بين مطرقة ألغام الحوثي وسندان اتفاق السويد.. الساحل الغربي يتحول لمآتم وسرادق عزاء

تقارير - Tuesday 01 September 2020 الساعة 01:49 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

بين ناري الحرب وألغام ميليشيا الحوثي يعيش سكان الساحل الغربي، فضلاً عن الفقر والأوبئة التي جلبها الانقلاب الحوثي، وما تبع ذلك من إجراءات وممارسات أحالت حياة اليمنيين إلى جحيم لا يطاق.

لم تكتفِ الميليشيا بنشر الدمار ولا تجنيد الصغار والدفع بهم لمحارق الحرب، بل زرعت مئات الآلاف من الألغام الأرضية، محوّلة حياتهم وأسرهم إلى مآسٍ مستمرة تحصد كل يوم ضحايا أكثر وتحوّل الحياة إلى مآتم وسرادق عزاء.

عند ساعات الصباح الأُولى، وكعادته خرج الشاب (نايف أحمد عبدالله) نشيطًا من منزله الواقع في قرية موشج التابعة لمديرية الخوخة، على متن حافلته ذات اللون الأبيض التي تتسع لستة عشر راكبًا، يطلب الرزق عن طريق نقل الركاب من مكان لآخر.

يحلم (نايف) أن يساعده المقابل الزهيد الذي يجمعه من قيمة تكلفة نقل الركاب، بتأمين حياة كريمة لعائلته، تقيهم نار الحاجة، وأن يرى نفسه عريسًا ذات يوم يُزف بموكب من الأهل والأحباب والأصدقاء.

ولكن أحلام نايف سرعان ما تبخرت، حين مر بحافلته الصغيرة على لغم أرضي زرعته مليشيات الإرهاب الحوثية في الطريق الواقعة بمنطقة موشج، وما هي إلا ثوانٍ معدودة حتى تناثرت أشلاؤه، وتحطمت الحافلة، وأصيب حينها بعض الركاب، سالت الدماء على الأرض، وعمّ الرعب، وانتشرت الفوضى، فهرع المسعفون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح، وسرعان ما فاضت روح نايف إلى بارئها، بعد سويعات من الألم المميت.

يروي شقيق نايف، مشيرًا بيده اليمنى نحو بقايا الحافلة المدمرة: هذه حافلة أخي، انفجر لغم حوثي بالحافلة على الطريق في منطقة موشج، واغتيل أخي إثر ذلك الانفجار بأيادي الإجرام والظلم الحوثية. وبحزن عميق أضاف قائلًا: أدى الانفجار إلى إصابة أخي بجروح بليغة في كل جزء من جسده، وبُترت قدمه اليمنى مباشرة على إثر الانفجار، وبعد لحظات، بُترت القدم اليسرى، وأسعفناه إلى المستشفى، ولكنه فارق الحياة قبل أن يدخل المستشفى منتقلًا إلى جوار ربه.

نايف ليس حالة نادرة الحدوث، بل هو واحد من جملة الضحايا الذين فتكت بهم وبأحلامهم وبأهلهم وبأجسادهم الألغام الحوثية، التي تنصب لهم الموت في كل منطقة من مناطق الساحل الغربي.

لا تزال آثار الانفجار واضحة، على الوجوه وعلى المدينة، وعلى إطار الحافلة الحديدي المتهالك، بقايا الحافلة ماثلة لتشهد وتوثق تفاصيل جريمة حوثية بشعة، وتشرح كل أبعاد الحادثة بدقة وصمت مطبق دون كلام.

"حقول الموت".. هدايا حوثية لسكان الساحل الغربي

الصمت المطبق الذي تلتزمه الأمم المتحدة إزاء الجرائم والانتهاكات الحوثية، شجع المليشيات على التمادي وارتكاب المزيد منها، حيث ذكرت مصادر عسكرية ميدانية، الاثنين، أن المليشيات استهدفت مناطق شرق الدُّريهمي بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والأسلحة القناصة بكثافة.

وفي السياق، أطلقت قناصة مليشيات الحوثي نيران أسلحتها صوب مدينة حَيْس بصورة هستيرية أدت لإصابة المواطن عبدالله طالب حمنه، برصاصة في رأسه أثناء وجوده في سوق المدينة لشراء وجبة العشاء لأولاده.

وأفادت مصادر بقيام المليشيات بقصف واستهداف منازل ومزارع المواطنين بالأسلحة الثقيلة نوع م.ط عيار 23، والأسلحة الرشاشة المتوسطة مختلفة العيارات، في ساعات متأخرة من يوم الأحد.

استغلال جنسي للأطفال

وفي سياق خروقاتها الفظيعة في أوقات سابقة، كشف المركز الإعلامي لألوية العمالقة، في التقرير، أن القيادي الحوثي المدعو حسن أحمد الجديري المكنى (بأبو علي) والذي يعمل مشرفة وقائيا في شرطة الرعيني بمحافظة الحديدة واحد من القيادات المسؤولة عن الاستغلال الجنسي للأطفال بمشاركة بعض القيادات الحوثية، فضلاً على قيامه باعتقال الشباب والزج بهم في جبهات القتال.

>> ألوية العمالقة تكشف أسماء قيادات حوثية تستغل الأطفال جنسياً في الحديدة

الأغرب أنه لا موقف صارم من قبل المجتمع الدولي ضد هذه الجرائم التي تمارسها الذراع الايرانية على اليمنيين وتهدد بها الحياة.