سبتمبر في زمن الحوثي.. احتفال بالجُرعات وتجريع في المناسبات

تقارير - Monday 21 September 2020 الساعة 11:30 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

على وقع معاناة المواطنين وتفاقم الأوضاع المعيشية، وانهيار العملة المحلية، وتوالي الجرعات السعرية لأسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، وتفشي الأمراض والأوبئة، وارتفاع معدلات المجاعة والفقر والبطالة، وتوقف صرف مرتبات موظفي الدولة، تحتفل مليشيا الحوثي في صنعاء ومناطق سيطرتها بما تسميها (ثورة 21 سبتمبر)، وهى الذكرى الـ6 لانقلابها المسلّح على الشرعية الدستورية في سبتمبر 2014م.

وعلى ذمة جرعة سعرية في اسعار المشتقات النفطية (4 آلاف للدبة البنزين 20 لترا/ 3900 ريال للدبة الديزل)، اقرتها حكومة الوفاق الوطني (حكومة باسندوة) أواخر يوليو / تمّوز 2014م، جاء انقلاب مليشيا الحوثي، في هيئة احتجاجات مناصرة للمواطنين ورافضة للجرعة، لتستجيب الحكومة حينها بتخفيض 500 ريال، قبل استيلاء المليشيا الحوثية على مؤسسات الدولة وإعلانها ما سمي الإعلان الدستوري. 

وفيما أقرت مليشيا الحوثي حينها تحديد سعر الدبة البنزين والديزل 2700 ريال، سعة 20 لترا، بقى هذا القرار حبرا على ورق، حيث بدأ مسلسل الجرعات والتجريع باختفاء المشتقات النفطية من المحطات الرسمية، لتدشّن مرحلة ظاهرة السوق السوداء، وتبدأ في اكتوبر / تشرين الأول من العام 2015م محطات التعبئة الرسمية بيع الوقود بأسعار السوق السوداء (8- 10 آلاف للدبة سعة 20 لترا).

اليوم 21 سبتمبر/أيلول 2020م، ما يزال المواطنون في صنعاء والمحافظات المجاورة لها يتجرعون عناء الطوابير الطويلة أمام محطات المشتقات النفطية على أمل الحصول على 20 لترا لتشغيل مركباتهم بسعر رسمي 5900 ريال للبنزين، و6900 ريال للديزل.

وما تزال السوق السوداء منتشرة بكثافة في شوارع وتقاطعات العاصمة صنعاء، بل إن معظم محطات التعبئة بدأت تبيع المشتقات النفطية باسعار السوق السوداء التي تتراوح ما بين 9 آلاف الى 12 ألف ريال للدبة البنزين 20 لترا.

وحتى حينما تراجع سعر الدولار عالميا مقابل العملة المحلية، وهوت اسعار النفط أواخر العام 2019م، الى أدنى مستوى لها، بقيت أسعار المشتقات النفطية في صنعاء والمحافظات المجاورة، فوق القدرة الشرائية للمواطنين.

وفيما أسمته تخفيضاً اقرت مليشيا الحوثي حينها تثبيت سعر البنزين عبوة (20) لتراً عند مبلغ 10.000 ريال، والديزل عبوة (20) لتراً عند مبلغ 10.600 ريال، بزيادة 100% على الأسعار العالمية، رغم انخفاض الدولار بنسبة 40% عن السعر السابق.

واعتبرت تثبيت الأسعار عند هذه الأرقام الفلكية (مكرمة منها ومراعاة لظروف المواطنين)، في حين كان سعر البنزين والديزل عالمياً، بحسب سعر الصرف حينها لا يتجاوز 5000 ريال يمني.

في سبتمبر/ أيلول 2018م، كانت مليشيا الحوثي اقرت جرعة سعرية جديدة في أسعار المشتقات النفطية قضت برفع سعر البنزين عبوة (20) لترا إلى 11.500 ريال، والديزل عبوة (20) لترا إلى 11.600 ريال، غير أن محطات التعبئة سارعت لرفع الأسعار الى ما بين 12- 14 ألف ريال للدبة سعة 20 لتراً.

وعُدّت هذه الجرعة، هي الجرعة رقم 13 منذ الانقلاب المسلح لميليشيا الحوثي في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م، ضمن سلسلة جرعها المتواصلة والقاتلة للتنكيل بالمواطنين في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.