الجيوسياسية وحسابات العساكر المؤدلجين.. الحجرية أنموذجاً

استهداف اللواء 35 بدأ في العام الثاني للحرب في تعز

تقارير - Friday 21 August 2020 الساعة 07:46 pm
نيوزيمن، كتب/ فهمي محمد:

عندما بدأت تحركات العساكر المؤدلجين للبحث عن مطلوبين أمنياً في التربة كان اللواء 35 ما يزال بدون قائد عسكري منذ أن تم اغتيال قائده عدنان الحمادي في منزله بعد أن تعثرت محاولة اغتياله خلال تحركاته العسكرية، وحتى يسهل حشر هذا الفعل الذي جمع بين الغدر والخيانة في دائرة الجريمة الجنائية كان لا بد أن يكون القاتل أخ القائد عدنان الحمادي، ما يعني خلق حالة من الجدل والغموض حول حقيقة الجريمة السياسية التي راح ضحيتها قائد عسكري بحجم عدنان الحمادي، لا سيما وأن هذا القائد المعجون من طينة الوطنية الخالصة قد لعب منذ بداية الهجوم والحرب على تعز دوراً لا يقل أهمية عن الدور الذي لعبه ابن قضائه الملازم والمناضل اليساري عبدالرقيب عبد الوهاب حين رفع من داخل العاصمة صنعاء شعار الجمهورية أو الموت بعد أن أطبقت القوات الملكية بكل إحكام حصارها على العاصمة صنعاء في عام 1968م ={ حصار السبعين يوماً}.

وبغض النظر عن الجهة التي يصعب علينا تحديدها والتي اتخذت قرار الاغتيال وعملت على توظيف الحالة النفسية لأخ القائد عدنان بما يحقق هدفها، فإن رحيل الحمادي لم يكن سوى رحيل القائد المهني المعول عليه في جيش الشرعية، لا سيما من طريق العساكر المؤدلجين الراغبين وفق مفهومهم وحساباتهم السياسية بتوحيد ثنائية السلاح وقرار استخدامه في تعز بغض النظر عن مهنية البناء في مؤسسة الجيش والأمن أو الهيمنة السياسية عليهما والتي شكلتا مفاهيم جدلية داخل الوسط الشعبي وبين المكونات السياسية في تعز انطلاقاً من حقيقة كانت وما زالت تميز بنية هذه الألوية العسكرية وقاداتها عن بعضها البعض خصوصاً وقد أصبح أحد طرفي الثنائية في تركيبة سلاح جيش الشرعية يتموضع بكل ترحاب وانسجام مع حاضنته الجيوسياسية كما هو حال اللواء 35 وقائده عدنان الحمادي مع منطقة الحجرية، وتلك ميزة افتقدتها جميع الألوية الأخرى وحتى قادتها العسكريين في تعز الشرعية، بمعنى آخر لم يوجد لواء عسكري في تعز تحولت المناطق الخاضعة لمسرح عملياته ومحيطها الجغرافي إلى حاضنة شعبية وحتى سياسية داعمة له ولدوره ولقائده العسكري باستثناء اللواء 35 الذي تميز بذلك، وتلك خصوصية أصبحت بلا شك مخيفة وغير مقبولة في حسابات العساكر المؤدلجين، في حين قد تبدو تلك المخاوف أكثر إلحاحاً في ضغطها اذا ما تم في الحسبان قراءة المشهد السياسي والعسكري في اليمن منذ بداية الحرب من زاوية أن السلاح ومنطق القوة وحدهما حين تمكن من السيطرة على الواقع أصبحا يستقطعان الأرض ثم يبنيان عليها سلطة سياسية تصبح مقبولة في حكم الواقع كما هو حال السلاح مع الحركة الحوثية في صنعاء ومع المجلس الانتقالي في عدن.

>>الجيوسياسية وحسابات العساكر المؤدلجين.. الحجرية أنموذجاً

العمل على تفكيك خصوصية اللواء 35 مع الجيوسياسية التي بدأت حاضنة له، لم يكن وليد الأحداث الجارية في هذا العام أو الذي قبله، أو نتيجة من نتائج غياب القائد، بل بدأ مع بداية تشكيل معادلة هذه الخصوصية، التي تزامنت منذ العام الثاني للحرب في تعز، لكن طبيعية الأحداث وكل محاولة الاصطياد في الكواليس، أثبتت أن تفكيك هذه الخصوصية لا يمكن حدوثها في حضرة هذا القائد الاستثنائي، لذى فمن الطبيعي أن يكون إزاحة هذا القائد أو تغيبه هو المدخل السليم في نجاعة التفكيك والسيطرة على الجيوسياسية لا سيما وأننا نعيش في مجتمع ما زال القائد الفرد وليس المؤسسة هو القادر على صناعة التحولات والأدوار التاريخية، كما أنه في حال غيابه تتغير الموازين، وينقلب الكثيرون، لذا بدأت آلية التشهير والتحريض ضد الحمادي تتحرك وتمهد لجريمة الاغتيال السياسي منذ العام الثاني للحرب، يومها كتبت مقاله من عدة حلقات تحت عنوان رسالة من الملازم عبدالرقيب عبدالوهاب إلى العميد عدنان الحمادي كانت فكرتها تقول إن الحمادي سوف يتم اغتياله بمنطق الجريمة السياسية التي اغتالت الملازم عبد الرقيب عبد الوهاب وقد حدث ذلك.

يتبع.....

* من صفحة الكاتب على الفيس بوك