ندوة إعلامية تحصي آلاف الانتهاكات.. الحوثي في صنعاء والإخوان في شبوة يتصدرون الانتهاكات (فيديو)

تقارير - Thursday 01 October 2020 الساعة 11:55 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

اتفق نشطاء سياسيون وإعلاميون وحقوقيون على الآثار الكبيرة للحرب على الإعلام في اليمن، منذ إسقاط الحوثي لمؤسسات الدولة، وقيام الحرب عليه لمنع سيطرته المسلحة على اليمن، معددين المسؤوليات عن الحال الذي وصل له الإعلام في اليمن على الحوثي والشرعية والإخوان وعلى الإعلاميين أنفسهم الذين انقسموا دونما التزامات مهنية.

وحول “الإعلام والحرب والإرهاب في اليمن” تناقش متشاركون من عدن والمخا والرياض وشيفلد وباريس، منصة البث المفتوح في وسائل التواصل الاجتماعي، على هامش الدورة الـ45 لمجلس حقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، في الندوة التي نظمتها المجموعة الجنوبية المستقلة، من برلين نصر عبيد، ومن مالمو شادي علوان.

الندوة التي أدارتها شذى ياسين ممثلة المكتب الدبلوماسي المستقل في الأمم المتحدة في جنيف، افتتح الحديث فيها بسام القاضي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الصحافة الإنسانية منتقدا الانتهاكات التي تعرض لها الإعلام والإعلاميون، قائلا إن 2200 انتهاك تعرض له الإعلام والإعلاميون، منها 1800 انتهاك ارتكبتها مليشيات الحوثي، مقابل 200 انتهاك ارتكبته الحكومة المعترف بها دوليا، من اجمالي هذه الانتهاكات 400 حالة اختطاف وهي جرائم جسيمة، ولا يزال هناك 56 صحفيا رهن الاعتقال، و18 صحفيا مخفيين قسريا منهم 16 اخفتهم المليشيات الحوثية. وأن الصحافة اليمنية فقدت 45 صحفيا وصحفية منذ 2015، وآخرهم “نبيل القعيطي”، الذي تم اغتياله في الثاني من شهر يونيو 220م.

وعبر القاضي عن أسفه وألمه لبقاء جريمة اغتيال القعيطي ضد مجهول حتى الآن.

القاضي الذي تحدث من عدن قال، إن 700 صحفي تم تسريحهم من أعمالهم بسبب الممارسات الحوثية.

كفى هاشلي، تساءلت في مداخلة الندوة الثانية عن مسئولية الإعلاميين اليمنيين تجاه الوضع الذي وصلوا اليه، قائلة ان الإعلام اليمني فقد ثقة الإعلام الدولي وعجز بالتالي عن ايصال الصورة التي يعاني منها الإعلام والإعلاميون.

كفى التي تحدثت من باريس، قالت ان الإعلاميين اليمنيين توزعوا على الاطراف السياسية ولم يلتزموا بالحد الادنى من شروط المهنية. وعن دور مراسلي الإعلام الدولي قالت ان مكاتب وسائل الإعلام الدولية كوكالات الانباء العالمية تقع في المناطق تحت سلطة الحوثي، وهذا يجعل المراسلين تحت الضغط الحوثي لا يستطيعون تغطية ما يتعرض له المواطنون من ضغوط بسبب ممارسات الحوثية، مستشهدة بالخبر الذي بثته “رويترز” عن سرقة الحوثي للمعونات الدولية في الحديدة، قائلة ان الحوثي اخضع مراسلي الوكالة تحت سيطرته لضغوط حتى وقت متأخر من الليل للحصول على اعتذار..

وانتقدت كفى، وهي صحفية وناشطة سياسية جنوبية، بشدة الانقسامات التي سببتها التمويلات والاستقطابات للإعلاميين الذين نزحوا للخارج، معبرة عن اسفها لاثار تلك الممارسات على اخلاق الإعلاميين انفسهم الذين قالت ان بعضهم اصبح يحاصر من لا يتفقون معه في الرأي ويستخدم ضغوطا شخصية على هذه الوسيلة أو تلك لمحاصرة الزملاء وعدم دعوتهم لاي وسيلة إعلامية ولا لاي فعاليات تخصص دوليا لمناقشة الحرب في اليمن.

وتحدثت كفى عن الفروق التي تقيد نشاط الصحفيين اليمنيين النازحين للخارج حسب الدول التي يتواجدون فيها، وما يعانيه المقيمون منهم في الدول العربية.

نبيل الصوفي، رئيس تحرير “نيوزيمن” والذي تحدث من المخا، قال إن العام 2013 هو آخر الأعوام التي يمكن الحديث عن الصحافة والإعلام في اليمن، حيث كان هناك 40 صحيفة رسمية و50 حزبية، 280 أهلية. وقنوات تلفزيونية وإذاعات، وكل ذلك في نظام دولة تعترف بالحزبية وبالتعدد الإعلامي.

وأضاف، إن الحوثي اقتحم 14 وسيلة إعلام في صنعاء في الأيام الأولى لسيطرته على مؤسسات الدولة، معلناً أن الإعلام في عهده يعني الموت، مشيراً أن الحوثي لم يسقط الإعلام فقط بل ألغى كل وظائف الدولة الحديثة وأسقط الهوية الوطنية والدينية والنظام السياسي للجمهورية اليمنية.

