المسنى وقرية الأحزان.. هكذا أدخلت مليشيا الحوثي المآسي لمنازل التهاميين

المخا تهامة - Saturday 03 October 2020 الساعة 09:41 am
الحديدة، نيوزيمن، أحمد داؤد:

في قرية المسنى الريفية الصغيرة والواقعة بمديرية الحالي، باتت مشاهدة أشخاص يسيرون بمساعدة عكازين أمراً مألوفاً لمن يزور تلك القرية، إذ أصيب غالبيتهم بألغام المليشيا الحوثية.

فقبل وقت قصير على طردها منها، زرعت مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، المئات من الألغام والعبوات الناسفة، وعندما عاد سكانها إليها بعد رحلة نزوح قسرية تلقفتهم أدوات الموت الحوثية.

لقد أدخلت الحركة التابعة لإيران عبر أدوات الموت المدفونة تحت التراب المآسي للمنازل التهامي وبدلا من حياة الاستقرار النسبي التي بدأ السكان يشعرون بها، مقارنه بحياة التشرد والتهجير، إلا ان عودتهم كانت عودة للمجهول المحفوف بالمخاطر.

إذ فقد البعض منهم أحد أطرافهم، فيما آخرون فقدوا آباءهم أو أمهاتهم أو أحد إخوانهم إلى حد أن كل منزل خسر أحد أفراده.

تقول الشابة خولة داودخبش البالغة من العمر 17 عاما والتي فقدت إحدى عينيها، إنها أصيبت بشظية ناجمة عن انفجار عبوة ناسفة، "نجوت من الموت لكنها أفقدتني عيني وحرمتني من الإبصار".

فقدت تلك الشابة التهامية أيضا والدتها في انفجار عبوة ناسفة، فبعد وقت قصير من عودة أسرتها كانت والدتها مفعمة بالأمل وكانت خطواتها تعبيرا عن تطلعها لحياة أكثر استقرارا بعد أشهر من حياة النزوح والتشرد، لكن خطوتها كانت الأخيرة في حياتها. 

كما أصيب شقيق تلك الشابة الطفل الصغير داود صغير حبش، والبالغ من العمر 9 أعوام، بجروح خطيرة في مختلف الجسم نتيجة انفجار مقذوف حوثي.

خسران الأحباب والأقارب تطول في تلك البلدة التهامية الصغيرة بسكانها والكبيرة بآلامها وجراحها، والحاج عبدالله دوش، البالغ من العمر نحو ستين عاما، واحد منهم.

خرج ابنه إبراهيم، البالغ من العمر 25 عاما، مع صديق له يدعى درويش خبش، على متن دراجة نارية كعادتهما صباحا إلى إحدى المزارع.

يقول لنيوزيمن، بحسرة، لم يعودا ظهرا إلا على الأكتاف. لقد قتلا في انفجار لغم حوثي. ويتساءل عن الوجهة الجديدة التي يمكن أن يذهب إليها سكان تلك القرية وعن من ذا الذي سيعوضه فقدان ابنه الأكبر وسنده في رعاية الأسرة.

في قرية مجاورة يطلق عليها "قرية الأحزان"، نظرا للخسائر التي دفعها سكانها جراء الألغام الحوثية ويفضل كثير من سكان البلدات المجاورة إطلاق ذلك الاسم بدلا عن قرية بني عثمان.

تتكون تلك القرية الصغيرة من خمسة منازل، لكن ضحاياها يتجاوزون العشرة أشخاص، بمعدل ضحيتين من كل منزل.

كريمة أبكر عايش مشرعي، أصيبت بانفجار لغم وهي على متن حمار لجلب ماء الشرب من بئر قريبة من منزلهم.

تقول كريمة، التي فقدت رجلها اليمنى، "شلني أملغم وبز (أخذ) رجلي".

عثمان عبدالله جلاجل، واحدة من مآس تتكرر في قرية الأحزان، إذ فقد رجله اليمنى وماتت ابنتاه سماح البالغه من العمر ثلاث أيام فقط، وعلياء أربع سنوات بشظايا الألغام الحوثية.

أصيبت ابنته زكية والبالغة من العمر 6 سنوات بشظايا حوثية في مختلف جسدها، فيما فقدت والدته سمعها نتيجة انفجار لغم فردي كان في منتصف منزلها.

أما شقيقه توفيق الذي تمكن من الخلاص من سجن حوثي، عاد إلى منزله فانفجر به لغم وافقده كلتا قدميه.

مآسي الألغام وصلت إلى كل بيت تهامي، بعد أن أغرقت مليشيا الحوثي الساحل الغربي بالألغام والعبوات الناسفة لتجعل منه أكبر حقل في العالم.