"الرسالة الأخيرة" مخاطباً بنتيه: إذا لم أعد إلى البيت لا تَبكيا

متفرقات - Thursday 03 September 2020 الساعة 10:50 am
إب، نيوزيمن، خاص:

بدأت القصة صباح يوم الجمعة 21 أغسطس/آب الماضي، حيث تم الإبلاغ عن وجود شخص مشنوق في وادي "عنه العليا" مديرية العدين.

تبين أن الجثة تعود للضحية عبد الواحد عبد الرحمن الصوفي البالغ من العمر 55 عامًا من أهالي حارة "المكعدد" مديرية جبلة القريبة من محافظة إب.

تم معاينة الجثة والتأكد من أن الرجل أقدم على عملية الانتحار بنفسه ولا توجد أي دوافع جنائية، بعد التحري تبين أن الرجل كان يمر بظروف مادية صعبة إلى درجة أنه لا يجد ما يأكل.

واتضح أن المذكور كانت حالته المادية من قبل سنوات جيدة، وكان ميسور الحال ويملك مستوصفا، غير أن حالته المادية تدهورت، الأمر الذي أدى إلى تخلي زوجته عنه وتم الانفصال بينهما قبل 4 سنوات.

كانت لديه بنتان هما في حضانة الأم والمذكور يعيش في بيت والده وحيداً حيث أبوه وأمه قد توفيا، ولديه 4 اخوات متزوجات وهو يعيش وحيداً لا يكلم ولا يسأل أحدا، عزيز نفس برغم ما يمر به من فقر. 

وبحسب إفادة أحد أقاربه فإنه كان إذا سئل من قبل أحد هل تغديت أو أكلت يقول نعم. لكن الحقيقة غير ذلك تمامًا.

تزداد القصة مأساوية فيتضح أن من أهم أسباب قيامه بالانتحار؛ التخلي التام من قبل أهله وأقاربه عنه، وحتى جيرانه، وزملائه، وأصدقائه، بعدم السؤال عنه إطلاقًا وعن حالته واحتياجاته.

في الفترة الأخيرة وبحسب أقوال بنتيه أنه بعث لهما رسالة يطلب منهما المسامحة لأنه مقصر معهما وإذا صار له شيء يطلب المسامحة منهما.

ومن ضمن المعلومات التي تم الحصول عليها وقت التحري، أنه قبل الانتحار بيوم ترك مفاتيح المنزل لابنتيه وقال لهما "سامحنني على التقصير وإذا رجعتين البيت وانا غير موجود لا تبكين".

الفقيد أحد كوادر مكتب الصحة ومدير للمركز الصحي في جبلة سابقًا، وكان له قيمة بالمجتمع الآن وبالأخص السنوات الأخيرة انصدم بأنه لم يعد له أي قيمة في المجتمع لفقره الشديد. 

وكان قد أخبر أحد أصدقائه المقربين له أنه يريد أن ينتحر ولكن في مكان بعيد عن بنتيه ومنزله، هذه هي الأسباب والأدلة التى ذكرت آنفًا والذي مر به المرحوم خليل.

وما أورده الأستاذ محمد مزاحم من خلال متابعته للتحريات، بأن المذكور كان قد سأل أحد الأشخاص ويدعى نجيب العديني ثاني أيام عيد الأضحى عن وادي عنه، وماذا فيه، وماذا يوجد، بداخله وأين الطريق إلى مدينة العدين.

هذه قصة واحدة من آلاف القصص والمآسي التي جبلت عليها محافظة إب وجبل عليها العديد من المواطنين والموظفين بعد أن فقدوا أعمالهم ورواتبهم.

الأمر يمر مرور الكرام على الكثير دون التوقف عند الأسباب وما الذي جعل الصورة بهذا السواد، فكل يوم جريمة، برغم أن الواقع يقول بأن هذا انعكاس لحالة الفساد وتغييب الخدمات الضرورية، وتعطيل مصالح الناس من قبل مليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن.