من بيت هائل إلى شاهر عبدالحق.. الإخوان ومعاركهم ضد ”حجرية" تعز

تقارير - Friday 09 October 2020 الساعة 11:10 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

“الاثنين” الماضي استعاد النائب الإصلاحي شوقي القاضي ذكرياته ناشراً صورته مع محافظ تعز الأسبق شوقي هائل، زاعماً بأن حزبه هو من رشحه لهذا المنصب.

ولم تمر دقائق على ذلك إلا وانهالت عشرات التعليقات من نشطاء المحافظة الغاضبة والساخرة، لتعيد تذكير البرلماني الإصلاحي بما فعله حزبه وأعضاؤه ضد شوقي هائل، منذ الأيام الأولى لتعيينه في هذا المنصب منتصف أبريل من عام 2012م.

أعاد الناشطون تذكير القاضي بما تعرض له شوقي هائل من أشرس عداء تعرض له مسئول حكومي وصلت حد إخراج مسيرات في الشارع تهتف باسم والدته وزوجته، في انحدار صادم في خصومة سياسية لم تألفها تعز بل واليمن بأسره.

مزاعم القاضي بأن الإصلاح قام بترشيح شوقي لهذا المنصب إلى الرئيس هادي تكذبها تصريحات قيادات الحزب في ذلك الوقت ضد شوقي هائل والتي يمكن الرجوع إليها.

حيث صرح القيادي البارز في الحزب الشيخ حمود سعيد المخلافي مطلع يناير 2013م، بأن تعيين شوقي في منصب محافظ تعز جاء من صالح وليس من هادي.

تصريح المخلافي، الذي جاء ضمن حوار مطول مع أحد المواقع التابعة للحزب، أفصح فيه بشكل غير مباشر عن السبب الحقيقي في الخلاف مع شوقي، في رده على سؤال حول حملة "عائدون للتغيير" التي شكلها الإصلاح لتحريك الشارع ضد شوقي حينها والمطالبة برحيله.

حيث قال المخلافي إن "المطلوب من المحافظ الآن إبعاد من تلطخت أيديهم بدماء الشباب والفاسدين من مناصبهم"، وهو ما أكده لاحقا منسق الحملة القيادي الإصلاحي البارز في تعز ضياء الحق الأهدل.

الأهدل، وفي تصريح له لصحيفة "أخبار اليوم" التابعة للجنرال علي محسن، منتصف نوفمبر 2013م، اتهم فيها شوقي هائل بأنه يقود "ثورة مضادة بالمحافظة".

هذه الثورة المضادة يفسرها الأهدل لصحيفة الأحمر بأنها "رفض شوقي للتغيير في مؤسسة الكهرباء والتربية وغيرها من المكاتب"، مؤكداً أن رفض المحافظ لتعيينات من الوسط الثوري لا تعني سوى ثورة مضادة".

مزاعم شوقي القاضي بأن ترشيح الإصلاح لشوقي هائل تقديراً لبيت هائل سعيد أنعم، يناقض حقيقة ما تعرض له هذا البيت التجاري من عداء شرس على يد نشطاء الإخوان بسبب خلافهم مع شوقي هائل خلال فترة توليه لمنصب المحافظ.

وتبقى صورة اللافتة التي رفعها نشطاء الحزب في ساحة الحرية وكتب عليها بأن "منتجات بيت هائل ملوثة"، شاهدا على مستوى الخصومة التي وصلت لها قيادة الحزب في تعز ضد الرجل.

هذه الحقيقة حاول القاضي التغطية عليها بمنشور آخر كال المديح فيه للحاج هائل سعيد أنعم، بعد أن أعاده منشوره السابق التذكير بالإسفاف الذي وصل فيه عداء الحزب ضد بيت هائل بسبب رفض شوقي الخضوع لهم إبان توليه منصب المحافظ.

هذه المحاولة من القاضي للثناء على بيت هائل تزامنت مع هجوم غير مسبوق من قبل نشطاء الحزب ضد رجل الأعمال شاهر عبدالحق الذي توفي الجمعة الماضي، ويعد من أشهر رجال الأعمال على مستوى اليمن.

لم يجد نشطاء الإصلاح من أسباب للهجوم ضد الرجل، الا بسبب علاقته المقربة من الرئيس السابق صالح، أو لأنه –حسب ما يرون- لم يهتم بالجانب الخيري والانفاق على الجمعيات الخيرية، أي لم يدخل ميدان العمل المحبب لحزب الإصلاح.

تزامن إحياء عداء الإصلاح مع بيت هائل والهجوم على عبدالحق وهما من ذات المنطقة الجغرافية (الحجرية) وحيفان بالتحديد، أظهر حقيقة عقدة الحزب التاريخية مع هذه المنطقة قبل أن يكون مجرد خلاف سياسي.

عقدة تاريخية من فشل الحزب في فرض تواجد فكري له في منطقة تعد خزانا بشريا من الكفاءات والكوادر منذ الخمسينات إلى اليوم، جعل من رموزها السياسيين والاقتصاديين إما في خانة اليسار أو على الأقل بعيدا عن الإسلام السياسي الذي يمثله الإصلاح.

فكان من الطبيعي أن يفقد الحزب أي نفوذ له على أشهر البيوت التجارية التي تتحكم بالحركة الاقتصادية لليمن بأكمله وتنتمي لحجرية تعز، خسارة ضاعف منها فشله في خلق بديل أو بيوت تجارية "إصلاحية" تعوضه عن ذلك.