وأكد: “اليمن، أرضاً وشعباً، باقية ولكن الجمهورية اليمنية كنظام سياسي لم يعد لها وجود، وليس فقط الإعلام”، موضحاً: “الحوثي هو انقلاب ديني ووطني يرفض كل مضامين الدولة ويحكم بالفتوى الدينية”، وأن هذا جعل من الإعلام مهنة مستحيلة في مناطق سيطرته، وأنك لا يمكن أن تحصل على أي معلومة حتى إن كانت معرفة كم يستهلك الناس من الدقيق في اليوم. وقال: “كانت صنعاء هي عاصمة الجمهورية وفيها ومنها تبث القنوات وتصدر الصحف وقد توقف كل ذلك ولم يعد هناك إعلام الا ما يريده الحوثي”.

وداد الدوح، والتي تحدثت من شيفلد، خصصت مداخلتها للحديث عن شبوة التي قالت إنها تعاني من “سيطرة الإخوان عليها”، متسائلة: كيف يتحدث الإخوان عن الشرعية والدولة والدستور والقانون وهم يمنعون عن شبوة أبسط حقوق التعبير عن الرأي.

وتتبعت الدوح تاريخ الإخوان وعقيدتهم الإقصائية وسيطرتهم على الشرعية ومؤسسات الدولة ومنها الإعلام، منذ حرب 1994 ضد الجنوب، وقالت إن الإصلاح استغل فراغ الجنوب بعد حرب 94 فنشر معاهده وجمعياته الخيرية وسيطر على المنابر وعين أعضاءه في كل المرافق التعليمية مستغلا تسريح دولة الرئيس علي عبدالله صالح للكادر الجنوبي بعد الحرب، وقالت إنه بعد 2012 تسلم الإصلاح وزارة الإعلام فأكمل سيطرته على كل الوظائف الإعلامية للدولة بما فيها حتى الملحقيات الإعلامية في السفارات.

وداد، وهي ناشطة حقوقية وإعلامية ومحررة في منصة حديث الساعة، عددت ممارسات سلطات الإصلاح ضد الجنوبيين في شبوة بمنع التظاهرات وقتل واعتقال المعارضين وإخفائهم في سجون سرية واستقدام مسلحين متطرفين من مناطق مختلفة للمساهمة في إخضاع الرأي العام في شبوة، على الواقع وحتى على صفحات التواصل الاجتماعي.

وداد ذكَّرت بدعوة شبوة لمسيرة ضد سلطات الإخوان في 3 أكتوبر 2019، وقالت ورغم أنها مسيرة سلمية فقد واجهتها قوات الإخوان بالرصاص الحي، وقتلت الشهيد “سعيد تاجرة القميشي” لرفضه إنزال العلم الجنوبي الذي يحمله إلى جانب اثنين اخرين واعتقلت قرابة 50 متظاهرا منهم ثلاثة من الإعلاميين هم صالح مساوي، عبدالرحمن العشملي وعبدالكريم الكربي.

وفي 3 سبتمبر 2020م شهدت محافظة شبوة مظاهرة في منطقة المصينعة محافظة الصعيد، ووجهت بذات الإجراءات، حيث تم تسجيل أكثر من 85 معتقلا وهو أكبر رقم قياسي يسجل في محافظة شبوة.

ووفق الدوح فإن هناك أكثر من 600 معتقل منذ سيطرة الإخوان المسلمين على محافظة شبوة في أغسطس 2019م، ضمنهم عدد من الإعلاميين، (نيوزيمن يعيد نشر ورقة وداد الدوح بشكل مستقل لاحقاً).

مشير المشرعي، مدير تحرير شبكة عين اليمن، تتبع مسيرة التطرف في الإعلام والسياسة اليمنية منذ بدء الحملات التكفيرية ضد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وحتى آخر الإصدارات المتطرفة للقاعدة وداعش ذاكراً أن آخر الإصدارات هو إصدار القاعدة تسجيلا ضد تطبيع العلاقات بين الإمارات والقاعدة.

الإصدارات الإعلامية للجماعات -وفقا لمشير- تتعرض للحظر الدائم من قبل شبكة الانترنت ضمن قواعد الحرب على الإرهاب، عدا “جماعة الحوثي”، قائلا انها حتى اليوم لم يتم تصنيفها كمنظة إرهابية، وعدد مؤسسات العمل الإعلامي للجماعات المتطرفة.

وقال إن الحملات المتطرفة لا تبدأ حملاتها الإعلامية إلا ضمن مخطط لعمل مسلح، ولإعلام القاعدة ثلاثة أهداف: الأول التهديد لمن يقف ضدهم، إيصال رسالة سياسية، التخاطب مع الأتباع والاستقطاب.

وأضاف إن قوات النخب والأحزمة الأمنية هي أكثر الجهات استهدافاً من قبل الجماعات المتطرفة، باعتبار أنها هي الأكثر حسما في مواجهتها وهي التي استطاعت هزيمتها وتطهير مناطق الجنوب منها.

مشير قال إن إعلام تنظيم الدولة الإسلامية هو أكثر فاعلية إعلامية من إعلام القاعدة..