مجازر حوثية عمقت من مأساة الطفل "عبدالله" وحولت حياته إلى جحيم
المخا تهامة - Tuesday 25 August 2020 الساعة 11:00 amفصولٌ من مأساة مروِّعة يعيشها الطفل (عبد الله) رسمت على محيّاه سمات الشيخوخة المبكِّرة وهو لم يكمل الثانية عشرة من عمره، فقد خسِر على إثر تلك المأساة التي تسببت بها مليشيات الحوثي إحدى قدَميه، ومعها فقد القدرة على المشي والحركة والركض خلف كُرة القَدَم واللَعب كبقية الأطفال، واستوطَنت الشظايا يده النحيلة، وحُرِم حنان أمه الرؤوم، وعناية والده الرحيم.
عبدالله أحمد مطري سالم طويل، من أبناء قرية المتينة التابعة لمديرية التُّحيتا بمحافظة الحديدة، طفل لأسرة مكونة من 5 أفراد: أبٌ وأمٌّ وابنتان، فَقَدَ والدَيه وأخته (نجاة) دُفعة واحدة، جراء سقوط ثلاث قذائف هاون متتالية أطلقتها مليشيات الحوثي الإرهابية الإجرامية على منزلهم، وحوّلته إلى حطامٍ، أمّا عبد الله بَتَرَت قدمَه اليُسرى، ومزّقت الشظايا شرايين يده وجعلته طريح الفراش بجسده المنهك!
نزح (عبد الله) إلى مدينة الحيمة الساحلية، بصحبة عمه وأختيه رابعة والبقطة اللَّتين نجتا من قذائف الحوثي، أَفلتَ عبد الله من مأساة إلى أُخرى؛ إذ يعيش في قرية نائيةٍ لا حياة فيها لأمثاله، في بيتٍ مصنوع من سَعَف نخيل هشٍّ لا يقي حرارة الصَّيف ولا برودة الشتاء، يعاني الأطفال الآخرون مشقة جلب ما يسدُّون به العطش، تحت أشعة شمس الصيف الحارة، ويجلس عبد الله ملازماً فراشه وحيداً يتحسر ويشعر بعجز قاتل، حين يرى الأطفال يجرون ويتتابعون في اللعب أمامه وهو يستند على يديه محاولاً النهوض والخلاص ولكنه يفشل في محاولة النهوض كل مرّة!
يقول عم الطفل عبد الله: “ضربت مليشيا الحوثي بيت أخي ودمرته، وقد استُشهِد أخي وزوجته وإحدى بناته نتيجة الضربات، وذهبتُ وانتشلتُ أولاده الناجين عبدالله ورابعة، والبقطة من بَيْن الأنقاض ليسنكوا معي في خيمة”.
ويُكمِل حديثه بنبرة مغلفة بالحُزن والبؤس على معاناة العيش وإلى ما وصلوا إليه من ضنكٍ؛ قائلاً: ”نحن معذَّبون؛ نقعُد على التراب والرمضاء، ونعاني حرارة الطقس، نَشرب الماء مالحاً، ونعاني في سبيل جلبه من مسافات بعيدة”.
وليس عبد الله هو الوحيد الذي تكفَّلت قذائف الهاون الحوثية بتدمير حياته، فهناك الآلاف من الأطفال ممّن يُتِّموا قبل الأوان، وواجهوا كل هذا العنف والدمار بأجساد ممزقة، وطفولة غادرتها الطمأنينة ليسكنها الرُّعب، وصاروا يعيشون على هامش الحياة، ووجدوا أنفسهم فجأة مشردين بلا مأوى، في مناطق موحِشة لا تُشرِق عليها شمس الحياة…!!!
- نقلاً عن المركز الإعلامي لألوية العمالقة