استقبلته بالشربة والمحشي.. طقوس تريم التراثية للعام الهجري الجديد

متفرقات - Monday 24 August 2020 الساعة 09:00 am
تريم، نيوزيمن، خاص:

لكل مدينة عادات وتقاليد تميزها عن غيرها في وادي حضرموت، إذ تختلف الموروثات الشعبية من فترة لأخرى وبين مدينة وقرية.

مدينة تريم أرض العلم والعلماء والحضارة والتراث الاسلامي كانت مع موعد لاستقبال عام هجري جديد نهاية الأسبوع المنصرم كبقية دول العالم الاسلامي، لكنها تختلف عن بقية البلدان بعاداتها وتقاليدها الشهيرة. 

إذ احتفل أبناء منطقة "النويدره" بتوديع العام الهجري واستقبال الجديدة بموروثات شعبية قديمة والتئام شعبي فريد، بطبخ وجبة "الشربة" وعرض وجبة "المحشي" الشعبية، وتناغم رقصات أطفالها وكبارها الإنشادية، وتجمع الصغار والكبار وأخذ صور جماعية لأبناء المنطقة في تقليد سنوي ينفذ كل عام. 

وبدأت فعاليات استقبال العام الهجري الجديد عصراً باستقبال الضيوف وطبخ الشربة وتقطيع اللحم الذي يتشارك في إعداده ابناء المنطقة، مع ترديد أهازيج يتغنى بها الأطفال فرحاً تختزل فيها الموروث الشعبي ونقله من جيل إلى جيل. 

والشربة وجبة شعبية تحتوي على قمح أرضي وطماطم وشرائح اللحم والبصل مضاف إليه البهارات، وتطبخ تحت نار هادئة لساعات حتى تنضج وتستوي مع اللحم. 

ويردد كبار السن أثناء عملية تجهيز الشربة دعوات بركة وخير ورزق أن تحل على العام الحديد والبركة في كل شيء خصوصاً مع الاحداث التي تعيشها البلاد في الوقت الراهن، مبتهلين إلى الله ان يرزقهم الصبر عند الابتلاء والرحمة في كل مصيبة. 

وإلى جانب طبخ الشربة عند الرجال تقوم النساء بتحضير وجبة المحشي المتعارف عليها شعبياً من احشاء الأغنام ولحمها في كل بيت، ليتم تناوله على وجبة العشاء بعد تجفيفه بطريق فنية لا تتقنها إلا نساء مديرية تريم فقط. 

ويتم تناول وجبة الشربة مساءً بتوزيعها على كل أهالي المنطقة كنوع من التكاتف الأخوي والتلاحم المجتمعي الفريد. 

هذا وتغنى السابقون من أبناء تريم بوجبة المحشي بوصفها وجبة لذيذة تختلف عن كل الوجبات ومدحها بأبيات (محشي لذيذ مطبوخ وسط مخضه منفوخ). 

يذكر أن نساء مديرية تريم تشتهر بطبخ أجود انواع الوجبات والحلويات وكذا المكسرات علاوة على ايديهن الماهرة في تقديم الوجبات بطرق فنية إبداعية لا تشابه بقية مدن حضرموت واليمن بشكل عام.