فشل حوثي في تنظيف قنوات تصريفها.. سيول الأمطار تُذكّر بمشاريع السدود

تقارير - Sunday 23 August 2020 الساعة 11:55 am
صنعاء، نيوزيمن، أحمد فؤاد:

بلا خجلٍ أو حياء، تتناول وسائل إعلام مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- أخبار تأثيرات التغيير المناخي والأمطار الغزيرة على المنازل والأراضي الزراعية في مناطق سيطرتها بشيء من التّعريض بالحكومات اليمنية السابقة، وذلك بعد مضى قرابة 6 سنوات منذ تفردها باغتصاب السلطة في هذه المناطق، ونحو 10 سنوات منذ انخراطها فيما عرف بموجة احتجاجات (الربيع العربي) التي ضربت اليمن وبلداناً عربية مطلع 2011م وأحالتها إلى خراب.

وأظهرت سيول الأمطار التي هطلت على معظم محافظات الجمهورية خلال الأسابيع الماضية، أظهرت- حجم السدود التي أنجزتها الحكومات اليمنية المتعاقبة لاحتواء مياه وسيول الأمطار وتغذية الآبار الجوفية.

 ومنذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية في عام 1990م، قامت وزارة الزراعة والرّي بتنفيذ العديد من الإنجازات تجسدت في زيادة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وإنشاء المزيد من المنشآت المائية والسدود والحواجز في جميع محافظات الجمهورية، 

ليس ذلك فحسب، فقد جاء إنشاء صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي، بهدف صيانة وتشغيل منشآت الري وتنظيم استخدامها وترميمها وبما يضمن استمرار أداء وظيفتها.


>> صنعاء القديمة.. من الاكتواء بنار الحرب إلى الغرق في مياه السيول (تقرير)

وخلال العشر السنوات الماضية تعرضت هذه المشاريع للإهمال والتخريب، كما صادرت مليشيا الحوثي، مخصصات صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي، وأوقفت بذلك عمليات الترميم والصيانة لهذه المنشآت الحيوية المنتشرة في عموم محافظات الجمهورية.

وبدلاً من القيام بوظيفتها الافتراضية في صيانة وترميم وتفقد هذه المشاريع، ورفع الأتربة ومخلفات القمامة من فتحات ومداخل قنوات تصريف مياه الأمطار، ذهبت مليشيا الحوثي للتعريض بالحكومات السابقة والتشكيك في مدى جودة ومطابقة هذه المشاريع للمواصفات المطلوبة.

ومطلع أغسطس الجاري جددت وزارة الزراعة والري في صنعاء التأكيد على استمرار تصريف مياه السدود والحواجز خاصة التي وصل منسوب المياه فيها إلى 75% من سعتها التخزينية، وذلك بعد أن باتت هذه السدود والحواجز المائية مهددة بالانهيار بفعل غزارة الأمطار والإهمال وعدم الصيانة وانسداد قنوات التصريف.

وكشفت مصادر محلية لـ(نيوزيمن) إنزال وزارة الزراعة فرقا ميدانية إلى منشآت السدود والحواجز في مختلف المحافظات لتقييم وضعها من حيث أعمال الصيانة ونسبة تدفق المياه إليها ومدى احتياجها للتدخل، سواء بتصريف المياه وفتح القنوات أو التدخل بالشفط.

ويتبادل مسئولو وزارة الزراعة في صنعاء مع مسئولي السلطات المحلية في المحافظات الاتهامات بشأن المسئولية عن صيانة السدود والحواجز المائية، ففي اجتماع أخير عقد بصنعاء لمسئولي وزارة الزراعة حمّل وكيل وزارة الزراعة لقطاع الري، عز الدين الجنيد، قيادات السلطات المحلية في المحافظات المسئولية الكاملة عن صيانة السدود والحواجز المائية الواقعة في نطاقها، 

وحسب وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) في صنعاء، فقد كشف الجنيد "أنه تم اعتماد ما نسبته 30 بالمائة من مخصصات صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي لصالح السلطات المحلية في المحافظات لصيانة المنشآت المائية وتنفيذ مشاريع تتعلق بالأمن الغذائي".

وأقرّ الاجتماع إنشاء غرفة عمليات الري تتولى عملية التواصل والتنسيق مع المجالس المحلية ومحافظي المحافظات لوضع المعالجات المطلوبة في المنشآت والحواجز المائية ومنع تعرضها للانهيار خاصة خلال ذروة موسم الأمطار.

وكان لافتاً تصدّي نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي لتلميحات مليشيا الحوثي وتعريضها بمنجزات الحكومات السابقة في مجال الزراعة وحفظ مياه الأمطار، حيث قام هؤلاء برصد أكثر من 200 سد وحاجز مائي في عموم محافظات الجمهورية، وتضمنت منشورات هؤلاء تهكّماً وسخرية لاذعة بمزاعم مليشيا الحوثي، مشيرين إلى عجزها وفشلها في رفع الأتربة وأكياس القمامة من قنوات تصريف مياه الأمطار تحت جسر جولة المصباحي، الذي صُمّم لشفط وتصريف مياه الأمطار آلياً، غير أن قطع مليشيا لخدمة الكهرباء الحكومية في المنطقة حال دون ذلك.

وكمثال على ذلك رصد هؤلاء الناشطون أسماء 14 سدّاً وحاجزا مائيا متنوع الحجم في مديرية نهم بمحافظة صنعاء (سد ثومه كبير، سد خلقة كبير، سد الهياثم، سد بني ناجي كبير، سد العقران كبير، سد غولة عاصم متوسط، سد وادي محلي كبير، سد مسورة متوسط، سد الحرشفة متوسط، سد وادي ملح متوسط، سد عريشة نهم كبير، سد بيت الضاوي الوقشة، سد وادي آل عايض، سد حريب)، كما رصد هؤلاء أسماء 5 سدود في مديرية بني بهلول هي: (سد غيمان، سد يافع دجه، سد عناقه، سد بيت وتر، سد وادي خيران، سد بيت عقب)..