بيان الهزيمة.. رسالة إلى رفاق عدنان الحمادي

تقارير - Saturday 22 August 2020 الساعة 11:04 pm
تعز، نيوزيمن، باسم علي:

إلى كل الرفاق.. جنوداً وأصواتاً ومحاربين قدامى.. لم يكن اللواء 35 مدرع يوماً بنكاً يتقبل إيداع الهزائم، كما أنه لم يهزم اليوم ولن يهزم غداً.. لا تلوموا جندياً أو ضابطاً.. فمن قاتل خمس سنوات متواصلة ليس في قاموسه مجال للهزيمة.

هذا اللواء الذي يحمل رقماً سيخلد في تاريخ العسكرية اليمنية كما خلد قائده عدنان الحمادي.. سلام على كل طلقة وكل قبضة على الزناد صمدت كل هذه السنين تحارب على جبهتين وضد أعتى جماعتين تشرعان للموت والقتل والتنكيل بالخصوم.

الحجرية ليست نقاطاً أمنية تتموضع فيها قوات سالم وتحكمها، وليست جغرافيا ميتة تنصاع لإرهاب أو ترهيب مهما كانت وحشية جرائم الخارجين عن إنسانية الإنسان وأخلاق اليمنيين.

كان الحمادي زهرة في مشتل بديع على احد وديان الحجرية وقبله كان عبد الرقيب عبد الوهاب وعيسى محمد سيف وعبد الفتاح إسماعيل والشرجبي قبلهم أيضا في إمتداد تاريخي يرتبط بأقيال حمير على ضفاف المعافر وجبال السواء.

هذا الامتداد التاريخي لسريان النضال وتكون الحركات الوطنية بمسميات ومشاريع مختلفة مدنية وعسكرية يؤكد للجميع أنه مهما تكالبت وتقاطعت مشاريع واجندات لتفكيك بنية اللواء 35 إحدى تجليات التراكم في صناعة المشاريع الوطنية فإن هناك ألف مشروع وألف قائد وألف فكرة ستنبت من داخل الحجرية.

اللواء 35 وصل إلى مرحلة متقدمة من تحفيز الوعي الثوري واستعادة روح الكفاح في أوساط أبناء الحجرية وأعاد لهم زخم الثقة بقدرتهم على التأثير والفعل بعد نصف قرن من الحرب والاستهداف الذي طال هذه الجغرافيا وتعمد إعطاب ذاكرتها وحركتها المتوقدة.

اليوم هناك مرحلة جديدة وبداية من الصفر لإعادة بناء حركة وطنية بروح اليسار مع الاستفادة من وجود البنية التحتية لصياغة مشروع سياسي اجتماعي ثقافي يتجاوز الأطر الحزبية إلى فضاء العمل المشترك ومواجهة الهوية القادمة المدثرة بجلباب الدولة المعطوبة والشرعية المستلبة.

كان عبد الحكيم الجبزي بالأمس وحتى اليوم مقاتلا صلبا يساري الهوى والهوية.. غدا سنحتاج هذا البطل محاضرا نسمع منه خلاصة عمر من الكفاح والتمسك بالقيم والمبادئ التي تشربها في هذه الجغرافيا الثرية بالإنسان والتنوع والحياه.

سنذهب إلى عبد الكريم السامعي لنقرأ من صفحات حياته زادا لرحلة يجب أن يتشرب صغارنا خطوط مسارها حتى لا تشيخ في أذهانهم فلسفة النضال والمشاريع الوطنية.

طه عون، ذاك القادم من وديان قدس بملامحه الحميرية العتيقة... من المؤكد أن لديه الكثير ليحكيه لنا عن عيسى محمد سيف ورفاق رحلة العبور إلى الذاكرة الوطنية.

عبد الغفار السوائي، جار الجبل لن نغفل أن نزور معه قبور الأقيال في جبال المعافر وأن يذكرنا بتاريخ أجداده وارتباط حتى أسمائهم بالجبل العتيق.. السواء.

فؤاد الشدادي، مدرسة النضال والصمود صاحب الصولات في كل الجبهات مع رفاق السلاح والتضحية من أوقفوا زحف مليشيات الحوثي الإمامية.

رائد الحاج، ذاك الشاب الثائر الذي أرهق خصومه وعلمهم دروسا في الرجولة والثبات.. استشهد شقيقه غدرا وهو طالب في جامعة تعز وجوار نقطة للنجدة وقتله جنود لكنه لم يذهب ليقتص من جندي آخر فقط بحجة أنه ينتمي لتلك الوحدة ليقول لمن اعدموا أصيل الجبزي إن الرجولة ليست متاحة لمن ورثوها كما ورثوا تسلسل أسمائهم أبا عن جد.

وليد الذبحاني، ابن ذبحان الأصيلة كانت تضحيته ليست هينة فقد قدم فلذة كبده ثمنا لاختياره هذه المسار الوطني، وحتى وهو يدفن ولده تحت التراب كان يعلم عتاولة الإرهاب والموت من قتلوا ابنه درسا قاسيا في الشهامة والاعتزاز بالنفس والقدرة على التضحية.

وقد نختم جولتنا في منزل فاروق الجعفري، ذاك البطل الذي صال وجال ومرغ انف المليشيات الحوثية في الضباب والمسراخ والكدحة والاحكوم وحيفان والصلو والاقروض، بينما تقتله الفئة الباغية في البيرين حين ذهب رسول سلام من قائده عدنان الحمادي الذي لحق به مغدورا على يد تلك الفئة ذاتها.

لعادل الحمادي، رفيق الشهيد القائد، ولعلي النقيب ابن إب الخضراء صديق القائد الشهيد وزميل سنوات العسكرية لمنصور وأمين واليوسفي وفتحي الشاب البطل ولكل من لم نذكرهم.. أنتم رفاق درب الشهيد القائد عدنان الحمادي وانتم أصحاب الوثبة الأولى إلى أرض المعركة وانتم حماة تعز وكل واحد منكم بلواء عسكري كامل من تشكيلاتهم الهلامية..

ارفعوا رؤوسكم عالياً.. فإليكم تشير البنان أينما لاحت على الطرقات هاماتكم.