إحدى سفن العيسي شريك علي محسن.. حين قتلت "شامبيون1” ساحل المكلا بـ4770 طناً من المازوت

تقارير - Tuesday 25 August 2020 الساعة 12:26 am
المكلا، نيوزيمن، عبدالله الشادلي:

منذ 2011 تغير كل شيء في اليمن، شمالاً وجنوباً إلا الشراكة التجارية بين علي محسن وأحمد العيسي.

بدأت هذه الشراكة مبكراً من مدينة الحديدة، حيث تولى أحمد مسئولية تجارة والده في بيع وشراء النفط في تلك المدينة مؤسساً أول شركاته للنقل البحري.

وكان اللواء علي محسن الأحمر قائداً للمنطقة الشمالية الغربية التي تعد الحديدة مقراً لقيادتها.

عرف الشمال ما سميت "استثمار الرديات"، والتي كانت عبارة عن تمويلات ضخمة للقيادات العسكرية تستقطعها من ميزانياتها الشهرية ومرتبات الجنود المنقطعين أو الغياب، والتي بدلاً من أن تعيدها لوزارة الدفاع كانت تحولها للتجار لتشغيلها واستثمارها لصالحهم.

وبعد حرب 94، فتحت العلاقة بين العيسي وعلي محسن أفقا جديدا يتعلق بـ"النقل البحري" ولكن للدولة وليس للتجار، وتشارك عبدربه منصور هادي في حماية تجارة العيسي وعلي محسن التي استولت على خطوط الامداد، وتولت شركاتهم نقل المشتقات النفطية من منطقة عسكرية لأخرى ومن محافظة الى اخرى.. محققة عائدا ضخما موزعا بين شركات العيسي وتوفيق عبدالرحيم، رحمه الله.

بحر المكلا.. الفضيحة

استمرت تجارة العيسي تجوب البحار، وكبر اسطول شراكته، وفي العام 2013 سجلت المكلا اكبر كارثة لم يتحمل نتائجها أحد حتى اليوم، تمثلت بجنوح "شامبيون1” وهي سفينة نقل للمشتقات النفطية كانت تحمل على متنها 4770 طنا من المازوت، ولا يزال هيكلها حتى اليوم يخنق العلاقة بين المكلا وشاطئها ولم تسحب إلى اليوم.

ولم تكن "شامبيون1" الا واحدة من سفن الشراكة بين أحمد صالح العيسي وعلي محسن الأحمر، مسببة أكبر كارثة بيئية في تاريخ اليمن.

غضب عارم

طالب سكان ساحل حضرموت وخاصة مدينة المكلا بفتح تحقيقات في الحادثة، آنذاك، ونفذ المئات منهم وقفة احتجاجية، رفعوا خلالها يافطات وعبارات، تتهم مسئولين يمنيين بالوقوف وراء كارثة التلوث التي أصابت شواطئ المدينة.

واتهم المحتجون في الوقفة الاحتجاجية -التي تحصل “نيوزيمن“ على مجموعة صور لها التقطها الصحفي صالح باجبع- أحمد العيسي، بالتورط في كارثة تلوث مياه البحر في المدينة.

>> يملكها الأحمر واليدومي والآنسي ومناع.. شركات إخوانية وتركية تسيطر على 7 مناجم ذهب بحضرموت

وتضاربت المعلومات الرسمية حول جنسية السفينة، حيث أعلن مصدر مسؤول في الهيئة العامة للشئون البحرية، في العام 2013 أن السفينة سيرلانكية الجنسية، في حين قالت وكالة الانباء اليمنية في موقعها الالكتروني ان السفينة سيراليونية الجنسية، الأمر الذي سبب طعنا كبيرا في مصداقية الحكومة، واتهام علي محسن الأحمر بالتدخل وإعطائه توجيهات مباشرة للتستر على الواقعة وتضليل الرأي العام.

تواطؤ السلطة المحلية

بدورها، قالت مصادر محلية في المجلس المحلي لمدينة المكلا، إن جنوح السفينة استمر لأسبوعين كاملين في المياه البحرية للمدينة، وبدلا من ابعادها عن الشاطئ كانت جهود السلطة منصبة على محاولات يائسة لإنقاذ السفينة من الغرق دون مراعاة خطورة ذلك، فالاهم لدى السلطة يومها انقاذ العيسي وتجارته بدلا من الاهتمام بإنقاذ مياه البحر من كارثة التلوث".

سببت السفينة وحمولتها نفوقا كبيرا للثروة السمكية، وشوهدت الأسماك الميتة تغطي شاطئ المكلا، فخرج السكان في وقفة احتجاجية.

مناشدات دولية

أطلق المجلس المحلي بمدينة المكلا منتصف العام 2013، نداء استغاثة عاجلة لدول العالم للمساعدة في تفادي الكارثة بعد فشل فريق مكافحة التلوث البيئي التابع للهيئة العامة للشئون البحرية، من احتواء التسرب.

ولكن ذهب كل ذلك أدراج الرياح فقد غطت احداث القاعدة وحروب الحوثي على الحادثة ودخل الناس في ازمات أخرى، غير أن جسم السفينة المماثل حتى اليوم يذكر بالعبث الذي يسببه اجتماع السلطة والثروة بيد أشخاص يوظفون كل شيء لخدمة تجارتهم أيا كانت الأضرار التي يتعرض لها الناس.