نسفت جهود السعودية للوصول إلى سلام.. حكومة هادي تخنق الجنوب

تقارير - Thursday 27 August 2020 الساعة 11:50 am
نيوزيمن، اليوم الثامن:

عاودت قوات عسكرية وميليشيات قبلية ومتطرفة، موالية لحكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه هادي منصور، ليل وفجر الأربعاء، قصفها العنيف على مواقع القوات الجنوبية في الضواحي الشرقية لمدينة زنجبار مركز محافظة أبين؛ في تصعيد أكد على مضي الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض، في نسف جهود السعودية في التوصل إلى تسوية سياسية وسلام في الجنوب المضطرب جراء التداخلات الإقليمية ورغبة محور "قطر وإيران وتركيا"، في استعادة السيطرة على خليج عدن وباب المندب.

مواجهات متجددة في أبين

وقالت تقارير إخبارية عن حدة المواجهات في أبين بين القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية المؤقتة والقوات الجنوبية، تصاعدت بعد تعليق الأخير لمشاركته في مشاورات تنفيذ اتفاق الرياض.

وأضافت المصادر إن القصف المتبادل بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين، تركز في مزارع منطقة ”الطرية“ شمال شرق زنجبار عاصمة أبين، وأطراف منطقة ”الشيخ سالم“ شرقي زنجبار والمناطق الغربية الشمالية من منطقة ”قرن الكلاسي“ غربي مدينة شقرة.

>> تأييد جنوبي لقرار الانتقالي تعليق مشاركته في مفاوضات الرياض

وأكد شهود عيان سماعهم دوي انفجارات إثر القصف المتبادل هي الأعنف منذ أسابيع في مدينتي شقرة وزنجبار.

وقال المتحدث العسكري لمحور أبين في قوات الانتقالي الجنوبي محمد النقيب، في تغريدة على ”تويتر“، إن جبهة أبين تشهد اشتباكات عنيفة و”قواتنا ترد بقوة وتكبد الميليشيات الإخوانية الإرهابية خسائر كبيرة“، مشيرا إلى أن ”الاشتباكات نشبت إثر تمادي الميليشيات في قصفها المستمر والمكثف على مواقع قواتنا بالطرية والقطاع الساحلي“.

وأضاف النقيب إن ”انتهاج قواتنا سياسة ضبط النفس أكد التزامها الصادق باتفاق وقف إطلاق النار وإفساح المجال لتنفيذ اتفاق الرياض وكذلك ثقتها بنفسها في حسم المعركة في أي ظرف مع طرف إرهابي لا تجدي معه سياسة ضبط النفس، طرف سخّر الوقت الذي استغرقته مفاوضات الرياض لحشد الآلاف من القاعدة وداعش إلى شقرة“.

تصعيد عسكري وسياسي ينسف جهود التحالف

لم تكتف حكومة هادي بالتصعيد العسكري وخرق هدنة دعا لها التحالف العربي بقيادة السعودية، بل مضت إلى خلق كيانات ممولة قطريا وتركيا، بهدف ضرب المجلس الانتقالي الجنوبي، وتحقيق رغبة تحالف الشر الثلاثي بالسيطرة على خليج عدن وباب المندب.

وذكرت تقارير إخبارية أن "تنظيم إخوان اليمن الإرهابي لجأ لتفريخ مكونات سياسية هدفها نسف المشاورات التي ترعاها المملكة العربية السعودية بين الحكومة اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، لتنفيذ بنود اتفاق الرياض.

موقف الحكومة المؤقتة والمجلس الانتقالي 

على الرغم من ان رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة المناصفة، معين عبدالملك، قد كشف عن "أجواء إيجابية" تسود المشاورات الجارية بالرياض و"خطوات جيدة" تم إنجازها على صعيد تطبيق آلية تسريع تنفيذ الاتفاق، كان إخوان اليمن يعملون على تأجيج الشارع، وإفشال كافة الخطوات المحققة؛ غير ان هذه التصعيدات دفعت المجلس الانتقالي الجنوبي وفريق التفاوض في الرياض إلى تعليق المفاوضات احتجاجا على سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها حكومة الإخوان في مدن الجنوب وابرزها شبوة المحتلة، وانهيار العملة المحلية جراء سيطرتها على قرار البنك المركزي.

تعطيل اتفاق الرياض

وطيلة الفترة التي أعقبت طرح الآلية الجديدة لتنفيذ اتفاق الرياض، دفع إخوان اليمن ما يسمى بـ"الائتلاف الوطني" الممول قطريا وسعوديا، وهو أحد مكوناته المفرخة، للقيام بخطوات تصعيدية وحشد الشارع في سيئون بحضرموت وقبلها في أبين وشبوة، لتحقيق هدف وحيد هو تعطيل الاتفاق.

واعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي، ما تقوم به المكونات المفرخة من جماعة الإخوان باليمن، هو "خطوات تصعيدية غير مبررة" بهدف خلط الأوراق وإفشال الجهود السعودية.

وندد الانتقالي في بيان بأعمال القمع والإرهاب التي يقوم بها ما يسمى بالائتلاف الوطني الجنوبي، أحد المكونات المفرخة من قبل جماعة الإخوان، ضد سكان مدينة سيئون بمحافظة حضرموت من خلال تسخير قوات الجيش اليمني لقمع واعتقال الرافضين لمخططات الإخوان.

وكشف البيان عن قيام ما يسمى ب"الائتلاف الوطني الإخواني" المدعوم من سلطة الإخوان بحشد القوات العسكرية للتظاهر بالزي المدني لتأييده، بالإضافة إلى جلب عشرات الحافلات من المؤيدين من خارج أراضي حضرموت في محاولة فاشلة لتزييف الإرادة الجنوبي.

وعمل ما يسمى بـ"الائتلاف الوطني" الذي يتزعمه رجل الأعمال المدعوم من الإخوان، أحمد العيسي، على شراء ولاءات الفقراء في عدد من المدن والدفع بهم إلى التظاهرات بهدف الحصول على مكاسب وحقائب وزارية بالحكومة المرتقبة، رغم انتهاء المشاورات السياسية حول ذلك.

حكومة هادي وحرب الخدمات 

لم يكن الخلاف بين وحكومة هادي منصور، وليد الاحداث الدموية والحرب بين الطرفين، او تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بل كان للحكومة اليمنية التي يسيطر عليها الإخوان في عقد صفقات سلام مع الحوثيين، وتحويل الحرب والصراع صوب الجنوب، منذ تحرير عدن والمدن الأخرى في منتصف عام الحرب الأول 2015م.

وقد بدأت حرب حكومة هادي على الجنوب، خدميا وأمنيا واقتصادياً، وتوجيه هذه الحرب لمحاولة النيل من القوى الجنوبية التي تسعى لاستعادة دولة الجنوب السابقة، وقد تسببت هذه الحرب في تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، كسلطة جنوبية تدافع عن الجنوب وقضيته عسكريا وسياسيا وأمنياً.

وأقرت حكومة هادي على لسان وزير خارجيتها الأسبق عبدالملك المخلافي انهم يحاربون عدن خدميا واقتصاديا وأمنيا، حتى لا يشجع استقرارها على المضي في خيار الجنوبيين نحو الاستقلال.

ارتهان هادي للإخوان يعطل جهود السعودية 

تؤكد العديد من التقارير أن ارتهان الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي لجماعة الإخوان، عطل جهود السعودية في إعادة تصويب الحرب صوب الحوثيين الموالين لإيران، والذين سبق لهم الإطاحة بهادي في مطلع العام 2015م، بإسقاط العاصمة اليمنية صنعاء في الـ21 من سبتمبر 2014م، قبل ان يجبروا هادي في مطلع العام التالي على تقديم اسقالته بعد استقالة حكومته التي كان يرأسها خالد بحاح.

وتبذل السعودية جهوداً للتوصل الى تسوية سياسية، على أمل إعادة استئناف الحرب ضد الحوثيين والمتوقفة منذ تعيين علي محسن الأحمر نائبا لهادي في مطع العام 2016م.

الجهود السعودية بإعلان عن آلية جديدة لتنفيذ اتفاقية الرياض بين حكومة هادي والجنوب، رفض هادي الالتزام بها، حين فر صوب الولايات المتحدة الأمريكية، تاركا لأذرعه العسكرية والمليشياوية تفجير الأوضاع عسكريا في أبين وشبوة وحضرموت، وتأزيم الأوضاع خدميا واقتصاديا في عدن التي تشهد انهيارا كبيرا للعملة المحلية هو الأول من نوعه وصل فيه سعر الريال اليمني امام "الدولار الأمريكي إلى ثمانمائة ريال للدولار الواحد، ومائتين وعشرة ريالات مقابل الريال السعودي.

تدخل تركي سافر 

وبالتوازي مع ذلك، عملت حكومة هادي على طلب التدخل التركي المناهض للسعودية، غير ان الرياض سرعان ما رضخت لدعوات يمنية لأنقرة باستدعاء مسؤولين يمنيين مرتبطين بأنقرة على امل وقف التدخلات التركية، قبل ان ترد انقرة بالسيطرة الكلية على مدينة تعز كبرى مدن اليمن الشمالي.

التدخل التركي السافر، يبدو انه لم تعد تنفع معه أي معالجات، فشبوة المحتلة منذ أغسطس العام 2019م، وفرت ملاذا آمناً لأنشطة المخابرات التركية، لتأتي أحداث تعز لتضع الرياض في مأزق حقيقي، وأصبحت جهودها امام حماية الملاحة الدولية على كف عفريت، وتبدو انها في طريقها لخسارة مأرب، لصالح الحوثيين الموالين لإيران، ولم تتبق معها الا عدن التي تحاصرها قوات حكومة هادي، المدعومة أيضا من السعودية.