مدينة الضالع.. صغيرة بتركيبتها كبيرة برجالها وعلى أسوارها تنكسر الميليشيات دائماً

تقارير - Thursday 08 October 2020 الساعة 10:06 pm
الضالع، نيوزيمن، خاص:

صغيرة بتركيبتها وكبيرة برجالها، إنها الضالع التي كانت أول محافظة تحررت من ميليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن، بفضل رجالها الصناديد وجبالها الشامخة في 25 مايو 2015م، وأعادت الكرَّة بدحر الميليشيات في الثامن من أكتوبر 2019م.

فهذه المدينة لا ثروة لها إلا شجاعة رجالها وبسالتهم في الحرب والسلم، ضد ذراع إيران في اليمن، وكبدوهم خسائر فادحة في كل معركة، ورغم هذه التضحيات الكبيرة والصمود الأسطوري من قِبل مختلف فئات وشرائح المجتمع في الضالع أثناء وبعد الحرب التي خاضوها، فإن سكانها ما زلوا يعيشون ظروفاً صعبة نظراً لغياب الكهرباء وصعوبة الحصول على المياه وارتفاع أسعار الغذاء والدواء والمشتقات النفطية ولجوئهم للذهاب إلى عدن من أجل العلاج.

ويصادف اليوم ذكرى الانتصار الثاني على الميليشيات الحوثية، التي دفعتها حماقتها الممزوجة بخيانات حزب الإصلاح ذراع الإخوان في اليمن، للتقدم نحو جبال الضالع وصولاً إلى مدينة الفاخر حيث أوقفت القوات الجنوبية تقدمهم ووضعت حداً لزحفهم.

فقد اعتقدت الميليشيات أنها بتقدمها يمكن أن تعيد اعتبارها بعد هزيمتها النكراء في 2015م، لكن رجال الضالع كان لهم رأي آخر، واستطاعوا في مثل هذا اليوم خلال عملية عسكرية أطلق عليها معركة "النفس الطويل" زلزلة الأرض تحت أقدام ذراع إيران، وحرروا للمرة الثانية مختلف مناطق ومديريات الضالع، بل وتجاوزوا ذلك بتحرير مناطق تابعة لمحافظات أخرى.

وتمكنت القوات الجنوبية المشتركة في مثل هذا اليوم من تحرير منطقة باجة في محور حجر القتالي الذي كانت تعد آخر نقطة وموقع جنوبي كان تحت سطوة ورحمة ذراع إيران في اليمن لتستمر بعد ذلك المواجهات والاشتباكات في قطاعات عسكرية مختلفة على امتداد جميع المحاور القتالية.

وتم إثر ذلك استعادة أهم المواقع والمناطق التي تقع ضمن مناطق شمالية وحدودية للجنوب أهمها القفلة وحبيل العبدي وشخب وسليم وتبة عثمان وتبة مرخزة وحبيل الكلب وعويش ودار السيد والدهنة والجب وبتار وصولا إلى منطقة الثوخب التي تقع في أقصى شمال شرق مديرية الحشاء.

وما زالت الضالع ورجالها حتى اليوم يسطرون أروع الملاحم البطولية في مقارعة المليشيات الحوثية وتكبدها خسائر بشرية ومادية فادحة، لتؤكد لها في كل مرة أنها السور والحصن الذي ستنكسر عليه حماقات الحوثي التي تدفعه للتقدم نحو الجنوب.