلى ذلك تعززت لديهم ضرورة إنجاز هذا الطموح بعد أن تغير المشهد العام ودخول اليمن في أحداث أليمة.
الهدف الرئيس من هذا المشروع هو إيصال الكتاب إلى القاهرة كعاصمة للثقافة، فبسبب الحرب أصبح وصول الكتاب اليمني صعبا، على عكس ما كان عليه سابقًا؛ حيث كان الشحن متوفرا والمطارات تعمل، والمسافرون لا يتوقفون.
الكتاب أصبح مشكلة
يضيف سبأ، إن الكتاب صار مشكلة وأصبح في وضع المتهم أو المساءل، مؤكدًا أن هناك جمارك للكتاب في عدن وتعز وذمار وصنعاء وربما إب.
وبحسب علمه حتى إن كثيرا من الكُتاب في الداخل توقفوا عن الكتابة نتيجة للأوضاع القائمة، سواء الاقتصادية أو النفسية وحتى التضييق على المبدعين الذي يأتي انعكاسا للسلطة القائمة.
أهمية الدار
تكمن الأهمية في الحاجة إلى توفير الكتاب اليمني في القاهرة، هناك العديد من الباحثين في الدراسات العليا يحتاجون إلى مراجع في شتى التخصصات، من أجل استكمال أبحاثهم.. إضافة إلى باحثين من دول أخرى يكتبون عن اليمن، كالمغرب العربي والعراق وسوريا ولبنان وإفريقيا أيضا، ودول آسيا، وهناك دور نشر أيضا تقوم بعملية نقل الكتاب اليمني.
وهناك مراجع ذات أهمية لهم، في التراث والفنون الشعبية، والتاريخ الإسلامي واللغة العربية، والقانون والمجتمع، كذلك في الفنون والآداب عمومًا، كالقصة والرواية والشعر.
في ذات السياق يقول محمد سبأ، كثير من الأجانب والعرب أصبحوا يبحثون عن طريقة للحصول على الكتاب اليمني، في السابق قبل الحرب كانوا على اتصال باليمن، سواء من خلال معرض الكتاب الذي يسهل عليهم الكثير أو طرق أخرى.
لهذا أقرب وسيلة كانت هي إيجاد مكتبة هنا في القاهرة كي تصبح ملتقى لكل من يبحث عن كتاب معين.
فكرة أساسية
الفكرة الأساسية أولًا نستهدف دور النشر العربية والأجنبية والمكتبات المركزية، من خلال توفير الكتاب لهم، كمكتبة الكونجرس ومكتبات أوروبية، ناهيك عن الجهات العربية المختلفة.
حين سألناه عن علاقتهم بمعرض الكتاب أجاب: مكتبة خالد لم تفوت معرضا واحدًا للكتاب منذ بداية مشاركتها، حتى في ذروة الحرب شاركنا لكن بصورة محدودة.
يختم في هذا الجانب، هناك توجه إلى جعلها "دار نشر" ونحن الآن بصدد إصدار رخصة بذلك من قبل الجهات الحكومية والملف لدى المحامي.
صعوبة نقل الكتاب
أصبح نقل الكتاب من وإلى اليمن صعبا، حيث وأنه يمر بإجراءات شديدة ومرهقة، هناك كتب "منعت" تمامًا وأخرى تم "مصادرتها"، بالإضافة إلى التكاليف.
وأضاف إن المكتبة خلال فترة زمنية قصيرة استطاعت أن تقدم نفسها للآخرين، فقد بدأت الزيارات ونحن نتشرف بذلك، كما بدأت بعض دور النشر بالتواصل.
وعلى ذكر المعوقات أكد سبأ على أن (كورونا) أحد أهم هذه الأسباب وليس الحرب فقط، على اعتبار أن الشلل التام الحاصل اليوم يأتي نتيجة لهذه الجائحة.
اختيار المكان
تم اختيار منطقة (الدقي شارع التحرير) بالقرب من المركز الثقافي الروسي، والمكتبة الأكاديمية؛ لسهولة العنوان.
إضافة لكون المنطقة ملتقى أغلب اليمنيين، ولقربها من أنفاق "المترو" وهناك مواصلات أخرى، كما أنه قريب لجامعة القاهرة بالنسبة للطلاب وحتى جامعة حلوان، والأزهر، وجامعة عين شمس.
وهناك الطلاب الذين يفدون من المحافظات الأخرى إلى القاهرة، كالمنوفية، أسيوط، المنصورة، والإسكندرية، سيكون العنوان سهلا عليهم.
في الوقت الحاضر يعتبر محمد سبأ هو القائم على هذه الواجهة المشرقة التي تعتبر سفارة تمثل كل مثقف ومبدع يمني، وهو صاحب الفكرة بدعم واتفاق مع صاحب المكتبة عبد الرحمن الحزمي.
سبأ فنان تشكيلي معروف، وصاحب "مؤسسة سبأ للثقافة والفنون" هنا في القاهرة، سيكون لنا معه وقفة، وهو باحث في الفنون والتراث عمومًا، له أبحاث ودراسات، كما أنه يمارس طقوس الرسم والاهتمام بتجميع الأزياء اليمنية القديمة، ويحضر رسالة الماجستير.